الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

البيئة البحرية.. رحلة في أعماق الصيد والغوص

البيئة البحرية.. رحلة في أعماق الصيد والغوص
23 يناير 2019 01:05

أشرف جمعة (أبوظبي)

يستقطب ركن البيئة البحرية في مهرجان سلطان بن زايد التراثي العديد من الزوار الذين يدفعهم حب الموروث للتعرف إلى مفردات تراثية عميقة، ومنذ انطلاق المهرجان والورش البحرية تتواصل، بخاصة أنها تظهر جانباً مهماً من حياة أهل البحر وطرق صناعة شباك الصيد التقليدية والمراكب القديمة، فضلاً عن التعرف إلى تاريخ الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، وهو ما يجعل من ركن البيئة البحرية محطة يتوقف عندها الزوار للاستماع إلى مستشاري التراث، ومن ثم التفاعل مع الأنشطة الحيوية، حيث يتم تصنيع شباك الصيد بشكل مباشر أمام الجمهور ومن ثم المراكب القديمة، وقد تميزت البيئة البحرية في المهرجان بكونها تمثل أحد أركان البيئات القديمة والتي تحفل باهتمام بالغ، فهي تعبر عن أهمية البحر في حياة أبناء الدولة ومدى ارتباطهم بالصيد ورحلات الغوص؛ إذ تسرد تفاصيل أكثر دهشة عبر الفعاليات اليومية في المهرجان الذي يحظى برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات.

واحة مضيئة
يقول المستشار التراثي بنادي تراث الإمارات حثبور الرميثي: تمثل البيئة البحرية جانباً مهماً في حياة أهل الإمارات، فهي تكتسب أهميتها من حركة الصيد التي ازدهرت في الماضي والتي لا تزال تتوهج في الحاضر بأساليب مختلفة، مشيراً إلى أن البحارة القدامى خاضوا رحلاتهم في الصيد والغوص بحثاً عن اللؤلؤ في ظروف مختلفة، مما ترك للأجيال الجديدة رصيداً زاخراً من هذه الحياة البحرية التي تمتلك حضوراً خاصاً؛ إذ كان الناس يعلمون أبناءهم السباحة في عمر مبكر، وكانوا يعودونهم على تحمل المسؤولية أثناء رحلات صيد الأسماك، موضحاً أن حركة الصيد بأشكالها التي شكلت مصدر رزق نشطت عملية صناعة شباك الصيد التقليدية وصناعة المراكب بأنواعها، وهو ما جعل من الحياة البحرية واحة مضيئة من العمل الجاد، والبحث عن سبل الرزق في عرض البحر الممتلئ بخيرات الطبيعة.
ويبين أن المهرجان يسهم في الحفاظ على تقاليد أهل البحر، ويترك رصيداً زاخراً من الحكايات التي تغوص في تفاصيل الماضي، مبيناً أن زوار المهرجان يتدفقون على ركن البيئة البحرية من أجل التعرف إلى أسرارها، ومن ثم التفاعل الحي مع عملية صنع شبك الصيد التقليدية، فضلاً عن حضور الورش المتخصصة عن طرق صيد اللؤلؤ، وأن الزوار من مختلف الأعمال، وهو ما يشكل نوعاً من الحفاوة بقيم وتقاليد الحياة القديمة التي تمثل خطوات الآباء والأجداد في الماضي، مؤكداً أن الأجيال الجديدة في حاجة مستمرة للاطلاع على تراثها الحي الذي يزخر بمقومات حضارية وإنسانية، وأن المهرجان يرسخ للتقاليد، ويبعث في نفوس الزوار البهجة، ويجعلهم على صلة بالتاريخ والثقافة التراثية الغزيرة، خصوصاً أن الموروث الشعبي الإماراتي غني بالتفاصيل والحكايات التي تربط الماضي بالحاضر في أبهى حلة.

مفردات البحرية
فور دخول الزائر عمر أحمد إلى ساحة المهرجان، توجه إلى ركن البيئة الجرية، ويبين أنه ظل يتأمل شباك الصيد التقليدية وأدوات الصيد القديمة، خاصة «الديين» الذي كان يستخدم في رحلات صيد اللؤلؤ في الماضي، وأنه استمتع كثيراً بالمفردات البحرية التي غطت المكان في ظل حضور العديد من الزور، ويبين أنه تجول في أركان البيئة البحرية وكان يستفسر عن بعض الأدوات واستعمالاتها، خصوصاً أنها تعبر عن الماضي، ويتم تصنيعها إلى الآن بطريقة تقليدية خالصة، ويذكر أن المهرجان يشكل لوحة مضيئة معبرة عن الموروث الشعبي الإماراتي الأصيل التي تتعدد أوجهه وتتسع مفرداته، فهو يجمع كل ألوان التراث المحلي في هذا العرس الذي يحرص على المشاركة فيه كل محبي الثقافة التراثية، ويوضح أنه دائم الحضور مع أصدقائه، نظراً لأن منطقة سويحان عامرة بالجمال، وأنها تحتضن المهرجان كل عام، وسط احتفالات شعبية وأنشطة تراثية معبرة.

