الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ذعر بين قادة «العدالة والتنمية» بسبب حزب «باباجان» الجديد

ذعر بين قادة «العدالة والتنمية» بسبب حزب «باباجان» الجديد
26 أغسطس 2019 00:02

شادي صلاح الدين (لندن)

يشعر قادة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان بالرعب بسبب الحزب الجديد الذي يعتزم الوزير السابق علي باباجان، المسؤول عن النهضة الاقتصادية في البلاد، تشكيله لمواجهة أردوغان.
وكتب الكاتب التركي «موججان هاليس» في مقال على موقع «ميدل إيست أونلاين» البريطاني في لندن أن القوى التي تدور حول علي باباجان وهو يستعد لإطلاق حزبه الجديد أصبحت موضوع نقاش كبير في الأوساط السياسية التركية مؤخراً، مضيفاً أنه استغل هذه الفرصة للتحدث مع عدد من كبار المقربين من باباجان وكشف رؤية الحزب.
واستقال باباجان، نائب رئيس الوزراء السابق المسؤول عن الاقتصاد وعضو مؤسس في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، من الحزب الشهر الماضي. ومنذ ذلك الحين، تم تجاهل الحديث عن خططه لتشكيل حزب جديد أو فرض رقابة على وسائل الإعلام الموالية للحكومة بشكل رئيس لعدم الحديث عن ذلك الحزب. ويشمل ذلك أيضاً خطة رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو لإطلاق حزبه الخاص.
وتتوقع الشخصيات التي تحدث إليها الكاتب تأسيس حزب باباجان بحلول نهاية العام، وربما في أوائل نوفمبر. ومن المتوقع أن تسهم العديد من الشخصيات البارزة من الأوساط الأكاديمية في حركته.

وبدأ العديد من الأكاديميين دراسات حول سياسات حزب العدالة والتنمية والأحزاب السياسية الأخرى، والتي ستوفر بيانات مهمة لتشكيل الخط السياسي للحزب الجديد. وبالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن ينضم عدد من البيروقراطيين الاقتصاديين الذين يتطلعون للمشاركة في إصلاح المشكلات الاقتصادية في تركيا إلى جانب باباجان. وتقول الشخصيات البارزة في الحركة إنهم يشعرون بمسؤولية ضرورة تحسين حياة المواطنين الأتراك. وبعضهم من الحلفاء السابقين للرئيس رجب طيب أردوغان الذين يعتقدون أن الجمهور لا يعلم عن اعتراضاتهم الداخلية على سياسات حزب العدالة والتنمية. ويشعرون بأن حزب العدالة والتنمية قد تخلف عن المبادئ التي وحدت مؤيديه بعد تأسيسه في عام 2001.
وبطبيعة الحال، تتم مراقبة الحركة التي بدأها باباجان عن كثب من قبل الحزب الحاكم. وكانت هناك تقارير في وسائل الإعلام الموالية للحكومة بأن حزب العدالة والتنمية يأمل في إطلاق «ولادة مبكرة» للحزب، مما يجعله ينطلق قبل الاستعداد الكامل لذلك وهو ما يؤثر على مسيرته في المستقبل. ورغم أنه لا يوجد أحد على استعداد للاعتراف بذلك، فمن الواضح أن حركة باباجان تسببت في حالة من الذعر داخل الحزب الحاكم. وعلى الرغم من حرص بعض أعضاء حزب العدالة والتنمية على تبني لغة معتدلة حول الحركة، فقد قال كتاب الأعمدة المؤيدون للحكومة إن أردوغان من المؤكد أن يستهدف باباجان والحزب ويصفهم بأنهم «خونة» خلال اجتماعات على مستوى البلاد في شهر سبتمبر.
وسأل الكاتب التركي زملاء باباجان المستقبليين عن سبب تباطئهم في تأسيس الحزب، فقالوا إنهم يركزون على تنظيم مواردهم وإعداد خطة سياسية واقتصادية من شأنها حل مشاكل تركيا. وعندما سأل عما إذا كانوا يسعون لإضعاف حزب العدالة والتنمية وكسب ناخبيه، قالوا إنهم لا يهدفون إلى وضع الحزب الجديد كعدو لحزب العدالة والتنمية، ولكن «من الصعب بالطبع أن نرى كيف يمكن لحزب باباجان أن يرتقي إلى السلطة من دون أن يطيح بالحزب الذي سيطر على السياسة التركية منذ ما يقرب من عقدين».
ومن المتوقع أن ينضم إلى الحزب الجديد العديد من الشخصيات، التي قادت جهود حزب العدالة والتنمية لحل القضية الكردية. ولهذا السبب، فإن الأكراد يقومون بمراقبة الخطوات التي اتخذها باباجان وأصدقاؤه عن كثب. وعلى الرغم من أنه من غير المحتمل أن يكون الحزب الجديد قادراً على جذب أصوات من الحزب الديمقراطي الشعبي المؤيد للأكراد، إلا أنه ستكون لديه بالتأكيد القدرة على جذب الناخبين من حزب العدالة والتنمية في المدن الكردية، بالنظر إلى مشاكل المنطقة. ويدرك قادة الحزب المستقبلي في هذا الأمر ويثقون في أن جنوب شرق تركيا الذي تقطنه أغلبية كردية، والذي كان لديه أكثر من نصيبه من القضايا الاقتصادية في السنوات القليلة الماضية، سيستمع إلى القيصر الاقتصادي الكبير علي باباجان ورؤيته.
وأكد الكاتب أن الحزب لديه وعد حقيقي. ويحتاج فقط إلى اجتياز بضعة شهور أخرى من الإعداد والترتيبات قبل أن يخرج إلى النور.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©