السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

القصيدة الغنائية.. هل تعود بعد سنوات الغياب؟

القصيدة الغنائية.. هل تعود بعد سنوات الغياب؟
17 أغسطس 2019 00:35

أشرف جمعة (أبوظبي)

في زمن تشكلت فيه الذائقة الفنية على الطرب الأصيل، كانت القصائد المغناة تهز القلوب والأسماع، وكان جمهورها كبيراً، حيث كانت ولا تزال الأغنيات التي شدت بها أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم ومحمد عبده ونجاة وفيروز وشادية وفايزة أحمد وميادة الحناوي ووردة وغيرهم ووصولاً إلى كاظم الساهر لها طابعها الخاص، غير أن ذائقة العصر اختلفت وأصبح الاتجاه الأكبر إلى الأغنيات الخفيفة التي لا تتجاوز الثلاث دقائق، وهو ما ترك فراغاً في الساحة الفنية.

ذائقة فنية
ويبين الملحن الإماراتي إبراهيم جمعة أنه تظل أغاني القصائد شامخة بما تمتلك من حضور خاص في الحياة الفنية، وأنها على الرغم من غيابها حالياً فإنها لا تزال تشكل الذائقة الفنية ولا يمكن تجاهلها، مشيراً إلى أنه في هذا العصر اختلفت بعض المفاهيم نظراً لأن شركات الإنتاج أصبحت تتدخل في كل شيء وتختار الكلمات وتطلب الألحان، وتعمل على التسويق وفق ما تراه مناسباً لوضع السوق وذائقة الجمهور، وهو ما ساهم في إحداث الفراغ في الساحة الفنية للقصيدة، لافتاً إلى أن الأغنية الحديثة هي أغنية طبول، وهو ما أفقدها الكثير من الجمال الحقيقي، لكن لا بد من الاعتراف بأن هناك أصواتاً ممتازة، وأنه من الممكن أن تستعيد الأغنية الفصيحة مجدها إذا توافرت لها الظروف الحقيقية.

سحر خاص
وتشير الموسيقية الإماراتية إيمان الهاشمي إلى أن اللغة العربية لها سحر خاص، وأن الأغنية يكون لها شكل مميز حين تغنى باللهجة الفصيحة، موضحة أنه في ظل المبادرات التي تطلقها الإمارات والمحيط العربي من الممكن أن تعود القصائد المغناة بقوة، خاصة أن هناك أصواتاً مهمة لا تزال تغني قصائد، مبينة أن الجمهور ارتبط بالإيقاعات الخفيفة، إلا أنه يحب أيضاً للاستماع للأغاني الفصيحة، وهو ما يبشر بعودة قوية، رغم أنها لم تختف لكون القصائد القديمة موجودة والناس مرتبطة بها حتى الآن.

اللهجة العامية
ويذكر الفنان طارق المنهالي أن هناك دوراً كبيراً يقع على عاتق الشعراء في إنتاج قصائد في قالب غنائي، خصوصاً أن معظم الأغاني الحالية مكتوبة باللهجة العامية، وأن الجمهور ارتبط بهذا اللون الغنائي، لكن هذا لا يمنع القصائد المغناة من الانتشار والبقاء، بخاصة أنها موجودة بالفعل، ويشير إلى أنه مستبشر بعودة قوية للقصائد المغناة في ظل وجود أصوات قوية في ساحة الأغنية العربية.

لحن خفيف
ويقول الملحن المصري صلاح الشرنوبي: يمر الغناء العربي بأزمة في إنتاج القصائد المغناة نظراً لأن الذائقة أصبحت مختلفة، فالجميع، الملحن والمطرب والجمهور وشركات الإنتاج، يطلبون لحناً خفيفاً وكلمات بسيطة وإيقاعات خاصة، ويحسب للغناء الخليجي أنه متماسك، وأن هناك اختياراً قوياً للكلمة واللحن معاً، وأنه لا يمكن إغفال تجربة الفنان العراقي كاظم الساهر الذي قدم مسيرة غنائية اعتمدت على قصيدة الفصحى يشار إليها بالبنان، وتعد من أهم التجارب في العصر الحالي، لافتاً إلى أنه في العصر الحالي أصبح هناك متطلبات أخرى مرتبطة بحساب المكسب والخسارة، وأن المكاسب شرط أساسي لإنتاج أي ألبوم غنائي.

ليست سهلة
يقول الشاعر كريم العراقي: لا أشعر بأن هناك تراجعاً في كتابة القصيدة الغنائية، فهي موجودة، وتكتب بشكل دائم، لكن بعض شركات الإنتاج لا يروق لها القصائد المكتوبة باللهجة الفصيحة التي تتجاوز بطبيعة الحال الخمس دقائق، لافتاً إلى أن النماذج الفائقة التي قدمت عبر مسيرة القصيدة المغناة لا تزال ترسم الملامح، وتؤكد هوية هذا الفن، حيث يجتذب الجمهور إلى يومنا هذا أغنيات أم كلثوم الفصيحة وعبدالوهاب وعبدالحليم ووديع الصافي وخالد الشيخ وغيرهم من جيل الرواد وما تلاهم، إلى أن أكمل المسيرة الغنائية الفصيحة الفنان المبدع كاظم الساهر الذي يعد من أكثر الفنانين العرب الذين قدموا عدداً كبيراً من القصائد الغنائية ليس هذا فحسب، بل إن كاظم أدخل أغنية الفصحى إلى الأعراس وجعلها أغنية شعبية رغم أنها فصيحة، مشيراً إلى أن كاظم قدم نحو 50 أغنية تقريباً بهذا الشكل. ويرى العراقي أن الأغنية الفصيحة ليست سهلة في ألحانها، فهي تحتاج إلى جهد ووقت، وأنه ليس كل المطربين أهل لها، فهي تحتاج أصواتاً خاصة قادرة على مجاراتها في اللغة واللحن وقوة الأداء، وأن هناك أغنيات قدمها لبعض المطربين لاقت نجاحاً كبيراً، وأن بعض الأغنيات رغم أنه تم تلحينها إلا أنها لم تخرج بعد للنور.

مسابقات غنائية
يورد الفائز بالمركز الثالث في مسابقة «الزمن الجميل» السعودي موسى معيدي أنه يحب غناء القصائد، ويذكر أنه حاز المركز الأول في إحدى المسابقات الغنائية في المملكة العربية السعودية بأغنية بالفصحى، مشيراً إلى أن سوق الغناء تغير في هذا العصر، وأن الجمهور الذي كان يصغي لأغنيات أم كلثوم، وكان يجلس أكثر من ساعة لم يعد موجوداً الآن، فضلاً عن أن هناك آليات أخرى تحكم إنتاج الأغنيات مثل ذوق الجمهور والبحث عن المكاسب والشهرة، لكنه لا يقطع الأمل بأن القصائد المغناة سوف تعود بقوة، خاصة أنه يغني بالفصحى إلى جانب العامية.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©