الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

صفقات تائهة على الطريق!

صفقات تائهة على الطريق!
21 أغسطس 2019 00:15

عمرو عبيد (القاهرة)

ارتفعت أسعار اللاعبين في سوق الانتقالات بصورة كبيرة للغاية، في السنوات الأخيرة الماضية، ومعها زاد الصراع بين الأندية العالمية الكبيرة، من أجل الحصول على خدمات أبرز الموهوبين على الساحة الكروية، وأصبح الأمر يخضع لقوانين استعراض القوة والتفوق على المنافسين في مجال الصفقات، من أجل أموال الإعلانات والاستفادة من شهرة بعض النجوم، بشكل يبدو بعيداً تماماً عن الاحتياجات الفنية الحقيقية!
وتُعد صفقة البرازيلي، فيليبي كوتينيو، آخر الأمثلة البارزة في هذا الصدد، حيث انتقل إلى صفوف برشلونة في يناير 2018، بعد «شد وجذب وجدل» كبير مع إدارة فريقه السابق، ليفربول، وحصل «البارسا» على خدماته مقابل 120 مليون يورو، بجانب حوافز إضافية لاحقة، ليصبح كوتينيو هو الأغلى في تاريخ انتقالات الفريق «الكتالوني»، قبل أن يعادل الفرنسي جريزمان القيمة الأساسية لصفقة البرازيلي، ويحتل الثنائي المركز الرابع في قائمة أغلى صفقات «الميركاتو» عبر التاريخ، لكن كوتينيو خلال عام ونصف العام تقريباً، لم يقدم مستوى يوازي حجم الأموال التي أنفقت من أجله، إذ شارك في 76 مباراة مع «البلوجرانا» في جميع البطولات، سجل خلالها 21 هدفاً فقط، وأسهم في 11 أخرى، واكتفى بحصد 4 بطولات محلية إسبانية مع الفريق، وتعرض للكثير من الانتقادات الصحفية والجماهيرية، لدرجة إطلاق صافرات الاستهجان من مدرجات ملعب «كامب نو»، وبعد مرور 590 يوماً فقط، قررت إدارة «البارسا» التخلي عن صفقتها الغالية، وإعارة كوتينيو إلى صفوف بايرن ميونيخ الألماني لمدة عام، مقابل 8.5 مليون يورو ودفع راتبه، وإمكانية شراء «البافاري» للاعب نهائياً في «صيف 2020» مقابل 120 مليوناً !
وحتى الآن، لم يُحسم مستقبل برازيلي آخر، يتصدر قائمة أغلى صفقات الانتقال، هو نيمار، الذي انتقل فجأة إلى باريس سان جيرمان في صيف 2017، مقابل 222 مليون يورو، هي قيمة الشرط الجزائي في عقده السابق مع «البارسا»، لكن الإشاعات طاردت نيمار بعد عام واحد فقط، قضاه في صفوف فريق العاصمة الفرنسية، وربطت تقارير كثيرة بينه وبين ريال مدريد في العام الماضي، قبل أن تشتعل الأحداث في «الميركاتو الحالي»، في ظل رغبته في الرحيل عن باريس، والعودة إلى «كتالونيا» مرة أخرى، وخلال ما يقارب عامين، لم ينجح نيمار في بلوغ الأدوار المتقدمة في دوري أبطال أوروبا مع فريقه، ولم يكن ضمن المرشحين الكبار للفوز بالكرة الذهبية، واكتفى بخمسة ألقاب محلية مع «بي إس جي»، كما تعرض لكثير من الإصابات والأزمات، التي أكدت أنه أخطأ الاختيار واتخذ مساراً ضبابياً، عندما تمرد على برشلونة.
