الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«سرديات تأملية» رحلة إلى المستقبل في أعمال تركيبية

«سرديات تأملية» رحلة إلى المستقبل في أعمال تركيبية
22 أغسطس 2019 01:09

أبوظبي (الاتحاد)

يقدم المعرض التشكيلي «سرديات تأملية» الذي ينظمه رواق الفن، بجامعة نيويورك أبوظبي، تجارب أربعة من الفنانين التشكيليين المقيمين في الإمارات، ممن شقوا طريقهم في دروب الفن انطلاقاً من منطقة الخليج العربي، ومن خلال الدراسة الدقيقة لمحيطهم في الدولة، يعكس هؤلاء الفنانون رؤيتهم الخاصة بالمستقبل الذي نتشاركه جميعاً، والفنانون هم: أريج قاعود، أيمن زيداني، جميري، ورجاء خالد.
يقام المعرض بإشراف مايا أليسون، رئيسة القيّمين الفنيين في جامعة نيويورك أبوظبي والمدير التنفيذي لرواق الفن، ويفتتح أبوابه أمام الزوار من 16 سبتمبر ولغاية 7 ديسمبر 2019.
يشتمل المعرض على سلسلة من الأعمال التركيبية الجديدة التي يستكشف عبرها كل فنان مفهومه الخاص للبيئة على اختلاف أنواعها، الطبيعية أو الاصطناعية أو الافتراضية، حيث يطرح كلٌّ منهم سؤالاً هاماً يتلخّص في كيفية إنشاء الكائنات البيولوجية البشرية وغير البشرية لعوالمنا الطبيعية والاصطناعية والافتراضية، ويناقش قدرتها على البقاء فيها والعيش في رحابها.
وترسم الأعمال التركيبية للمبدعين الأربعة رحلات خياليةً مستمدة من ملاحظاتهم في العالم الحقيقي للحياة اليومية، وفق ما جاء في بيان صحفي خاص بالمعرض، فالعمل التفاعلي الذي تطرحه رجاء خالد يدعو المتلقّي إلى تبنّي فكرة الرفاهية الشخصية كاتجاه سلعي، بينما يستفز الإبداع الخاص بالفنانة أريج قاعود مشاعر المشاهدين ويجعلهم في حالة تأهّب قصوى لمواجهة المخاطر المستمرة. أمّا المناظر المختلفة لأيمن زيداني وجميري، فتقترح عوالم خيالية تظهر فيها أجسادنا الطبيعية والمناظر الكونية من حولنا قسمات الذكاء البيولوجي والاصطناعي.
وتستمد الفنانة أريج قاعود إلهامها من اهتمامها بالسرديات والسيناريوهات الكارثية، مثل حالات الطوارئ التي تشكل أحد أبرز المواضيع في أعمالها التركيبية التي تبدعها باستخدام وسائط متنوعة، لتدعو المتلقي إلى التفكّر عميقاً في العلاقة التي تربط جسد الإنسان بالسياسة، مع إلقاء الضوء على أبعاد العلاقة بين التوتر، والاستعداد، والحالة الذهنية التي يعيشها المرء عندما يدرك ضرورة الاستعداد لتهديدات غير ملحة، ليجد الناظر نفسه فجأة في مواجهة حقيقة عالمنا الحافل بالتوتر والإجهاد، الذي قد يبدو مثل ديستوبيا عملاقة بكل ما تعنيه الكلمة.
أما أعمال الفنان التجريبي أيمن زيداني فتعكس اهتماماً عميقاً بالعلم، مع إتاحتها هوامش واسعة للتأويل من قبل الجمهور، حيث يحفّز الفنان متلقيه على التفكير عميقاً في طبيعة كل عمل وتعقيدات الظواهر التجريبية، وذلك باستخدام مجموعة متنوعة من المهارات والوسائط مثل النحت، والتصوير الفوتوغرافي، والرسم، والتقنيات الرقمية، وكل ذلك بأسلوب يتمحور حول مفاهيم الاستكشاف والتجريب العلمي على نحو يوسع آفاق التعبير والتأويل الفنّي.
ويمتاز جميري بأسلوبه التجريبي في استخدام مختلف الوسائط من أصوات وأفلام وتقنيات رقمية وفنون أدائية، ليصوغ حالات غامرة تخاطب مختلف الحواس، فيحوّل مساحات العرض إلى فضاءات سحرية تحمل المتلقي إلى عوالم خيالية. وعلى حد تعبير الفنان، فإن «عالم جميري» هو مساحة دائمة التطور والتوسع عبر الفنون الأدائية، والتجارب العلمية، والطقوس الغامضة، بدءاً من خشبة المسرح والشاشة الكبيرة، ووصولاً إلى الشاشات الصغيرة للهواتف الجوالة. ويتجلى هذا التنوّع أيضاً في موسيقاه التي تجمع ما بين الإلكترو- بوب العربي، مع الموسيقا الصناعية في تناقض فريد للغاية. ويشابه «عالم جميري» المتطوّر باستمرار، مركبة يسبر الفنان من خلالها أغوار النفس البشرية، مع التعريج على ما يعيشه الوعي الفردي والجمعي من صدمات تترك أثراً ملموساً فيه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©