السبت 18 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الأنشطة الصيفية.. استثمار للطاقات وتعزيز للهوية

الأنشطة الصيفية.. استثمار للطاقات وتعزيز للهوية
16 أغسطس 2019 01:17

مريم بوخطامين (رأس الخيمة)

أكد منظمو ومشرفو البرامج والأنشطة الصيفية برأس الخيمة، المردود الإيجابي لهذه البرامج على الطلاب والنشء خلال فترة الصيف والإجازات السنوية، والتي ينظم بعضها على هيئة معسكرات صيفية، تساهم في إعداد الأجيال للمستقبل، كونهم ثروة الوطن ومستقبله المشرف، خاصة أنها تسهم في غرس المفاهيم الأخلاقية والانتماء والانضباط الجماعي والشخصي.
ولفتوا إلى أن جانب الأنشطة الرياضية منها ينعكس إيجاباً على حياتهم الدراسية والعائلية، ويسهم في خلق نشء وجيل قيادي ومثقف، فضلاً عن اكتساب مهارات جديدة من خلال التدريب اليومي على أداء الأعمال الحياتية وورش العمل الخاصة بالابتكار وجلسات العصف الذهني، بالإضافة للرحلات التوعوية والتثقيفية للمعالم التاريخية والسياحية في دولة الإمارات، والتي توعي الأجيال بما يزخر به الوطن من تراث ومعالم.
وأكد خلف سالم بن عنبر، مدير عام جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية، إحدى الجهات الفاعلة في تنظيم البرامج الصيفية، أن المعسكرات والبرامج الصيفية تحظى بدعم ورعاية صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، للحركة الرياضية والشبابية في الإمارة، ومتابعة واهتمام وتوجيهات سمو الشيخ محمد بن سعود القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، والتي يهدف من خلالها توعية المشاركين بقيم الحب والولاء للوطن الغالي وترسيخ الهوية الوطنية وتقديم البرامج التي تعزز الانتماء للوطن، من خلال حزمة من الخطط والبرامج التي تهدف لاستثمار طاقاتهم بأسلوب يعكس الفائدة المرجوة منها.

ملء الفراغ وبناء العلاقات
وقال: إن المعسكر الصيفي يأتي ضمن أهداف ورؤى جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية، بالتركيز على جذب أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم العمرية وخاصة فئة الشباب والأطفال، للاستفادة من البرامج وورش العمل وجلسات العصف الذهني لاستغلال أوقات فراغهم على نحو إيجابي، وتنمية مهاراتهم وتطويرها في العديد من الجوانب المختلفة، بما يعود بالنفع والفائدة على الطلبة وأسرهم خلال العطلة الصيفية، مشيراً إلى أن هذه العطلة فرصة مهمة للأهل والأبناء لتطوير الطفل وتعزيز قدراته، خاصة في ما يخص تحمل المسؤولية وبناء علاقات صداقة خارج إطار أصدقاء المدرسة والأسرة، إلى جانب ملء فراغ الطفل واستغلاله بطريقة إيجابية، لا سيما في ظل ارتباط الأطفال بالأجهزة الحديثة التي بدأت تؤثر على سلوكيات بعضهم.
وأكد أن هذه المعسكرات، التي تنظم في العديد من المناطق بالدولة تأتي ترجمة لتوجيهات قيادتنا الرشيدة، بوضع البرامج الهادفة للأطفال والشباب للاستفادة من أوقات فراغهم خلال العطلة الصيفية في ممارسة الأنشطة الهادفة التي تنعكس عليهم بشكل إيجابي، وتساهم في تنمية معارفهم ومهاراتهم، لافتاً إلى أن حرص أولياء الأمور على تسجيل أبنائهم في هذه المعسكرات يعكس النجاح الكبير للبرامج التي تقدم للطلاب الذين يبدون ارتياحاً كبيراً لها، لافتاً إلى أن تنوع الأنشطة في المعسكر جاء تلبية لرغبة الكثير من الطلاب وأولياء أمورهم، كما روعي فيها تناسبها وجميع أعمار الطلاب المشاركين.

كواكب الإبداع والابتكار
ووفقاً لسمية حارب رئيس مجلس أمناء أكاديمية رأس الخيمة للموهوبين، التابعة لمؤسسة الشيخ سعود بن صقر التعليمية والخيرية، فإن الأكاديمية أطلقت المخيم الصيفي للعام 2019 للطلاب والطالبات من عمر 5 سنوات حتى 17 سنة، والذي يهدف لصقل المواهب الأدائية والأكاديمية، تحت عنوان «كواكب الإبداع والابتكار»، مؤكدة أن المخيم يقدم كافة البرامج الإثرائية الملائمة لقدرات وطاقات الطلبة والشباب على أيدي مدربين متخصصين، سواء أفرادا أو مؤسسات، وذلك تحقيقاً لأهداف ورؤية المؤسسة في تعزيز ثقافة الابتكار والإنتاجية والتنافسية، والتي تتضمن أربع باقات، هي الذكاء الذهني، الفنون الأدائية، المهارات الاستثنائية، والأنامل المثمرة، موضحة أن كل جانب يتضمن باقة من الورش والبرامج في البرمجة والابتكار والذكاء الهندسي والتفكير الإبداعي والقدرات الحرفية ومهارات الفنون والمسرح، منوهة بأن الأكاديمية تتعاون مع عدد من المؤسسات والجهات مثل صندوق وطن في المبرمج الإماراتي، ومع دائرة التنمية الاقتصادية في برنامج الواعد الصغير.