تجارب الماضي
ويذكر حمزة فيصل أنه حرص على الحضور مع عدد من أصدقائه، وأنه تجول في ساحة المهرجان، وتوقف عند ركن البيئة البحرية، كونه مهتماً بالتراث البحري، ويحب دائماً الاستماع إلى قصص البحارة، والتعرف إلى أسرار هذا الموروث الكبير الذي يحفل بجملة من العادات والتقاليد، لافتاً إلى أنه حضر ورشة صيد اللؤلؤ التي جعلته يطلع على تفاصيل لم يكن يعرفها، خاصة أن المستشار التراثي حثبور الرميثي يمتلك زخيرة واسعة من المعلومات التراثية وينقل بأسلوب سهل وبسيط تجارب الماضي، وهو ما جعل الورشة حافلة بالحكايات وكاشفة للأسرار، ويرى فيصل أن المهرجان يحمل عبقاً تراثياً خاصاً، فهو حدث يترقبه الجميع كونه يؤرخ للثقافة التراثية، ويضع الزوار أمام تجربة فريدة من نوعها في الاهتمام بمشروعات الحفاظ على الموروث الشعبي الأصيل.

ورش حية
ويلفت عبد الستار مأمون إلى أنه زار المهرجان العام الماضي، وحرص على أن يتفاعل معه في دورته الحالية، خصوصاً أن لديه اهتمامات تراثية، وأنه يقرأ في كتب الموروث، ويحضر العديد من الفعاليات والمهرجانات، ويشير إلى أنه زار ركن البيئة البحرية الذي يعرض نماذج من حياة البحارة القدامى، وحضر ورش تصنيع المراكب التراثية القديمة، وأنه استمتع كثيراً بهذه الجولة، مشيراً إلى أنه لم يكن يعرف أن هناك أسماء كثيرة للسفن القديمة والمراكب، وأنه يتم تصنعيها بهذه المهارة وبطرق تقليدية خالصة، وبأدوات مماثلة للتي كانت تستخدم في الماضي، ويذكر أن المهرجان أبرز ركن البيئة البحرية، وجمع الكبار والصغار على محبة الموروث، وهو ما يسهم في الحفاظ على الإرث الكبير الذي تركه الآباء والأجداد وأصبح كنزاً ينهل منه الكبار والصغار ومختلف الأجيال.

أدوات تقليدية
يبين مذيب محمد أنه يعمل في صناعة المراكب القديمة من زمن، وأنه يعمل على تجميع المراكب من قطعة، خاصة المراكب الصغيرة والسفن أيضاً كنماذج، لكي ترسخ في أذهان الجيل الجديد، ويبين أنه يعمل في المهرجان من خلال ورشة مجهزة بكل الأدوات التقليدية التي تساعده في إنجاز مهامه، وأن المهرجان يسهم بدور كبير في ترسيخ مفردات الموروث الشعبي في أذهان الزوار، وأنه لاحظ إقبالاً كثيفاً على ركن البيئة البحرية الذي يقدم ورشاً حية ويطلع الجمهور على أسرار حياة البحر القديمة.

أسرار الموروث
يقول المدرب التراثي يوسف أحمد آل علي، إنه يعمل في مهنة صناعة شباك الصيد التقليدية منذ زمن بعيد، وإنه نشأ في بيئة تعمل في البحر وهو ما جعله يتقن حرفاً تراثية كثيرة، لافتاً إلى أنه يصنع جميع شباك الصيد القديمة بالطرق التقليدية المعروفة، ويستخدم أدوات الماضي في خياطة الأشرعة والقراقير، ويستخدم الليخ ويصنع حبال المراكب القوية، موضحاً أن الكثير من الزوار يتدفقون على ركن البيئة البحرية نظراً لأنها عامرة بكل مفرداتها، وأن المهرجان أتاح للجميع أن يتفاعل بشكل حيوي مع المفردات التراثية الأصيلة، وأنه يقدم شرحاً وافياً للزوار في كل الورش التي يحضرونها، وأنه لاحظ أن هناك وجوهاً تتكرر، وهو ما يدل على أن العديد من الزوار لديهم شغف بالتعرف إلى أسرار الموروث الشعبي الإماراتي بوجه عام والبحري بشكل خاص، ويذكر أن البحارة قديماً كانت لديهم القدرة على التعامل مع بيئتهم البحرية بذكاء فطري، من خلال النظر إلى منظومة العمل البحري، كونه مصدراً مهماً للرزق، وهو ما جعلهم يبرعون في بناء السفن وصناعة المراكب وصناعة كل شباك الصيد وكل الأدوات التي تساعدهم على تحقيق مآربهم في البحر، مما كان يجعل رحلاتهم تكلل بالنجاح، فضلاً عن أن المهرجان يرسخ للمعرفة التراثية من خلال تجسيد القيم والتقاليد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©