في إنجلترا، أعلن التشيلي أليكسيس سانشيز، التمرد بوضوح على فريقه السابق، أرسنال، بعد 4 سنوات قضاها بين جدران «قلعة الجانرز»، وانتفض في يناير من العام الماضي، ليبحث عن التتويج بالألقاب والبطولات مع فريق آخر يملك تلك الرغبة، حسب تصريحاته آنذاك، ورحل سانشيز إلى مانشستر يونايتد، مقابل 34 مليون يورو، وبراتب خيالي كان الأعلى عالمياً، لكن مهاجم «لاروخا» لم يحصد أي لقب مع «الشياطين»، واكتفى بإحراز 5 أهداف فقط، خلال 45 مباراة، لعبها طوال عام ونصف العام، ويقترب حالياً من الرحيل معاراً إلى الإنتر الإيطالي، حسب التقارير الصحفية العالمية، ليعلن عن فشله الذريع مع عملاق مانشستر.
وعلى ذات الوتيرة، تكرر الأمر مع المهاجم، روميلو لوكاكو، الذي احتلت صفقة انتقاله من إيفرتون إلى مان يونايتد، المركز الـ14 في قائمة الأغلى، بقيمة 85 مليون يورو في صيف 2017، لمدة 5 سنوات تمتد إلى 6 باتفاق الطرفين، وبعد موسمين فقط، انتقل الدبابة البلجيكي إلى «النيراتزوري» خلال الميركاتو الحالي، مقابل 65 مليوناً، بعدما فشل في تحقيق أي إنجاز مع يونايتد، وسجل 42 هدفاً في 96 مباراة في جميع البطولات، بعدما تراجعت معدلاته التهديفية من 0.52 هدف مع «التوفيز» إلى 0.4 هدف مباراة مع «الشياطين».
ويعتبر ألفارو موراتا حالة خاصة في الكرة الإسبانية، إذ انتقل من ريال مدريد إلى يوفنتوس عام 2014، واستعاد الريال خدماته حسب بنود العقد في 2016، لكنه رحل سريعاً إلى تشيلسي عام 2017، بصفقة كانت الأغلى وقتها في تاريخ «البلوز»، مقابل 66 مليون يورو، لكن الفريق اللندني أعاره بعد أقل من عام ونصف العام إلى أتلتيكو مدريد، قبل أن يتم الإعلام عن انتقاله نهائياً إلى صفوف «الروخيلانكوس»، على أن تُفعّل الصفقة في صيف العام المقبل.
ورغم تعاقد «الميرنجي» مع الكولومبي الموهوب، خاميس رودريجيز، لمدة 6 سنوات، في عام 2014، قادماً من موناكو مقابل 76 مليون يورو، احتل بها المرتبة 22 في قائمة الأغلى، إلا أنه لم يستمر طويلاً في صفوف «الملكي»، بعدما سجل 36 هدفاً في 111 مباراة، وتمت إعارته إلى بايرن ميونيخ لمدة موسمين، مقابل 13 مليون يورو فقط، مع إمكانية الشراء في نهاية فترة الإعارة، لكن هذا لم يحدث، ورفض «البافاري» دفع 42 مليوناً للتعاقد النهائي معه، ليعود رودريجيز مجبراً إلى صفوف الريال، في ظل عدم رغبة زين الدين زيدان في استمراره، إلا أن الإدارة لم تتمكن من الحصول على عقد مناسب للكولومبي، ويبدو أن لعنة ما تطارد لاعبي الريال السابقين، مثل المهاجم الأرجنتيني، جونزالو هيجواين، الذي رحل عن «الملكي» عام 2013، وبرغم تألقه مع نابولي والفوز بالحذاء الذهبي الإيطالي، قرر فجأة التوجه إلى اليوفي عام 2016، مقابل 90 مليون يورو، وضعته في المركز 12 ضمن أغلى الصفقات العالمية، لكنه لم يقدم ذات المستوى الباهر، وجاء انتقال البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى «البيانكونيري»، ليُعجّل رحيل هيجواين، الذي أُعير إلى ميلان، لكنه لم يسجل سوى 8 أهداف في 22 مباراة، ورحل بعدها معاراً مرة أخرى إلى تشيلسي، وأحرز 5 أهداف فقط في 18 مباراة، وربما ينتقل صاحب الـ31 عاماً إلى صفوف روما خلال الأيام القادمة، بعدما أوشك على إنهاء مسيرته الكروية، المذبذبة في السنوات الأخيرة!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©