الأكاديمية الصيفية لشباب الإمارات
كما انطلقت نهاية الشهر الفائت برأس الخيمة، فعاليات وأنشطة «الأكاديمية الصيفية لشباب الإمارات» التي تنظمها المؤسسة الاتحادية للشباب بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة على مستوى الدولة، حيث تنظم الأكاديمية الصيفية للشباب أكثر من 66 فعالية برأس الخيمة.
وأوضح القائمون على الفعاليات أن الأكاديمية الصيفية لشباب الإمارات، تعد أضخم مبادرة صيفية لشباب الإمارات تشارك فيها مختلف المؤسسات العالمية في تقديم دورات تدريبية، وورش عمل، ومنافسات حول مختلف الهوايات، مؤكدين أنها فرصة مثالية لاستغلال فترة الصيف في بناء القدرات، وإتمام دورات تثري رصيد المعرفة والخبرة لدى الشباب، خاصة أنها تستهدف فئات عمرية مختلفة من سن 7 حتى 35 سنة من الذكور والإناث، وذلك بهدف بناء القدرات وصقل المهارات.
وأكد الطلاب والطالبات المشاركون في الفعاليات الصيفية أن هذا العام يختلف عن الأعوام الماضية بكثافة وتنوع البرامج الصيفية وتنظيمها الناجح، وعدم اقتصارها على فئات محددة، الأمر الذي ساهم في تعزيز رصيدهم المعرفي ورفد مهاراتهم التقنية ودعم ذخيرتهم السلوكية وترسيخ قيمتي الالتزام والانضباط تحديداً، وتعميق مفهوم الانتماء للوطن، وغرس معاني الحفاظ على التراث ومنظومة القيم والتقاليد في نفوسهم، وإعادة بناء قدراتهم الجسدية والبدنية، مثنين على البرامج التدريبية العسكرية التي تخلق داخلهم قيم الولاء والانتماء للوطن وقيادته، وتسخير قواهم في حمايته وخدمته في الحاضر والمستقبل.

بناء مهارات طبية
وأوضح كل من حمد جاسم الخاطري، 16 عاماً، وعبدالله منصور الشحي، 14 سنة، المشاركين بالبرامج الصيفية، أن الفوائد التي جنياها من مشاركتهما في فعاليات المعسكر الصيفي عديدة، أهمها التدريب على الانضباط، والاحترام المتبادل مع الآخرين في الحياة العملية واليومية، مؤكدين أن المعسكر نجح في توعية الطلبة المشاركين، وهم من أعمار ومراحل دراسية مختلفة، وأن خطة المعسكر الصيفي راعت بناء مهارات طبية تتصل بحماية أنفسهم وإنقاذ المحيطين بهم ممن يتعرضون للحالات الصحية الطارئة والحوادث المختلفة، من خلال التدريب على الإسعافات الأولية، وهو ما يسهم في تعزيز قيمة مساعدة الآخرين ونجدة المحتاجين، منوهين إلى أن الهدف من المشاركة في المعسكر خدمة الوطن مستقبلاً، عبر تسخير الفوائد الكبيرة التي عادت على الطلبة المشاركين، بصورة جمة.

مطالب بتمديد المدد والنطاقات
أكد سعيد الجابري ولي أمر طلاب في مراحل سنية مختلفة إنه ينتظر كغيره من أولياء الأمور في نهاية موسم الامتحانات إلحاق أبنائه في معسكرات صيفية وأنشطة طلابية لقضاء وقت الفراغ بالأمور التي تعود عليهم بالفائدة، مشدداً على أهمية مثل هذه المعسكرات، وأن ما ينقصها هو اقتصارها على أماكن معينة في أطراف المدن، ما يعوق الوصول إليها لدى بعض الطلاب.
قالت هدى الحمادي المسؤولة بإحدى منظمات المخيمات الصيفية، حاجة المجتمع لتمديد فترات الأنشطة الصيفية لتشمل فترة الإجازة المدرسية، بحيث تنتهي في إمارة أو مدينة بعينها لتبدأ في مدينة وإمارة أخرى، بما يفيد أكبر عدد من أبنائنا الطلاب.
وقالت موزة الشميلي، عضوة بإحدى جمعيات النفع العام: إن أغلب الفعاليات والأنشطة تنظم في مركز المدينة وبعيدا عن بعض المناطق الأخرى، لافتة لأهمية وضرورة نشر هذه الأنشطة في تعزيز الرصيد المعرفي للطلاب ومهاراتهم التقنية، فضلاً عن ترسيخ قيم الانضباط والولاء للقيادة والوطن.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©