عدد اليوم
هناء الحمادي (أبوظبي)
تعمل مديرة محفظة في جهاز أبوظبي للاستثمار، فقد حصلت على شهادة في المالية وإدارة المعلومات من جامعة ويست مينستر البريطانية في التسعينيات، التحقت بعدها بفرع بنك أبوظبي الوطني في مدينة لندن البريطانية، وخلال فترة عملها، أتيحت لها الفرصة للتعرف على جهاز أبوظبي للاستثمار، ومن هنا ولد شغفها لدخول مجال الاستثمار، وكان ذلك لعدة أسباب من أهمها الدور الحيوي الذي يلعبه الاستثمار في تنويع الاقتصاد ومصادر دخل الدولة، كما أنه يوازي قطاع البترول، والذي يعد بمثابة عمود الاقتصاد الوطني تاريخياً، من حيث الأهمية.
رحلة التميز والنجاح في حياة رنا حمودي بدأت في مجال الاستثمار في الأسهم، وتقول عنها: مجالي حاليا الاستثمار في الأسهم، أما تخصصي فقد تنوع عبر السنين بين قطاعات مختلفة في المحفظة الاستثمارية الأوروبية، فبعد ولادة ابني الثالث عام 2006، انتقلت لأساهم في إنشاء محفظة «منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» الجديدة والتي إثر نجاحها، بدأنا بالعمل على محفظة جديدة لمنطقة الخليج.
إدارة المحافظ
وحول تجربتها في إدارة المحافظ الاستثمارية أضافت: بدأت تجربتي كانت ومازالت ممتعة جداً، فالعمل في المجال الاستثماري ممتع وحيوي، ولا وقت فيه للتردد في اتخاذ القرارات المالية، فالسوق لا ينتظر أحداً، ويجب علينا كخبراء استثمار أن نسبق السوق بالتكهن بما سينتج من أرباح وخسائر للشركات، فنبيع أسهم الشركات التي نتوقع لها نتائج سلبية ونستثمر في الشركات التي نتوقع لها مستقبلاً إيجابياً قد يساهم في رفع قيمة السهم. كما أن عملنا ليس روتينياً، فالمعطيات الاقتصادية والسياسية غير ثابتة وتتغير بشكل يومي، ما يستوجب علينا أن نتابع هذه المعطيات عن قرب، وأن نتخذ القرارات اللازمة قبل حدوث أي مستجدات قد تؤثر على قيمة الأسهم.
وأضافت: لي الفخر بأن أكون من أوائل العاملات في مجال الاستثمار في الجهاز منذ التسعينيات، ولكن لم يكن الأمر سهلاً في الحقيقة، فقد واجهت العديد من التحديات لدخولي في هذا المجال، فساعات العمل طويلة وممتدة على فترتين صباحية ومسائية، الأمر الذي يتطلب بذل جهد كبير للتوفيق بين البيت والعمل. كما حاولت جاهدة أن أنظم وقتي بدقة لأستطيع تأدية دوري على أكمل وجه على الصعيدين العائلي والمهني. وفي هذا الخصوص، فقد أظهر جهاز أبوظبي للاستثمار تفهماً وتعاطفاً كبيرين مع ظروف المرأة العاملة. على سبيل المثال، أعفيت كامرأة عاملة، من العمل بعد العصر أيام الجمعة، على أن أعود وأعوض هذه الساعات خلال الأسبوع، ما خلق نوعاً من التوازن الذي مكنني من الاستمرار في عملي الذي أحبه من دون التضحية بوقتي مع عائلتي. أما بالنسبة لمسيرتي المهنية في الجهاز، فقد تدرجت بالسلم الوظيفي من مساعدة محلل استثماري، إلى مديرة محفظة حالياً، والحمد الله أداء كل المحافظ التي عملت فيها كان إيجابياً.
المرأة الإماراتية
وعن وجود المرأة الإماراتية في مجال إدارة المحافظ الاستثمارية تؤكد رنا حمودي أنه في الآونة الأخيرة لاحظت زيادة في عدد النساء الإماراتيات في مجال الاستثمار، في ظل الطموح طمح لدخول عدد أكبر من النساء الإماراتيات هذا المجال لأهميته في بناء اقتصاد قوي ومتنوع، فبرأيها فإن المرأة لديها كل المؤهلات والكفاءة اللازمة للدخول في هذا المجال ولا تحتاج سوى للشغف، فمتى ما أحبت المرأة عملها، فهي قادرة على الإبداع والنجاح فيه.
نصائح استثمارية
وحول دخول المرأة في مجال الاستثمار تنصح رنا حمودي المرأة الإماراتية في الدخول لعالم الاستثمار، فمجال الاستثمار ممتع وطبيعة العمل فيه متنوعة، فالعمل يتطلب البحث في الأداء الاقتصادي للبلد الذي نتطلع الاستثمار فيه، ثم لابد أن نستنتج أي القطاعات سوف تؤدي جيداً في الحالة الاقتصادية السائدة حاليًا.
وتضيف: من بعدها نقوم بتحليل الشركات مالياً والتبين من مدى ربحيتها، فنستثمر في أسهم الشركات التي تبدو قيمتها الاستثمارية إيجابية، ونبيع الأسهم التي نتوقع لها نتائج سلبيةً. وبالطبع من الضروري أن نقوم بمتابعة الأسهم وتحركاتها بشكل دقيق لنتمكن من جني الأرباح في الوقت المناسب، فتقصي الأخبار ونتائج الشركات المدرجة جزء لا يتجزأ من العملية الاستثمارية.
