الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عفريت حقوق الإنسان!

26 نوفمبر 2008 03:28
هناك عفريت اسمه ''حقوق الإنسان'' يتلبس أغلبنا·· هذا العفريت ألبسه لنا الأجانب وبعض العرب الذين يتحدثون باسم هيئات وجمعيات يضيفون لأسمائها كلمة ''الدولية'' لكي تكتسب صبغة عالمية وسمعة مستوردة عبر أعالى البحار والقارات·· وأصبح مصطلح ''حقوق الإنسان'' متداولا بشكل مثير للخوف والرعب بالنسبة لأغلب مسؤولينا الذين تشفق عليهم حين تسمعهم يطرون هاتين الكلمتين، وتشعر أنهم مكبلون عن إصدار أي قرار إلا إذا راجعوا كل بنود ومبادئ حقوق الإنسان منذ صدورها قبل أكثر من نصف قرن وحتى كتابة هذه السطور· اليوم أصبحت جملة ''حقوق الإنسان'' تثير الرعب في قلوب من بأيديهم تسيير أمور الناس وإصدار قوانين تهم المصلحة العامة، حتى ظننا أن هذه الجملة أصبحت مثل قوانين ''معاداة السامية'' في الغرب التي انتزعها اليهود من الحكومات الأوروبية والأميركية بحجة حماية الجاليات اليهودية من أي تصرف ضدهم·· ومن كثرة الأحاديث عن مسألة ''حقوق الأنسان'' هذه، بدأ مواطنو الإمارات يشعرون أن هناك سيفا مصلتا على رقابهم، فإما مراعاة ما يقوله الأجانب عنا في الخارج، أو صرف النظر عن إصدار أي قرار، وبالأخص لو كان في صالح المواطنين من أبناء البلد!·· فإذا طالبنا بمنح المواطن ميزة عن غيره لأن هذا هو أبسط حق من حقوقه الوطنية، قالوا ''حقوق الإنسان''·· وإذا طالبنا بحصر بعض الوظائف على المواطنين فقط لأن القضاء على البطالة بين أبناء البلد واجب حكومي، رفعوا أصواتهم مصادرين هذا الحق على المواطن المغلوب على أمره وصاحوا بأعلى أصواتهم ''حقوق الإنسان''·· وإذا طالبنا بمنع التظاهرات العمالية بإغلاق الشوارع وإحراق الممتلكات العامة وتحطيم سيارات الشرطة وزجاج المكاتب، قالوا ''حقوق الإنسان''·· وإذا قلنا للحكومة امنعي القادم بتأشيرة الزيارة من الحصول على الوظيفة مثلما تفعل دول العالم قاطبة، ردوا علينا بنغمة ''حقوق الإنسان''·· وإذا طالبنا بمنع التأشيرات والإقامات عن أقارب المقيمين لأن الدولة طفحت بالملايين من العاطلين والعجزة، قالوا ''حقوق الإنسان''، وإذا طالبنا بوقف تأشيرات الزيارة والسياحة لكل من هب ودب لأننا لسنا ''دولة الشؤون الاجتماعية''، صرخوا في وجوهنا وقالوا ''حقوق الإنسان''·· وإذا طالبنا بعدم السماح بتسجيل أكثر من سيارة لكل عائلة مقيمة، وعدم منح رخصة القيادة وملكية السيارة إلا لأصحاب المهن التي تتطلب طبيعتها وجود السيارة لكي يستطيع المواطن التحرك في شوارع بلاده، صرخوا بملء الفم ''حقوق الإنسان''·· إذا طالبنا بوجود مستشفى خاص للولادة لنساء الوطن لكي يلدن بشكل طبيعي بدلا من البهدلة في ممرات مستشفى الكورنيش قالوا ''حقوق الإنسان'' و''المواطنة مش على راسها ريشة''·· ما هكذا تورد الإبل يا جماعة الخير·· وحقوق الإنسان لا يعني مراعاة الأجنبي وتجاهل حقوق المواطن، فالمواطن يجب أن يميز لأنه ابن هذه الأرض·· وحقوق الإنسان لا يعني مراعاة الأجنبي والمقيم على حساب المواطن·· ومنح المواطن ميزة عن غيره لا يعني أننا ضد مبادئ حقوق الإنسان، فنحن دولة ذات سجل ناصع البياض في هذا المجال ولا يستطيع مخلوق أن يزايد علينا في ذلك·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©