"الأبيض" يبدأ الاستعداد لـ"الكنجارو" من "نقطة الصفر"

معتز الشامي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة

الإمارات: السلام الشامل سبيل خروج المنطقة من حالة عدم الاستقرار

حاكم الفجيرة يقدم واجب العزاء في وفاة حشر بن حمد بن جمعة آل مكتوم

حقق منتخبنا الوطني الهدف المطلوب، وصعد خطوة جديدة إلى الأعلى، بتأهله للدور ربع النهائي لكأس آسيا، أمام منتخب قيرغيزستان، المنافس الذي اتسم أداؤه بالعشوائية الكروية، وهو الوافد الجديد على البطولة، والذي مازال حديث العهد بكرة القدم في مباراة غريبة، كادت أن تذهب للمنافس، لولا العارضة والقائم، لكن كل ذلك لم يكن مهماً في حسابات اللاعبين والجهاز الفني، لأن الأهم هو الوصول لأعلى نقطة في البطولة، والزحف نحو النهائي والتعامل بالقطعة مع المباريات، والتأكيد على أن الفوز بأداء سيئ، أفضل كثيراً من الخسارة بعد أداء جميل ومقنع.
وكان هذا هو الشعار الذي رفعه الجهاز الإداري لمنتخبنا، في التعامل مع الموقف الحالي، وهو أيضاً ما كشفته كواليس الجلسة السريعة التي عقدت بغرفة الملابس بحضور عبد الله ناصر الجنيبي، رئيس لجنة المنتخبات نائب رئيس اتحاد الكرة، بحضور أفراد الجهاز الإداري والفني واللاعبين، عقب المباراة مباشرة، حيث هنأ فيها الجنيبي اللاعبين، وكذلك الجهاز الفني.
كما وجه الإيطالي زاكيروني، المدير الفني للمنتخب تحية للاعبين على الروح القتالية التي أظهروها، والفوائد الإيجابية التي كانت حاضرة في الملعب، وأهمها العودة للمباراة رغم التأخر، ثم الفوز، وعدم الإحباط، بعدما أدرك المنتخب المنافس التعادل مرتين، بل قاتل «الأبيض» حتى الثواني الأخيرة، وأدى لاعبوه بتضحية بالغة، ولعل تعرض خليفة مبارك لكسر في الساق نتيجة اندفاعه القوي لإنقاذ مرماه، كان دافعاً لبقية اللاعبين للقتال في الملعب أمام منتخب لعب من دون ضغوط، وبروح قتالية عالية، حيث يغادر خليفة مبارك إلى ألمانيا للخضوع لعملية جراحية.
وقبل خروج اللاعبين والجهازين الإداري والفني من غرفة خلع الملابس لمباراة قيرغيزستان، اتفق الجميع على استنهاض الهمم، واستحضار روح جديدة تماماً، لاستكمال المشوار، وكأننا ننطلق من نقطة الصفر بالبطولة، وهي الفلسفة التي يتعامل بها الجهازان الفني والإداري، عبر تطبيق سياسة التعامل ب«القطعة» خلال مشوار البطولة، بالتعامل مع كل مباراة كأنها بطولة قائمة بذاتها، وبنهايتها يتم إغلاقها تماماً وعدم التفكير فيها، إلا بالتركيز على تلافي السلبيات وتعزيز الإيجابيات، وهو ما يقوم به الجهاز الفني عقب كل مباراة في وضع خطته لبرامج التدريب اليومية بمعسكر «الأبيض».
وبدأ منتخبنا تحضيراته لمواجهة المنتخب الأسترالي القوي، المقرر إقامتها في العين بعد غدٍ، ضمن منافسات دور الثمانية للبطولة، حيث بات الهدف الآن هو التخطيط لإقصاء «الكنجارو» والتأهل إلى نصف النهائي، ومن ثم الاقتراب من الحلم والوصول للنهائي، والمنافسة على اللقب.
وينتظر أن يعقد الجهاز الفني لمنتخبنا اجتماعاً باللاعبين صباح اليوم بمقر الإقامة، وذلك لشرح إيجابيات وسلبيات الأداء في المباراة الماضية، والتركيز على الجوانب الخاصة بالتدريبات اليوم وغداً وحتى موعد مباراة منتخب أستراليا، وهو ما يحرص عليه الجهاز الفني دائماً بأن يجعل للمحاضرات النظرية دوراً بارزاً في تجهيز اللاعبين خلال مشوار البطولة.
ويواصل منتخبنا تدريباته اليوم على ستاد جامعة نيويورك بأبوظبي، وذلك بعد أن فضل الجهاز الفني تأجيل السفر إلى العين إلى يوم غدٍ لأداء التدريب الأخير هناك، وذلك لسببين، الأول هو انتهاء المباراة أول من أمس في منتصف الليل تقريباً، وبالتالي، احتاج اللاعبون للحصول على قسط كافٍ من الراحة، لتسريع عملية الاستشفاء، كما أن ضيق الوقت قبل مواجهة أستراليا «القوي»، فرضت ضرورة الإسراع في تعافي اللاعبين، وإزالة الجهد البدني عنهم من المباراة الماضية، بينما يتم الانتقال في اليوم الثاني لمدينة العين والأجواء المختلفة، التي من شأنها أن تؤثر أيضاً على درجة التجهيز البدني والاستشفاء المطلوب.
ولجأ الجهاز الفني إلى جلسة «الجاكوزي» لفك عضلات اللاعبين صباح أمس بمقر الإقامة، فضلاً عن إعداد حمامات ثلج للاعبين، من أجل إزالة إجهاد العضلات، ومن ثم الخضوع لجلسات استشفاء سريعة بالتدليك، لإزالة آثار الجهد البدني العالي، كما يهتم الجهاز الطبي بفرض أكلات معينة تسرع من عملية الاستشفاء وحرق السعرات بالنسبة للاعبين، مع منح العناصر الأساسية تركيبة من العناصر الغذائية الضرورية التي يشرف عليها الدكتور محسن بلحوز خبير التغذية والطبيب المرافق للمنتخب والمسؤول عن برامج تغذية اللاعبين خلال المعسكرات والتجمعات بالسنوات الأخيرة.
كما منح الجهاز راحة سلبية لإسماعيل أحمد لمدة 48 ساعة خشية تجدد الإصابة السابقة، حيث يواصل اللاعب أداء المباريات بشكل إيجابي، بينما سيعوض فوزي فايز غياب زميله خليفة مبارك غانم، الذي تعرض لكسر في الساق، بعد تدخله الفدائي لإنقاذ شباك «الأبيض» من هدف التعادل الأول، لكن لن تؤثر تلك الإصابة على الخط الخلفي، رغم أهمية خليفة مبارك كأحد العناصر الأساسية في تشكيلة المنتخب.
واليوم الجهاز الفني لمنتخبنا اليوم درجة التجهيز الفني لمواجهة أستراليا، حيث يشهد اللقاء عودة سيف راشد بعد شفائه من الإصابة، في توقيت يحتاج فيه «الأبيض» للاعبين أصحاب المهارة، خاصة وأن منتخب أستراليا يمتاز بالقوة البدنية والسرعات العالية، ووجود أكثر من لاعب مهاري في قائمة منتخبنا يمنح زاكيروني خيارات إضافية لزيادة القوة الضاربة الهجومية، خاصة في مركز صناعة اللعب وتمويل المهاجمين بالتمريرات السريعة داخل المنطقة.