عدد اليوم
عواصم (الاتحاد، وكالات)
كشفت الإدارة الأميركية أمس، عن أن عقوباتها ضد إيران نجحت في استئصال نحو 2.7 مليون برميل من نفطها الخام من السوق، وحرمانها من نحو 50 مليار دولار من الثروة التي تستخدمها في دعم الحرس الثوري المدرج على قائمة المنظمات الإرهابية.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في مقابلة مع «إم.إس.إن.بي.سي» إن الولايات المتحدة أزالت نحو 2.7 مليون برميل يومياً من النفط الإيراني من الأسواق العالمية نتيجة إعادة فرض العقوبات على جميع مشتريات الخام، لتحرم إيران من الثروة التي تستخدمها في حملتها الإرهابية في أنحاء العالم، واستطاعت أن تحافظ على تلقي أسواق النفط إمدادات كاملة. وأضاف أن الحكومة الأميركية واثقة من قدرتها على مواصلة استراتيجيتها تلك. فيما قال المبعوث الأميركي إلى إيران، براين هوك، إن صادرات إيران من النفط وصلت لمستويات متدنية، وأضاف: «كانت صادرات إيران من النفط 2.5 مليون برميل يومياً، لكن الأرقام الحالية تشير إلى أنها وصلت لـ 100 ألف برميل فقط، وهذا إنجاز هائل، فهذا يعني أن 50 مليار دولار لم تصل لجيوب النظام الإيراني».
وقال هوك إن طهران تستخدم عائدات النفط لتمويل برامجها الصاروخية ورعاية الإرهاب، مؤكداً: «منعنا وصول مليارات الدولارات إلى الخزينة الإيرانية، وميزانية الحرس الثوري تراجعت 17% خلال سنتين»، وأضاف في مؤتمر صحفي أن إيران كانت تحول إلى «حزب الله» اللبناني 700 مليون دولار سنويا، لكن الضائقة المالية دفعت أمين عام الحزب حسن نصر الله في شهر مارس إلى طلب التبرعات. وجدد التشديد على ضرورة أن تغير إيران سلوكها ووقف دعم الإرهاب في المنطقة. وأشار إلى أنه ينبغي على مجلس الأمن التأكيد على استمرار حظر توريد الأسلحة إلى إيران، لكن واشنطن تركز حاليا على تكثيف الإجراءات الاقتصادية، وقال إن الولايات المتحدة طالبت جميع الدول بمنع مرور أو رسو أي ناقلة نفط في موانئها، مشيرا إلى تعميم وجهته واشنطن للعاملين في مجال الملاحة، بضرورة تجنب التعامل مع الحرس الثوري الإيراني حتى لا تقع تبعات جنائية.
من جهته، قال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة نقلت موقفها القوي للحكومة اليونانية بشأن الناقلة الإيرانية التي أبحرت إلى اليونان الاثنين بعد احتجازها في جبل طارق. وأضاف محذرا: «أي جهود لمساعدة الناقلة الإيرانية قد يُنظر لها على أنها دعم للحرس الثوري الذي تدرجه الولايات المتحدة على قائمة المنظمات الإرهابية وسيكون لذلك عواقب قانونية». وتابع أن الولايات المتحدة عبرت عن موقفها القوي إلى الحكومة اليونانية، وكذلك لجميع الموانئ في البحر المتوسط بشأن تقديم أي تسهيلات للناقلة التي تقوم بنقل نفط غير قانوني، لتغذية حملات الرعب والقمع الخاصة بالنظامين الإيراني والسوري.
وأعرب بومبيو عن أسفه لإطلاق سلطات جبل طارق سراح ناقلة النفط الإيرانية، وقال في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز إنّ بيع طهران النفط الذي تنقله هذه الناقلة سيتيح لها المساهمة في تمويل القوات المسلحة الإيرانية التي زرعت الرعب والدمار وقتلت أميركيين حول العالم. فيما أكّد وزير التجارة البحرية اليوناني يوانيس بلاكيوتاكيس أن ناقلة النفط الإيرانية «أدريان داريا» لم تطلب الرسو في أي ميناء يوناني، وأضاف: «نتابع مسارها ونحن على تنسيق مع وزارة الخارجية اليونانية».
من جهة ثانية، أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن الاعتداء على الناقلات في مضيق هرمز مشكلة دولية تتطلب حلاً دولياً. وأضافت أنها تتطلع للعمل مع دول أخرى لتأمين حرية الملاحة بسبب الهجمات الأخيرة في مضيق هرمز وخليج عمان، كما أعربت عن تقديرها لانضمام البحرين للولايات المتحدة وبريطانيا للحفاظ على حرية الملاحة وتعزيز الأمن البحري.
