الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حبيب الصايغ في المشهد الأخير

حبيب الصايغ في المشهد الأخير
22 أغسطس 2019 01:09

شعبان بلال - أحمد القاضي (القاهرة)
محمد عريقات - (عمّان)
ساسي جبيل - (تونس)

تواصلت أصداء رحيل الشاعر والكاتب والإعلامي الكبير حبيب يوسف الصايغ في الأوساط الثقافية العربية، واستعاد مثقفون وكتاب وشعراء وإعلاميون مآثر الراحل، ودوره الثقافي المهم إماراتياً وعربياً.
ففي الإمارات تواصلت الكتابات عن رحيل الصايغ في مدونات الكتاب والأدباء، فيما قرر مجلس إدارة جمعية الصحفيين الإماراتية، إطلاق اسم الشاعر والأديب والكاتب الصحفي الراحل حبيب الصايغ، على مكتبة مقر الجمعية بدبي، تخليداً لإبداعه وعطائه المتميز لمهنة الصحافة والصحفيين في الدولة، وعرفاناً بدوره كونه رمزاً من رموز الثقافة والأدب في المنطقة العربية.
وقال محمد الحمادي، رئيس مجلس إدارة الجمعية: إن إطلاق اسم الراحل حبيب الصايغ على قاعة من قاعات مقر الجمعية هو أقل ما يمكن تقديمه لتخليد اسمه وذكراه التي لا تغيب أبداً عن قلوب زملائه الصحفيين في الدولة والأجيال القادمة من الصحفيين، مضيفاً أن الراحل أدى واجبه طوال مشواره المهني الذي امتد لأكثر من نصف قرن على أكمل وجه، وترك إرثاً مهنياً تتعلم منه الأجيال القادمة.
وفي مصر وصف المثقفون والأدباء المصريون رحيل الشاعر والكاتب حبيب الصايغ، بأنه خسارة كبيرة للثقافة والفكر العربي، وساد الحزن الأوساط الثقافية المصرية، وتلونت صفحات الشعراء والكتاب المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي باللون الأسود حداداً على الصايغ.
وقالت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة المصرية، إن الصايغ كان مثالاً يحتذى به للمثقف المستنير، مشددةً على أن كتاباته وأشعاره وأفكاره ستكون خالدة في تاريخ الثقافة والفكر العربي والعالمي.
وأضافت في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الصايغ كانت له بصمات أيضاً في الثقافة المصرية عبر الكثير من اللقاءات والندوات والكتابات.
وقال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق لـ«الاتحاد» : أشعر بحزن وفجيعة في فقد «حبيب» بالغ الدماثة والأدب والطيبة والعروبة إلى أبعد حدود».. مؤكداً أنه كان تقدمياً بطبيعته، وهو من أوائل الذين أدخلوا الحداثة وأفكارها في منطقة الخليج العربي.
واستكمل عصفور: «شعرت بالفقد بمجرد معرفة خبر وفاته، أحسست أنني فقدت أخاً عزيزاً علي في الإمارات، ولا أملك إلا أن أعزي الأسرة الأدبية بالإمارات، وأسرته وأهله وكل الأدباء العرب».
واعتبر الدكتور علاء عبدالهادي، رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، أن الثقافة العربية فقدت صوتاً من أهم أصواتها الشعرية عربياً وخليجياً، مضيفاً أن العالم العربي فقد كاتباً كبيراً دافع بقلمه عن قضايا أمّته وانحاز إلى الحق دائماً، وسط الأزمات التي تمر بها الأمة العربية.
وقال الشاعر المصري سامح محجوب، إن حبيب كان صديقاً عزيزاً، وإن وفاته أثرت على كافة المستويات، مشدداً على أن حبيب كان يعتز بأنه كاتب، موضحاً أنه واحد من أهم الشعراء في منطقة الخليج العربي في الـ30 عاماً الماضية، لما له من إرث شعري متماسك.
وفي تونس نعى اتحاد الكتاب التونسيين، الشاعر حبيب يوسف الصايغ، ببالغ الحسرة والألم، والذهول من وقع الصدمة. 
وقال رئيس اتحاد الكتاب التونسيين ورئيس اتحاد كتاب المغرب العربي، صلاح الدين الحمادي، نيابة عن زملائه الكتاب والشعراء في تونس والمغرب العربي: «هو رجل شاعر، ورجل إعلام متميز، عرفناه بمواقفه الجريئة، وبرباطة جأشه، وبرحابة صدره، وصبره، ومكابدته للحفاظ على وحدة صف الأدباء والكتاب العرب في زمن عزت فيه الوحدة وصعب فيه اللقاء، وعصفت فيه بالوطن الكبير الفتن والأهواء».

من جهته أشار الكاتب العام السابق لاتحاد الكتاب التونسيين عادل الجريدي إلى أن الساحة العربية الأدبية والعالم كله فقد رجلاً ليس ككل الرجال حيث يعتبر أحد المصابيح المنيرة في الأدب والصحافة والثقافة بشكل عام، مضيفاً أنه سيبقى بعمله وشعره وكتاباته خالداً في عقول وأذهان كل من عرفه وقرأ ما دونته قريحته.كما نعاه عدد من الكتاب والشعراء والمؤسسات الثقافية والأدبية في تونس مبرزين أنه قامة ثقافية سيبقى لها حضورها.
وفي الأردن، التي استضافته قبل أقل من شهر من وفاته في رابطة الكتاب الأردنيين ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون 2019، واحتفت بقصائده، اعتبر أمين عام وزارة الثقافة الأردنية الروائي هزاع البراري رحيل الشاعر حبيب الصايغ «خسارة للوسط الصحافي والأدبي والثقافي الإماراتي والعربي، بوصفه أحد رواد القصيدة الحديثة الإماراتية الذين أسهموا في تطوير العمل الثقافي من خلال منصبه كأمين عام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب الذي قدم خدمات كبيرة للاتحادات في مختلف الأقطار العربية، ونحن زملاء وأصدقاء الراحل في الأردن نحمل للفقيد أطيب الذكرى ونكن له مشاعر الحب والاحترام.. فكم هو موجع هذا الغياب».
وقال رئيس رابطة الكتاب الأردنيين الباحث محمود الضمور: «خسرنا أخاً كبيراً وشاعراً كبيراً أيضاً، إذ نعزي أنفسنا نحن في رابطة الكتاب الأردنيين وقد فقدنا شخصية صحافية وأدبية كبيرة، شخصية لها ثقلها وقد شكل الفقيد حالة رمزية ترمز إلى دور المثقف العربي في زمن التحديات والصعوبات الذي نعيشه. من جهته، أكد الناقد والأديب الأردني زياد أبو لبن أن الحركة الثقافية في الوطن العربي فقدت رمزاً من رموز الثقافة والإعلام فقد ترك بصمة في الشعر العربي، وبفقده يترك فراغاً كبيراً، وكانت تربطه مع عشرات الكتاب العرب علاقات طيبة وستبقى قصائده خالدة خلود الشعر في الحياة.
أما الشاعر والصحافي الأردني عمر أبو الهيجاء فيستذكر علاقته مع الشاعر الراحل بقوله: «تعرفت عليه في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي عبر مراسلته والنشر في المجلة الثقافية (أوراق)، وكان حبيب الصايغ صاحب بصمة واضحة في المشهد الشعري الإماراتي والعربي.. حبيب الصايغ الذي تنقل في غير منصب في الشأن الثقافي والإعلامي كان مدرسة تتعلم منها الأجيال القادمة.. وبرحيله تكون الساحة الثقافية خسرت علماً من أعلام الفكر والشعر والإعلام العربي».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©