الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سلطان القاسمي يعلن إنشاء صندوق الضمان الأدبي لدعم ورعاية الأدباء والكُتّاب مادياً

سلطان القاسمي يعلن إنشاء صندوق الضمان الأدبي لدعم ورعاية الأدباء والكُتّاب مادياً
23 يناير 2019 01:02

الشارقة (الاتحاد)

أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ضرورة احترام الكلمة، وأهمية الاتحاد بين المثقفين، مشيراً سموه إلى الاهتمام بالترجمة الدقيقة حتى نصل بأدبنا إلى العالم عبر التمسك بالثقافة والإبداع الحقيقي، ومنوهاً سموه إلى أن كتاباته في التاريخ والجغرافيا والأدب جاءت لتقديم العِبرة والعظة.
جاء ذلك خلال استقبال سموه صباح أمس، الثلاثاء، وفد المشاركين في المؤتمر السابع والعشرين للاتحاد العام للكُتّاب والأدباء العرب، وذلك في دارة الدكتور سلطان القاسمي.
ورحب سموه بالكُتّاب والأدباء العرب في دارة الدكتور سلطان القاسمي، والتي وصفها بأنها «جزءٌ من بيتي، حيث نقلنا ما في البيت إلى هذه الدار، وما زلنا ننقل إلى يومنا هذا».
ولفت سموه إلى أهمية دور المثقفين وأهداف الاهتمام بالثقافة والأدب، قائلاً: ربما التعبير الذي أطلقه الدكتور حبيب الصايغ في مقدمته عن أنني الحاكم المثقف، بل مُثقف يحكم، يجعلنا نهيب بكم جميعاً لأنكم ما زلتم تمسكون على الجمر في زمن عجيب. ونحن نسعى ونعمل في كثير من المجالات التي تهم المثقفين والمحبين للحياة مثل الشعر والمسرح والسينما، ونود من كل هذه الأمور أن تجمع العرب حولها، ولكننا نتكلم من خلال الثقافة، ونتمنى أن تكون رسالتنا صادقة تجاه الآخرين، سواء كانوا في المشرق أم في المغرب، ولذلك وصيتنا أن نمشي معاً، ولا يوجد بيننا من يغرق السفينة، لأن غرقها سيغرقنا جميعاً».
وبين سموه «أن كثيراً من الكُتّاب أصيبوا بالشطط والاندفاع والخروج من الصف، ونحاول مرة ثانية، أن نُرجعهم، ولكن ذلك يكون صعباً، خصوصاً إذا كان في بلدان لا تراعي احترام الكلمة، ونحن نتمنى أن نعي المسألة ما بين التجريح والنصح، ولذلك نتمنى جميعاً أن نراعي هذه الكلمة».
وتحدث سموه عن كتاباته وما يسعى إليه من خلالها قائلاً: «أنا في موقعي وككاتب، في كتاباتي أردت أن أنتقد الواقع العربي، لذا استعملت صيغة الماضي، وطرحتهُ كعِبرْة وإن شاء الله تُأخذ هذه العبرة على محمل الجد ويُعمل بها، فنتمنى أن نكون عند حُسن الظن والمسؤولية من الآخرين، وأن تكون كتاباتنا كتابات واعية، نطرح فيها النصيحة، ونطرح التوجيه ونبتعد عن التجريح». ولفت سموه إلى أهمية موقع الأدباء والكُتّاب قائلاً: الكلمة أقوى من السلاح، لأنها قوية عندما تقال صادقة وغير مأجورة، والحمد لله أصبح لدينا كلنا وعي». وأضاف سموه: «نتمنى إن شاء الله أن تكون كتاباتنا ليست إرضاء الذات، ولكن أن تكون أدباً حقيقياً، ونلاحظ الآن في المنظومة العالمية للأدباء أننا لا نجد أنفسنا هناك، على الرغم من أننا نترجم كتاباتنا، ونملأ بها المكتبات. نحن نريد أن نُخرج أدباً يضاهي الأدب العالمي، ولا أظن هذا الجمع الكبير منكم يعجز عن ذلك».
