الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكتاب الأسود لأورهان باموك

الكتاب الأسود لأورهان باموك
27 نوفمبر 2008 01:05
تعد رواية ''الكتاب الأسود'' الرابعة لأورهان باموك المولود سنة ،1952 وقد ظهرت روايته الأولى ''جودت بك وأبناؤه'' سنة ،1982 وهي من رواية الأجيال الطويلة تشبه إلى حد معين رواية بودينبروكس لتوماس مان· أما الرواية الثانية ''المنزل الصامت'' فقد ظهرت سنة ،1983 وترجمت إلى الفرنسية· وهي رواية معقدة، تعتمد على موضوع الزمن والواقع والهوية بشكل مركزي، وهذا الموضوع سيظهر من جديد في روايتيه اللاحقتين· لقد اكتسب باموك في روايته الثالثة ''القلعة البيضاء'' سنة 1985 شهرة دولية، وقد ترجمت إلى ثلاث لغات، وكان الموضوع الرئيسي لهذه الرواية هو الهوية ممثلة بشخصيتين تتبادلان الأدوار فيما بينهما· أما رواية ''الكتاب الأسود'' فقد ظهرت في تركيا سنة ،1990 ولم تترجم إلى أي لغة فور صدورها، وبعدها بأربع سنوات ترجمت إلى الإنجليزية في سنة ،1994 ثم الفرنسية والألمانية والنرويجية· وقد أحدثت هذه الرواية نقاشات في الدوائر الأدبية التركية، وصخبا في الحياة الثقافية التركية بشكل عام· ويمكن أن يشار هنا إلى أن هذا النقاش الحاد قد تجاوز ما أحدثته رواية محمود مكال ''قريتنا'' الصادرة سنة ·1950 وقد جمع نوكيت إزين أهم هذه النقاشات النقدية والعروضات، وأصدرها في كتاب· إن ''الكتاب الأسود'' رواية تشبه يوليسس لجيمس جويس، فعند قراءتنا للكتاب نستمتع بالتفاصيل المعروضة في نثر ملحمي يثير كل الألوان والأصوات والروائح في اسطنبول تماما مثلما يستدعي جويس دبلن· إن الناقد التركي أنيس باتر يقول: إن باموك مختلف عن الكتاب الأسطنبوليين السابقين، لأنه يقوم بالنفاذ في لاوعي المدينة، علاوة على أن موضوعات العمل الفني ممتزجة ومتداخلة وعابرة بعضها ومتشابكة، واللوحة المقدمة بواسطة المؤلف مليئة بالتفاصيل، وقد يكون لها معنى أو خلاف ذلك بالنسبة للقارئ· إن هذه الميزة البنيوية هي السبب الرئيسي لعدّها رواية ما بعد حداثية· وأما بالنسبة للموضوع ولغة الكتاب فهما معقدان، وكل قارئ لابد أن يقرر ماله مغزى وما ليس له· وهكذا فإن القارئ يصبح مثل غالب بطل رواية ''الكتاب الأسود''، يتجول في أسطنبول، باحثا عن الأدلة، ويعدو خلف قرينه المتملّص أو هويته أو حلمه
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©