حذر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أمس من أن بلاده يمكن أن تنسحب من معاهدة نزع الأسلحة الموقعة حديثاً مع الولايات المتحدة ما ينذر بالعودة إلى الحرب الباردة في حال عدم التوصل إلى اتفاق بين البلدين حول الدرع الأميركية المضادة للصواريخ. ومن جهة أخرى أبقى بوتين على الغموض بشأن ترشحه للانتخابات الرئاسية العام القادم من عدمه، فيما تزداد التكهنات حول وجود منافسة بينه وبين رئيس الوزراء فلاديمير بوتين بهذا الشأن.
وصرح مدفيديف أمام صحفيين بأن قرار الولايات المتحدة المضي قدماً في الدرع الصاروخية رغم اعتراض روسيا سيرغم موسكو على “اتخاذ إجراءات مؤاتية للرد وهو ما لا نحبذ القيام به”. وقال إن بلاده ستبني ترسانة أسلحة هجومية إذا لم يتم التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة بشأن التعاون في مجال الدفاع الصاروخي. وأضاف “سننتقل عندها إلى الحديث حول تطوير الجانب الهجومي لقدراتنا النووية وهذا احتمال غير مستحب أبدا”. وأعاد مدفيديف التأكيد على تهديد سابق بالانسحاب من معاهدة ستارت التي دخلت حيز التنفيذ هذا العام في حال نشر الدرع الصاروخية والعمل بها دون أخذ مطالب الكرملين في الاعتبار. وقال “سيكون أمراً سيئاً للغاية وسيعود بنا إلى حقبة الحرب الباردة”.
من جهة أخرى، صرح الرئيس الروسي بأنه سيعلن قريباً ما إذا كان سيترشح للانتخابات الرئاسية في 2012 ، رافضا في الوقت نفسه الكشف عن نواياه خلال مؤتمره الصحفي الذي نقلته محطات التلفزة الروسية وعقد في مركز الابتكار في سكولكوفو في ضواحي موسكو “إذا قررت أن أدلي بتصريح في هذا المعنى، فسأقوم بذلك. لم يعد هناك الكثير من الوقت”.
وأضاف أن “مثل هذه القرارات يتخذ عندما تتوافر الشروط اللازمة حتى يتأمن النجاح”. وكان الرئيس السابق فلاديمير بوتين (2000-2008) وراء وصول مدفيديف إلى سدة الرئاسة، عندما لم يتمكن بموجب الدستور من البقاء في منصبه لأكثر من ولايتين متتاليتين. وألمح المسؤولان مرات عدة إلى إمكان ترشحهما في انتخابات 2012. ويتساءل بعض الخبراء حول حصول منافسة محتملة بين بوتين ومدفيديف، بينما يرى آخرون أن الأمر مجرد لعبة سياسية معد لها بذكاء من قبل السلطة.
وكان مدفيديف ندد الأسبوع الماضي بالمحاولات “الخطيرة (لتركيز السلطة) حول شخص واحد”، في إشارة شبه واضحة إلى رئيس حكومته الذي يتمتع بنفوذ واسع والذي بدأ الإعداد لتحالف انتخابي واسع حول حزبه “روسيا الموحدة” الذي يتمتع بالغالبية في مجلس النواب. ودعا مدفيديف الذي لا يستند إلى حزب سياسي خاص به ، إلى نشوء قوات تنافس هذا التحالف”.
عدد اليوم
