عدد اليوم
عمرو عبيد (القاهرة)
شهدت صفقة انتقال أنطوان جريزمان من أتلتيكو مدريد إلى برشلونة جدلاً كبيراً في الوسط الرياضي الإسباني، إلا أن «الديك الفرنسي» الـ 25 في تاريخ «البارسا»، تجاهل كل ما دار حوله خلال الأسابيع الماضية، وشارك في 5 مباريات ودية، ضمن استعداد «البلوجرانا» لخوض الموسم الجديد، وسجل هدفاً في آخر المباريات التحضيرية، أمام نابولي، ليبدأ في كتابة صفحة جديدة في كتاب تاريخ النجوم الفرنسيين مع العملاق «الكتالوني».
ومنذ بداية القرن العشرين، وتحديداً عام 1902، عرفت «القلعة الكتالونية» اللاعبين الفرنسيين جيداً، عندما شارك المهاجم، رينيه فينويلير، مع الفريق الأول لمدة عام واحد، حتى 1903، وكان فينويلير أحد اللاعبين المشاركين في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، في «لندن 1908»، لكنه قتل في الحرب العالمية الأولى، عن عمر ناهز الـ 34 آنذاك!
ظلت مشاركات اللاعبين الفرنسيين مع «البارسا» معدودة ومحدودة، حيث ارتدى 7 منهم قميص «البلوجرانا» حتى ستينيات القرن الماضي، ولم يصل أي منهم إلى المشاركة في 10 مباريات مع الفريق، إلا أن لوسيان مولر، لاعب الوسط الدولي، هو الأبرز في تلك الحقبة، إذ بقى في «البارسا» لمدة 3 سنوات، رغم أنه انتقل إليه من غريمه اللدود ريال مدريد، وخاض مع برشلونة كثيرا من المباريات، اختلفت المصادر في توثيقها، حيث ذكرت بعضها أنه لعب 70 مباراة، وقالت مصادر أخرى أنه تجاوز الـ 100 مباراة، ويشار إلى أنه دخل قائمة «الديوك» المشاركة في «مونديال 1966»، إلا أنه لم يلعب أي مباراة خلالها، وبعد اعتزاله اللعب، تولى تدريب برشلونة لمدة عام واحد فقط، لم يشهد أي إنجاز كبير.
وفي عام 1996، بدأ المدافع الفرنسي الدولي الشهير، لوران بلان، مسيرة قصيرة مع برشلونة، انتهت في العام التالي، قبل فوزه بلقب كأس العالم مع «الديوك» عام 1998، ورأى الأسطورة، يوهان كرويف، وقتها أن بلان سيصنع الفارق الكبير مع «البارسا» في هذه الفترة، بعد تألقه مع فريقه السابق أوكسير الفرنسي، لكن تعددت إصابات مدافع «الديوك» الدولي، وتعرض للإقصاء قبل مباريات مهمة، سواء في «الليجا» أو «يوروبا ليج»، بمسماها القديم، وهو ما عجّل برحيله عن «القلعة الكتالونية»، خاصة أن إقالة كرويف أثرت على المدافع الفرنسي بقوة، وبرغم ذلك، أضاف بلان إلى حصاده من البطولات، 3 ألقاب مع «البارسا»، هي كأس الملك الإسبانية والسوبر المحلي، بجانب اللقب الأوروبي على حساب باريس سان جيرمان.
بعد فوز «الديوك» بلقب مونديال 1998، انتقل إلى «البارسا» بعض اللاعبين الفرنسيين، لكنهم لم يتركوا الأثر المطلوب، باستثناء المهاجم لودوفيتش جيولي، الذي لعب مع فريق الأحلام خلال الفترة بين 2004 و2007، خاض خلالها 124 مباراة، وأحرز 26 هدفاً، وحصد 5 بطولات، منها لقب «الليجا» مرتين، ومثلهما في كأس السوبر، وكان الإنجاز الأكبر له هو الفوز بلقب «الشامبيونزليج» موسم 2005/2006، حيث شارك في المباراة النهائية أساسياً أمام أرسنال الإنجليزي، وخلال تلك الفترة، لعب إيمانويل بيتي، النجم الفرنسي الشهير، بطل كأس العالم و«يورو 2000»، إلا أنه ارتدى قميص «البارسا» لمدة عام واحد فقط، من دون إنجاز يُذكر، وهو ما تكرر بصورة مشابهة مع عملاق الدفاع، ليليان تورام، الذي ختم مسيرته الكروية في صفوف برشلونة، بعد كارثة اليوفي وهبوطه إلى الدرجة الثانية في إيطاليا عام 2006، ولعب بطل العالم وأوروبا مع «الديوك» لمدة عامين، لكنه لم يكن الاختيار الأول في دفاع «البلوجرانا»، واعتزل بعدها اللعب، واكتفى بالفوز بكأس السوبر الإسبانية مع الفريق.
بين أسماء فرنسية أخرى، انتقلت إلى «البارسا» في السنوات الأخيرة، يبقى جيريمي ماثيو أحد أسوأ المدافعين الذي مروا على «القلعة الكتالونية»، برغم أن إدارة النادي أنفقت 20 مليوناً من أجل ضمه من فالنسيا، بل إنها وضعت شرطاً جزائياً في عقده آنذاك، بلغ 50 مليون يورو، وعُرف ماثيو بتمركزه الكارثي وأهدافه الذاتية وارتكابه الأخطاء القاتلة، خاصة ركلات الجزاء، والغريب أن المدافع الفرنسي الدولي، الذي لعب 5 مباريات فقط بقميص فرنسا، حصد 9 ألقاب مع «البارسا»، منها دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية!
وبالطبع، يتمنى جريزمان أن يضع بصمة مؤثرة في تاريخ برشلونة، مثلما فعل مواطنه الأسطوري تيري هنري، الذي لعب لمدة 3 سنوات مع «الكتالوني»، شارك خلالها في 121 مباراة، وسجل 49 هدفاً، وحصل على 7 ألقاب، منها «الشامبيونزليج» والسوبر الأوروبي ومونديال الأندية، وكون مع ميسي وصامويل إيتو، ثلاثياً رائعاً، كان الأفضل في تاريخ «الليجا» في ذلك الوقت، بإحراز 72 هدفاً في موسم واحد، كما يضع نجم أتلتيكو السابق، تاريخ مواطنه إريك أبيدال مع برشلونة نصب عينيه، لأن الظهير الأيسر الرائع، حصد مع الفريق 15 بطولة خلال 6 سنوات، منها لقبان في دوري الأبطال، ومثلهما في كأس السوبر الأوروبية ومونديال الأندية، وهو أحد أساطير «البارسا» وأبرز اللاعبين الفرنسيين في تاريخ الفريق الإسباني.
