الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حرف يدوية تغير مجرى حياة

23 مايو 2011 19:17
قال صلى الله عليه وسلم “ليأت أحد بحطب يبيعه خير له من أن يسأل الناس..” وقال بعض الحكماء أيضا أن الصناعة والحرفة إن لم تغن صاحبها تمنعه من مد يديه للآخرين، تغنيه عن السؤال وتعفيه من التذلل للغير، ناهيك عن دورها في تكوين شخصية الفرد وتعزيز ثقته بنفسه وتنمي قدراته الشخصية وترتقي بها، ولعل هذا ما فطنت له بعض الهيئات والمؤسسات، إذ أقحمت في دوراتها لتعليم الأطفال اللهو والتعليم الذكي من رسم وموسيقى، ومسرح ورحلات تثقيفية ودورات قيادية، وحرف يدوية وتدوير وغيره كثير. والحرف اليدوية خاصية جديدة ومرتكز أساسي لتكوين شخصية الطفل وإعلاء مهاراته، فكثير منهم من استقل قطار حياته بحرفة صغيرة ليمتلك ناصية السوق من خلال هذه الحرفة، فيصبح تاجرا كبيرا يدير أكبر المحال، بل يخلق لها فروعا في جميع أنحاء العالم، وفي ذلك عبرة على أن الحرفة وما يمتلكه الفرد بين يديه من براعة في خلق الشيء إن لم يغنيه يستره ويكفيه السؤال، في حين لازال هناك من يعتبر أي حرفة أو مهنة يدوية عيبا، ينظر لها بنظرة دونية. بدأت النظرة تتغير اليوم تدريجياً لامتهان الحرف اليدوية، فكثيرات ممن يرغبن في ممارسة حرفة ما، تألقن وأبدين مهارة عالية في التعاطي مع بعض الحرف خاصة المتعلقة بالنساء، كالتزيين وما ينحدر عنها، من ماكياج، واستشارات فنية في نفس المجال، والتصميم وغيرها، وبات ذلك التصور القديم بأن تعاطي مهنة معينة أمر يعيب المرأة ويسيء إلى مستواها الاجتماعي متجاوزا، بل أصبحت بعض الجهات تفخر بكونها تحتضن مجموعات من النساء أو الفتيات اللواتي يتعلمن حرفا ويعلمنها، وينتجن ما يقدم دليلا على براعة أنامل نسائية وبراعة فكر وتصور ولمسات لا تخلو من جمالية. وربما الأمر فرضه واقع الحال، فلا أمة تنهض دون سواعد أبنائها العارفين بعمق تاريخها ومنتجاتها، وبدأ تدريجيا تجاوز تلك النظرة الدونية لمن يتعاطى مع الصناعات اليدوية، بل يتم تكريمهم ودعمهم، ولعلها خطوة تتبعها خطوات أكبر، تفيض خيرا على البلد برمته، وتتجاوز الصناعات التراثية ودعمها وإقامة معارض لها، إلى حرف يدوية عصرية أكثر استعمالا ورواجا، وهناك الكثيرات بتن يبحثن عن منافذ تسويق لما تبدعه أناملهن من منتوجات على استحياء، رغبة منهن في تغيير نظرة المجتمع. فلا جرم من امتهان بعض الحرف اليدوية التي تؤهل لمعرفة مساقات المستقبل وتجلي غموضه، فكثير منهم بدأوا بسطاء وطوّروا أنفسهم من خلال العمل الذي امتهنوه سابقا، فغيروا حياتهم، ثم حياة كل من حولهم، بل تتغير من خلالهم أفكار مطروحة وجاهزة، مع العلم أن عشق المهنة أو الحرفة يحرك ما بالداخل ويرفع كل العراقيل في معترك الحياة. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©