وعن أهمية الترجمة الأدبية وضرورة العناية بها، قال سموه: «لدينا مؤسسة ترجمة، نود ألا تكون ترجمة (كلامية) إذ أن ترجمة الأدب تحتاج ترجمة خاصة، ويجب أن يكون المترجم أديباً، وبذلك نستطيع أن نترجم أدبنا بصورة مدققة ونعطيه سائغاً للآخر حتى يستوعبه، وهو أسلوب نتبناه الآن، حيث إن الترجمات الغربية للكتب العربية مثل كُتب نجيب محفوظ تُرجمت بطريقة ذكية وأدبية».
وأعلن سموه مبادرة مقدمة من سموه للاتحاد العام للكُتّاب والأدباء العرب، في ترجمة عدد من الإصدارات الأدبية للاتحاد ونقلها للغرب بأسلوب حديث ومتطور.
ووجه سموه حديثه للحضور قائلاً: نتمنى أن نتفق دائماً على الكلمة الصادقة والنافعة، وفي اجتماع سابق مع اتحاد الكُتّاب أوصينا بالشباب، لأنهم يحتاجون إلى رعاية حتى يشبوا ويتحملوا المسؤولية.
وأضاف سموه: إن نجاحنا يتحقق في الأُدباء الحقيقيين المبدعين، والنجاح يظهر عندما تكون مع الآخر، عبر الأدب، ونتعارف مع الآخر، ولذلك أتمنى بعد هذا الاجتماع أن يكون هناك عطاءٌ جديد.
وأعلن سموه خلال كلمته إنشاء صندوق الضمان الأدبي تحت رعاية الاتحاد العام للكُتّاب والأُدباء العرب حتى يقوم بدوره في دعم ورعاية الأدباء والكُتّاب مادياً. كما أعلن سموه الاهتمام الخاص والرعاية التي يوليها لبلدان العمق الأفريقي، وبالفعل فقد بدأ برنامج خاص مع دولة جنوب السودان لتعليم اللغة العربية، وسيتواصل مع الدول الأفريقية كافة.
من جانبهم، قدم المشاركون في اللقاء من أعضاء الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، شكرهم وتقديرهم إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على اهتمام ورعاية سموه للثقافة العربية والأجيال المختلفة من الأدباء والشعراء والمسرحيين والفنانين والكُتّاب في مجالات الآداب والفنون، ودعم سموه للمبدعين العرب وتكريمهم.
حضر اللقاء عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة، وعلي إبراهيم المري رئيس دارة الدكتور سلطان القاسمي، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وحبيب الصايغ أمين عام الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وجمع غفير من أعضاء الاتحاد من الكُتّاب والأدباء والمثقفين من مختلف الدول العربية.

كما افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة، أمس الأول «الاثنين» مجلس الحيرة الأدبي، الواقع مقره على كورنيش بحر الشارقة، ويعد المجلس رمزاً استعادياً للحركة الثقافية والأدبية والفنية في بلدة الحيرة.
وأكد سموه في كلمته بهذه المناسبة أهمية الشعر النبطي ودوره في توثيق الحوادث والانتصارات، ونقل العلوم المختلفة للأجيال اللاحقة. ورحب في بداية حديثه بالشعراء والمثقفين في مجلس الحيرة الأدبي، مشيراً سموه إلى الأهمية التاريخية لبلدة الحيرة التي يعود تاريخها إلى آخر العهد الجاهلي الذي كان جهلاً في الإيمان وليس في الثقافة والأدب والشعر، وأن الحيرة في الشارقة أخذت هذا الاسم من هذه البلدة.
وأشار سموه إلى أن الحيرة كان لها مجالس عامرة بالأدب والشعر على أيام المناذرة، والمناذرة والغساسنة قوم جاؤوا من اليمن، وانزاحوا إلى الشمال، فكان المناذرة في الحيرة، والغساسنة في الشام.
