الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإمارات: نقف مع السودان لتحقيق مستقبل مزدهر

الإمارات: نقف مع السودان لتحقيق مستقبل مزدهر
18 أغسطس 2019 00:14

أسماء الحسيني، وام (أبوظبي، الخرطوم، القاهرة)

أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة وقوفها مع السودان الشقيق في مسعاه نحو تأسيس نظام سياسي قادر على النهوض بالدولة والسير بها نحو مستقبل مزدهر. وشدد معالي ‎الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة، خلال مشاركته في مراسم حفل توقيع على وثائق الانتقال للسلطة المدنية بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير الذي جرى أمس في الخرطوم، بحضور عدد من الرؤساء والوزراء وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية، على موقف الإمارات الداعم للسودان وشعبه في كل ما يحقق أمنه واستقراره، معرباً عن تطلع دولة الإمارات إلى أن تشكل هذه الخطوة الإيجابية والمهمة بداية لمرحلة جديدة تضمن مشاركة الأطياف الشعبية الوطنية كافة فيها، وبما ينعكس على رسوخ النظام السياسي واستقراره.
‎وقال معاليه إن الانتقال السلمي للسلطة عبر طريق الحوار الوطني هو الطريق الأنجع والأفضل والضامن الوحيد لتقدم الدول ورفعتها، خاصة أن تجارب الفوضى أدت إلى نتائج كارثية على العديد من شعوب المنطقة.
وأضاف أن تاريخ العلاقات السودانية الإماراتية تاريخ طويل ومتجذر، ولطالما كانت الإمارات مع الشعب السوداني الشقيق وستواصل هذه المسيرة الخيرة، استناداً إلى سياستها الثابتة في الوقوف مع الشعوب الشقيقة والصديقة ودعمها في مواجهة التحديات. حضر مراسم الاحتفال إلى جانب معاليه، حمد محمد حميد الجنيبي، سفير الدولة لدى جمهورية السودان، والسفير عبدالله مطر المزروعي، مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية والتعاون الدولي.
ووسط أجواء احتفالية مبهجة، وقع المجلس العسكري السوداني وقوى الحرية والتغيير ظهر أمس في قاعة الصداقة بالخرطوم على وثائق الانتقال للحكم المدني، وهى وثيقتا الاتفاق السياسي ووثيقة الإعلان الدستوري. ووقع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) على الاتفاق نيابة عن المجلس العسكري، بينما وقع أحمد ربيع، القيادي بقوى الحرية والتغيير عنها.
وقام الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، بتكريم الوسيطين الأفريقي محمد الحسن ولد لبات، والإثيوبي محمود درير بمنحهما وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، كما منح وسام النيلين من الطبقة الأولى لعضوي التفاوض السفير الإثيوبى في الخرطوم شفراو جارسو، ومدير مكتب الاتحاد الأفريقي في السودان محمد بلعيش.
وقال البرهان إن الثورة السودانية العظيمة بلغت أهدافها، وشكر الشعب السوداني، مؤكداً أن القوات المسلحة السودانية ستظل حامية للانتقال في السودان، وستبذل الغالي والنفيس لحماية الوطن، وقال إنها شريكة في التحرر والانعتاق، وإنها مثلت جسر العبور نحو التغيير. وقال إن التفاوض أثبت شراكة قوى الحرية والتغيير، ونقاء المعدن النفيس لكل أطياف الشعب السوداني الذين أعلوا جميعاً شأن الوطن.
وأضاف البرهان أنه يتم الآن التوجه نحو مرحلة البناء، ودعا إلى تجاوز مرارات الماضي، والالتقاء في ساحات العطاء، لنقل السودان إلى مصاف الدول المتقدمة.
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إن الاتفاق التاريخي هو يوم انتصار للشعب السوداني ولنا جميعاً، وهو بداية جديدة للأمة السودانية العظيمة. وأضاف آبي أحمد الذي لقى ترحيباً سودانياً كبيراً، أن السودانيين قدموا تضحيات عظيمة، وأن دماء الشهداء لم تذهب هدراً، وأن السودانيين أثبتوا للجميع قدرة الأفارقة على حل مشاكلهم. وأوضح أن الشعب الإثيوبي يحتفل مع السودانيين بالاتفاق، وأن العلاقة بين البلدين تاريخية. وأعرب عن التضامن مع السودان، والالتزام بدعم الانتقال السلمي في السودان، مشيراً إلى المشكلات الفنية والعقبات التي اعترضت مسار التسوية السلمية التي وضعت الأسس للتحول الديمقراطي.
ومن جانبه، أكد الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي، أهمية الحكم الرشيد الذي يتحقق بالمشاركة والمساءلة والشفافية وسيادة حكم القانون. وقال إن الشعب السوداني بنضالاته عبر ثورته المجيدة سيظل حارساً لهذه المعاني للحكم الرشيد. واعتبر أن يوم أمس هو يوم عبور للحكم المدني.
وقال المهدي إن الشراكة المؤسسية المدنية العسكرية قائمة على ميثاق شرف للعبور لانتخابات حرة ديمقراطية، وستحقق السلام كأولوية، وستكون المرحلة القادمة امتحاناً، لا إقصاء فيها، وسيفتح المجال لكل الناس ليشاركوا في عرس السودان والتحول المدني إلا من تلوثت أيديهم.
