الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كاتب بريطاني: معظم الصوماليين لا يعتبرون قطر دولة فاعلة

كاتب بريطاني: معظم الصوماليين لا يعتبرون قطر دولة فاعلة
21 أغسطس 2019 00:06

شادي صلاح الدين (لندن)

أكد كاتب بريطاني أن معظم المواطنين الصوماليين لا يعتبرون قطر دولة فاعلة شرعية، مشيراً إلى أن أصابع الاتهام تلاحق قطر في وقوفها وراء التفجير الأخير لميناء تديره دولة الإمارات العربية المتحدة في الصومال، وذلك وفقاً لتسجيل صوتي كشفته صحيفة «نيويورك تايمز».
وأضاف الكاتب «مارتن جاي» في مقاله التحليلي عبر موقع «ميدل إيست أونلاين» البريطاني في لندن أن قطر حاولت خلال الفترات السابقة السيطرة على منطقة القرن الأفريقي وفرض هيمنتها عليها على الرغم من أن ليبيا، في شمال القارة، ما زالت جرحاً مفتوحاً بالنسبة إلى الدوحة.
وقال البروفيسور جوشوا لانديس من جامعة أوكلاهوما الأميركية «إن التقسيم الجيواستراتيجي الجديد في الشرق الأوسط الذي يضع قطر وإيران وتركيا وروسيا في خانة ضد دول الاعتدال العربي والولايات المتحدة في خانة أخرى قد أدى إلى توترات متزايدة في كل جزء من المنطقة تقريباً». وأضاف عندما سئل عن الصومال: «الآن ينتشر هذا الامتداد الجغرافي لهذه الحرب الباردة».
وأوضح الكاتب البريطاني أن تفجير بوصاصو مثير للاهتمام حيث نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تسجيلاً صوتياً للمحادثة التي تنسب العمل إلى قطر، أو على الأقل إلى الميليشيات التي تمولها والتي ترغب في الإضرار بالمصالح الإماراتية في المنطقة. ومع ذلك، لا يدعم آخرون فكرة استعراض العضلات الجيوسياسي، لكنهم يركزون أكثر على العقود المربحة للموانئ.
وقال رجل الأعمال، خليفة كايد المهندي، بعد أسبوع واحد من العملية «إن التفجيرات والقتل، نعلم من يقف وراءها»، وقال إن العنف «يهدف إلى جعل الإماراتيين يذهبون من هناك»، «دعهم حتى لا يجددوا العقود مع الإماراتيين، وسأحضر العقد هنا إلى الدوحة».
ويذهب عبدالرحمن ديري، وهو محلل بارز في «مدينة هيرجيسا»، إلى أبعد من ذلك ويقول إن هجوم بوصاصو كان مؤشراً على «مواصلة قطر البحث عن مصالحها في الصومال بشكل عنيف» من أجل «عكس مكاسب الاستقرار التي حققتها بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الصومال».
وأضاف ديري الذي يعمل كمحرر في مجلة «ديموكراسي كرونيكليس»: «قطر، وهي دولة مارقة بها مليارات الدولارات من النفط، تحت تصرفها، تقوم بما هو متوقع منها ومن نظامها: زعزعة استقرار دولة ذات سيادة بأكملها مثل ليبيا، أو إضافة الوقود إلى النار في حالة الصومال باستخدام وسائل الإعلام التابعة لها مثل قناة الجزيرة لتعزيز مصالحها في الخارج».
وفي الصومال، تعتبر حركة «الشباب» الإرهابية دولة داخل دولة، بشكل افتراضي، رغم أنها أقل تواجداً في المدن الكبرى، إلا أن لها أتباعاً أكثر وضوحاً في المناطق الريفية ولها وجود خفي في الحكومة، وفقاً للكاتب.
وعلى الرغم من التضليل الكبير الذي تقوم به قطر في واشنطن، إلا أنها ما يزال لديها ماض غامض في التدخل في ليبيا ودول أخرى في القارة، الأمر الذي أدى ببعض المحللين إلى وصفها بالدولة المارقة، لكنهم يعترفون بأن المال والاستثمار والإعلام كلها أدوات يستخدمها النظام القطري للتضليل.
وقالت أيا بورويلا وجون إم نوميكوس في دراستهما «ليبيا ومحور الإرهاب الجديد: إعادة تشكيل المسرح الأمني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا» نقلاً عن إليزابيث ديكنسون في مجلة «فورين بوليسي»: «هذا هو ما قدمته قطر منذ فترة طويلة لأصدقائها: منصة، مع إمكانية الوصول إلى المال والإعلام ورأس المال السياسي. واشنطن لعبت دوراً عبر وقت طويل، لكن السؤال المهم هو ما إذا كانت الولايات المتحدة قد تم التلاعب بها فعلاً؟».
ووفقاً لتقرير صادر عن مشروع مكافحة التطرف «دفعت الحكومة القطرية فديات، وشحنت الإمدادات، وحولت مليارات الدولارات من التمويل إلى الجماعات المتطرفة المعلنة دولياً في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتشمل هذه الجماعات تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وحماس والإخوان وجبهة النصرة وطالبان».
واختتم الكاتب أنه من الممكن تماماً أن تكون قطر مسؤولة عن انفجار بوصاصو لأن حركة «الشباب» الإرهابية لا ترغب في وجود الاستثمارات الإماراتية وسوف تستوعب تعليماتهم (القطريين) بشكل غير رسمي أو رسمي. لكن معظم الصوماليين لا يعتبرون قطر دولة فاعلة شرعية بنفس الطريقة التي يقبلون بها دولة الإمارات، ولذا يتعين على الدوحة أن تعيد التفكير في استراتيجيتها غير العاقلة في القرن الإفريقي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©