وبيّن سموه أن الحيرة قديماً أهلها من السناطير، وهم قوم مسيحيون أتوا من الشمال، ولم يكن لديهم لغة ولا أدب، ولكن كان هناك أمراء، وفي كل بيت أمير مجلس، وكان الأمراء أغنياء كون أهل الجزيرة يمرون من هناك فيأخذون منهم المكوس والمال، فكان أول شيء عملوه أن طوروا الأدب والشعر، وبذلك كانت الحيرة هي آخر حاضرة من حواضر الأنباط الذين أخذوا الثقافة من الشمال من الآراميين.
وسرد سموه عدداً من النتائج التي توصل إليها خلال بحثه في جذور الثقافة العربية، حيث وجد سموه أن بحور الشعر المعروفة لدى العرب هي نفسها التي كانت لدى الآراميين، والظاهر أنهم أخذوها عنهم.
وتابع سموه أن الآراميين كانوا أصحاب ثقافة وتجارة، وأخذت الدولة الفارسية من ثقافتهم، وتواجد مع هؤلاء الآراميين الأنباط، الذين أخذوا الثقافة منهم ونقلوها إلى داخل الجزيرة، وكانوا ملوكاً، حكموا منطقة البتراء، فأرادوا إيصال أخبار انتصاراتهم في الحروب إلى وسط الجزيرة، فقاموا بكتابة الشعر النبطي، وهو عبارة عن رسائل بالانتصارات، حيث لم يكن هناك إعلام كما هو اليوم، فبدأ هذا الشعر ناقلاً، ينقل الحوادث والانتصارات، ولذلك نجد الشعر النبطي عذباً وسلساً.
وتناول سموه أهمية الشعر النبطي، ودوره في توثيق الحوادث والانتصارات ونقل العلوم كالجغرافيا وغيرها، وليس مقتصراً في نقل مشاعر العشق والهوى، لافتاً سموه إلى أن الشعر النبطي سمي بالشعبي لكونه يصل إلى الناس والشعوب وينتشر.
وأعرب سموه عن أمله أن يكون مجلس الحيرة الأدبي مكاناً عامراً بالشعراء عبر إقامة الندوات والمحاضرات والمساجلات بين الشعراء التي تعكس مدى تمكّن الشاعر، والتاريخ الإماراتي يزخر بذلك. وتناول سموه أهمية العناية بإخراج وتحقيق القصائد القديمة والتراثية بصورة جيدة، مشيداً سموه بجهود المغفور له حمد بو شهاب بهذا المجال، وقال سموه: «إن شاء الله في الفترة المقبلة نعد بإخراج الشعر القديم بتفاسيره، حيث نستفيد منه في التفسير والمناسبات. ونحن لدينا مخطوطات كثيرة، ونتمنى أن يعتني المجلس بالأشياء السابقة واللاحقة، وسنضع موازنة خاصة لطباعة الشعر الجيد».
وأوصى سموه الشعراء بضرورة العناية بقصائدهم، وتنقيحها تنقيحاً جيداً، وأن يهتموا بجودة قصائدهم، وليس بكثرتها، قائلاً: «نحن نريد شيئاً جيداً، ونود خدمة الشعر والشعراء، وإن شاء الله هذا المجلس يقوي الشعر والشعراء وينشر لهم ويجمعهم، وكذلك الشاعرات، نقول لهن: هذا مكانكن، وكل شيء تودونه من نشر وإقامة ندوات»، متمنياً سموه في ختام حديثه التوفيق والنجاح للمجلس والقائمين عليه وللشعراء.
حضر الافتتاح إلى جانب سموه: الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي، رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ محمد بن حميد القاسمي، مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، وعبدالله محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة، واللواء سيف الزري الشامسي، قائد عام شرطة الشارقة، وعلي بن شاهين السويدي، رئيس دائرة الأشغال العامة، ومحمد عبيد الزعابي، رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وعلي حسين المزروع، مدير عام دائرة الرقابة المالية، وبطي المظلوم، مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي، ومحمد البريكي، مدير بيت الشعر بالشارقة، والشعراء المشاركون في مهرجان الشارقة للشعر الشعبي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©