الأحد 12 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البيئة تحترق!

البيئة تحترق!
25 أغسطس 2019 01:52

«الاستراتيجية البيئية الجيدة، استراتيجية اقتصادية جيدة»

بيرني ساندرز، أحد المرشحين للانتخابات الرئاسية الأميركية

فجأةً، طغت الحرائق المستعرة في غابات الأمازون على المشهد السياسي والإعلامي وحتى الاقتصادي العالمي. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يستضيف قمة «مجموعة السبع» طلب أن تكون هذه الفاجعة البيئية على رأس جدول أعمال القمة، هذا الأخير قال بالحرف «بيتنا يحترق»، لكن الرئيس البرازيلي اليميني جاير بولسونارو، رد على ماكرون مسرعاً بالقول «إنه يملك ذهنية استعمارية» لمجرد أنه طالب بمناقشة الحرائق في القمة، لنترك هذا التلاسن جانباً، وهو منتشر هذه الأيام، بصورة نادرة بين كبار المسؤولين على الساحة الدولية.
حرائق الأمازون لها بعدها العالمي، بصرف النظر عن أي اعتبارات سياسية، لماذا؟ لأن غابات هذه المنطقة توفر ما بين 20 و25% من الأوكسجين لهذا العالم، ولهذا يتفهم الخائفون على البيئة ما قاله رئيس فرنسا «بيتنا يحترق».
سجل المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء أكثر من 75 ألف حريقاً منذ مطلع العام الجاري إلى الآن، مؤكداً زيادة بلغت 84% مقارنةً مع الفترة نفسها من العام الماضي، ماذا أيضاً؟
54 % من هذه الحرائق وقعت في غابات الأمازون، هل يتحمل العالم أزمة بيئية جديدة؟ الجواب يأتي من كل الجهات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة بالنفي القاطع، فالمصيبة هنا لا تتعلق بـ«احتراق» الأوكسجين فقط، بل بتراجع التنوع البيئي، فرنسا تعتبر نفسها مسؤولة أخلاقياً أكثر من غيرها على الصعيد البيئي، لأنها احتضنت معاهدة دولية وقع عليها العالم تحت اسم «معادة باريس» لحماية البيئة، مع ضرورة الإشارة هنا، إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، انسحب من هذه المعاهدة فور وصوله إلى البيت الأبيض.
تقوم السلطات البرازيلية بكل ما في وسعها لإخماد هذه الحرائق، وهي ليست حكراً على البرازيل، ففي الغابات التابعة لعدد من الدول المجاورة تشتعل النيران بين الحين والآخر، وتصل إلى مستويات خطيرة، لكن حرائق «الأمازون البرازيلي» هي الأكبر والأوسع.
وسيكون من السخف حقاً أن يتم «تسييس» هذه المصيبة العالمية، وهذا ما يحدث بالفعل على الساحة المحلية في البرازيل بين الأحزاب السياسية التي وجدتها فرصة للهجوم على الرئيس الحالي، وهذا الأخير لم يتأخر في الرد الفوري عليها. للحرائق بمستوى تلك الملتهبة في الأمازون خسائرها البيئية، إلى جانب طبعاً الخسائر الاقتصادية محلياً وعالمياً، ناهيك عن الأضرار المعيشية التي تضرب أولئك الذين يعيشون قريباً منها، أو في محيطها، علينا أن نتذكر أن ما يقرب من 2.5 مليون نسمة يعيشون في ولاية الأمازون البرازيلية.
واللافت أيضاً، أن هذه الولاية تعتمد على الصناعة واستخراج البترول والغاز الطبيعي، بالإضافة إلى المواد المعدنية، والصيد، إلى جانب المطاط المحوري في الصناعات، حرائق الأمازون مصيبة في كل الميادين إذا استمرت دون السيطرة عليها بأسرع وقت.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©