ومن جانبه، ترحم الدكتور محمد ناجى الأصم، ممثلاً لقوى الحرية والتغيير، على أرواح الشهداء الذين بذلوا دماءهم بسخاء طوال 30 عاماً، والذين بفضلهم أصبح التغيير ممكناً. وقال إن العمل من أجل تحقيق عادل وشفاف بشأن القتلى والمفقودين في ساحة الاعتصام وغيرها من الأحداث خلال الـ30 عاماً الماضية من حكم الرئيس السوداني عمر البشير على رأس أولويات قوى الحرية والتغيير والحكومة الانتقالية.
وقال الأصم: إن الشعب السوداني يحق له أن يفخر اليوم بنضالاته، وإن قوى الحرية والتغيير التحالف الأوسع الذي عمل على تنسيق وبلورة مطالب الشعب السوداني، ستعمل على تحقيق السلام وربطه بالتحول الديمقراطي، وعلى مساءلة ومحاسبة النظام السابق. وأضاف أن الخراب الذي أحدثه النظام السابق طال كل مجالات الحياة في السودان، وهو ما يتطلب من الحكومة القادمة العمل جاهدة ليتمكن الشعب السوداني من العيش في سلام، وإزالة القوانين القمعية التي استهدفت المرأة السودانية، والالتزام بنسبة 40% للمرأة كحد أدنى في المجلس التشريعي.
وأضاف الأصم أن النظام المعزول دمر علاقات السودان الخارجية، ورهن الدولة السودانية لمصلحة الجبهة الإسلاموية وخدمة أيديولوجية النظام، ما جلب للسودان العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية، وبالتالي فإن إعادة السودان للمجتمع الدولي تعد مهمة عاجلة.
ومن جانبه، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، دعم مصر لتطلعات الشعب السوداني لتحقيق التنمية والاستقرار والازدهار، والدخول إلى مرحلة جديدة تتوق إليها قلوب السودانيين، وتسودها الحرية وقيم التسامح والعيش المشترك، وأكد مدبولي دعم مصر ومساندتها لاستقرار السودان، وقال إن العلاقات بين البلدين ستشهد خلال الفترة القادمة طفرة غير مسبوقة.
ومن جانبه، أعرب الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، عن تضامن بلاده مع السودانيين، وسعيهم الحثيث لإيجاد حلول لمشكلاتهم. وقال إن التوقيع على الاتفاقيات سيمهد الطريق لحلول مستقبلية، وحيا وطنية الشعب السوداني والمجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير الذين وضعوا مصلحة السودان أولاً، وشرعوا في رحلة من أجل تحقيق السلام. وأضاف أن السودان عبر مرحلة مهمة، وأن على كل الشركاء في السودان رعاية حكم القانون، وتشكيل حكومة تعبر عن تنوع كل أهل السودان من أجل تحقيق الاستقرار السياسي، وحل مشكلاتهم بالطرق السلمية.
ومن جانبه، قدم رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، التهنئة لكل السودانيين على المرحلة الجديدة التي دخلتها بلادهم، وأعرب عن دعم بلاده للسودان في هذه المرحلة، معرباً عن أمله في مضي المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير سوياً من أجل المحافظة على السودان، وتطبيق الاتفاقية في هذه المرحلة الحرجة، مؤكداً عمق العلاقات بين دولتي السودان، عبر الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية، وقال سلفاكير: نجاحكم نجاح لنا وفشلكم فشلنا، وأكد أنه سيقوم بوساطة بين المجلس السيادي والحركات المسلحة يستفيد منها الوضع السياسي الجديد في السودان، لتكون الحركات المسلحة جزءاً من التحول ويتحقق التماسك الداخلي، مؤكداً أن جنوب السودان سيقف جنباً إلى جنب مع السودان.
كما أكد موسى فكي، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، أن التوقيع على الاتفاقيات النهائية في السودان هو حدث تاريخي بامتياز وإنجاز عظيم، وأن الوصول للاتفاق لم يكن سهلاً، حيث اعترضته الكثير من العقبات في الأشهر الماضية، وأشار إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها القيادات العسكرية والمدنية في السودان، وقال فكي: إن الاتفاق جاء تعبيراً عن إرادة الشعب السوداني ونخبه للتصدي للتحديات بروح المسؤولية، وأكد أن هناك ضرورة قصوى لإشاعة روح الانفتاح والمصالحة والبعد عن التهميش والإقصاء، وأن مستقبل السودان مرهون بإشراك الجميع وإفساح المجال للجميع، كما أكد استعداد الاتحاد الأفريقي لمواصلة دعم السودان.
ومن جانبه، قال المبعوث الأفريقي محمد الحسن ولد لبات، إن الوساطة الأفريقية عبرت عن رغبة أفريقيا في حل مشكلاتها بنفسها، وإن ما تحقق كان نتيجة إرادة الشعب السوداني والمجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير.
ومن جانبه، أشاد بيكا هافيستو، وزير خارجية فنلندا، ممثل الاتحاد الأوروبي، بدور الشعب السوداني وبالوساطة الأفريقية والإثيوبية، في الوصول لاتفاق لابد أن يؤسس لفترة حاسمة في تاريخ السودان، تحقق السلام والمصالحة والحكومة المدنية، وأكد أن الاتحاد الأوروبي يريد معالجة مشكلات دارفور والمناطق الأخرى.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©