الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

برلمان لبنان يتحصن من المتظاهرين بجدار أسمنتي

برلمان لبنان يتحصن من المتظاهرين بجدار أسمنتي
27 يناير 2020 01:21

دينا محمود (لندن)

أقامت قوات الأمن في لبنان جداراً أسمنتياً في ساحة رياض الصلح لمنع المتظاهرين من الوصول إلى مجلس النواب، وذلك بعد يوم من المواجهات العنيفة مع المتظاهرين المناوئين للحكومة الذين يواصلون حركتهم الاحتجاجية غير المسبوقة، منذ أكثر من 100 يوم، والمستمرة رفضاً للحكومة الجديدة برئاسة حسان دياب التي يعتبرونها امتداداً لطبقة سياسية يتّهمونها بالفساد ويصفونها بالفاشلة.
وتأتي هذه الخطوة قبيل عقد جلسة البرلمان لمناقشة الموازنة، ليتمكن النواب من المرور إلى مجلس النواب بشكل سلس، كما أنه من المفترض عقد جلسة لمنح الحكومة الجديدة الثقة عقب مناقشة الموازنة.
واعتبر البعض أن تلك الحواجز ستُقلل من حدة الاشتباكات مع قوات الأمن، إلا أن المتظاهرين باقون في الساحات، في حين سادت حالة من الهدوء الحذر في أنحاء لبنان، أمس، مع خروج مسيرات من نقاط عدة في بيروت قبل أن تلتقي في ساحتي رياض الصلح والشهداء في وسط العاصمة في ظل الإجراءات الأمنية المشددة.
وهتف المتظاهرون «ثورة، ثورة» وحملوا لافتات كُتب عليها «لا ثقة» في الحكومة.
وانتقد المحتجون الحكومة، التي تشكلت قبل أيام ووصفها بأنها «واجهة» للنخبة السياسية، التي يتهمها المتظاهرون بدفع لبنان نحو الانهيار.
وخلال مشاركتها في التظاهرات، قالت الناشطة بيرلا معلولي: «هذه ليست الحكومة التي طالبنا بها، نحن طالبنا بحكومة إنقاذ من اختصاصيين بعيداً عن المحاصصة»، مضيفة: «بعد أكثر من مئة يوم، وكأن الشعب لم يقل شيئاً، نرفع صوتنا ضدهم لكنهم يقومون بما يناسبهم».
وأطلقت قوات الأمن اللبنانية، أمس الأول، مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين مناوئين للحكومة حاولوا اختراق حاجز أمني أمام مقرها في وسط العاصمة بيروت.
إلى ذلك، حذر مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأدنى، جيفري فيلتمان، من أن الحكومة الجديدة في لبنان برئاسة حسان دياب، ستسعى لتضليل المشاركين في الحراك الاحتجاجي المستمر في البلاد منذ أكثر من مئة يوم، عبر الادعاء بأنها عازمة على إطلاق حملة لمحاربة الفساد، من دون أن يشمل ذلك سوى خصومها السياسيين وحدهم.
وأوضح فيلتمان أن الحكومة، الموالية لجماعة «حزب الله» الإرهابية، ستستخدم شعار «مكافحة الفساد» البراق لـ«إخفاء حملة ملاحقة»، سيتم إطلاقها ضد المناوئين، من دون أن تكترث بالمطالب الحقيقية لـ«المتظاهرين الغاضبين، الذين يتوقعون أن تعالج الحكومة مظالمهم، وأن تتصدى للفساد المستشري في لبنان، جراء عقود من انعدام الشفافية».
واعتبر الدبلوماسي الأميركي أن أي محاولة من حكومة دياب لمواجهة الفساد السياسي، لن تكون سوى «مهزلة»، في ضوء أنها لن تشكل في واقع الأمر، استجابة للمطلب الذي هتف به اللبنانيون بمختلف انتماءاتهم طيلة الشهور القليلة الماضية: «كلن يعني كلن»، والذي يعني ضرورة أن يُبعد الحرس القديم من مختلف المناصب الحكومية.
واعتبر فيلتمان، الذي شغل منصب سفير أميركا لدى بيروت بين عامي 2004 و2008، في مقال نشره الموقع الإلكتروني لمعهد «بروكينجز» للسياسات العامة في واشنطن، أن «أجندة الحكومة اللبنانية الجديدة على هذا الصعيد ستكون انتقائية».

وحذر السفير الأميركي السابق لدى بيروت، الولايات المتحدة من التخلي عن لبنان، لافتاً إلى أن واشنطن حرصت في السابق على البقاء على تواصل مع السلطات اللبنانية، حتى في ظل تنامي منظمة «حزب الله» الإرهابية، ودخولها المعترك السياسي.
وشدد فيلتمان على أن أي تراجع للدور الأميركي على الساحة اللبنانية، لن يصب سوى في صالح «حزب الله» وحلفائها الداخليين والخارجيين، الذين سيعملون على ملء الفراغ الناجم عن ذلك، قائلاً: «إن الحزب ومناصريه يرغبون في انتهاء الشراكة الحالية بين واشنطن والجيش اللبناني»، خصوصاً أنها تشكل «الخيار المتاح لدحض مزاعم (حزب الله)، بأنه يتولى حماية لبنان».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©