الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فاطمة المزروعي تنجز «لمن يهمه الأمر» وتشتغل على «العتمة»

فاطمة المزروعي تنجز «لمن يهمه الأمر» وتشتغل على «العتمة»
1 أغسطس 2010 22:13
تشتغل الكاتبة فاطمة سلطان المزروعي حالياً على إنجاز عدد من مشاريعها الكتابية في مجال القصة والرواية والنص المسرحي. وفي لقاء مع “الاتحاد” قالت إنها تستعد لإصدار مسرحيتها الأولى “الطين والزجاج” التي سبق أن فازت بها في مسابقة التأليف المسرحي التي نظمتها جمعية المسرحيين الإماراتيين عام 2008، حيث قدمت المسرحية من قبل مسرح الشارقة الوطني ونفذت على خشبة المسرح في مهرجان الشباب 2009 في دبي من إخراج حمد عبدالرزاق. وتتناول مسرحية “الطين والزجاج” موضوع الهوية والصراع بين الماضي والحاضر عبر دلالات رمزية تؤشر هذه الحالة التي من الضرورة - كما ترى فاطمة المزروعي ـ تأصيلها في الأدب والفن. وأضافت أنها تشتغل كذلك على عمل مسرحي جديد للأطفال يتناول الموروث الحكائي الشعبي في الإمارات وما يتضمن من موضوعات تناولها الفن الشعبي ضمن دلالات صاغها الراوي عن البحر والنخل والأرض وعلاقاتها بقيم المجتمع وعاداته وتقاليده. وترمز المزروعي عبر إشارات مبثوثة في المسرحية، حسب قولها، إلى الأصالة وكيفية تجليها وتمظهرها وبذلك ترسخ هذه المفاهيم في أذهان الجيل المقبل، عبر شخصيات متصارعة في النص المسرحي. وترى فاطمة المزروعي أن هذه الشخصيات من الضرورة جداً أن تكون متمثلة في الواقع إلا أن الطفل لا يستطيع أن يربط فيما بينها إلا عبر العمل الفني الذي يشاهده فينكشف بذلك تضمنها للصراع الإبداعي. كما أنجزت فاطمة المزروعي مسرحية جديدة بعنوان “إلى من يهمه الأمر” وتنحو في هذه المسرحية منحى طريقة جديدة لإثارة القضايا التي تهم المجتمع عبر تكتيك فني يعتمد الرسائل النصية في الوقت الذي تثار فيه قضية حول “رسالة فارغة” يتحقق أبطال المسرحية منها، فيظهر أنها رسالة فضائية مرسلة من كائن فضائي تشير إلى كثير من التساؤلات التي تشكك أو تؤيد وجود عالم آخر يجاورنا. وتهدف المزروعي من خلال هذه الرسالة إلى اعتمادها كمؤشر دلالي يقودنا إلى اكتشاف صراعاتنا من داخل البنية الاجتماعية وليس من خارجها الفضائي. وعلى صعيد كتابة الرواية تقول المزروعي إنها تشتغل حاليا على إنجاز رواية جديدة بعنوان مقترح وهو “العتمة”، وفي هذا الصدد تشير المزروعي إلى أن روايتها الأولى “زاوية حادة” قد تناولت فيها الطفولة بينما تتناول في روايتها الجديدة “العتمة” مرحلة المراهقة في كل تفاصيلها، بما يعني كيفية تصوير التجاوب الإنساني لفتاة مع مراهقتها ضمن عالم منضبط يعيش كل تقاليده وعاداته وأصوله التي في مجملها تضع قيوداً حتى على الرغبات البسيطة. وفي هذا الإطار تقول المزروعي “إن شخصية البطلة “سارة” تتحدث على لسانها كونها ساردة النص الروائي عن حياة المراهقة بين المدرسة والحي والمدينة والبيت والصديقات وكل ما يحيط بها من عوالم ضاغطة”. وتضيف “إن الشكل الفني الذي اتبعته هو سردي في مجمله ويتضمن حواراً داخلياً “منولوجا فرديا” باعتباره يجانس حالة البطلة وصراعاتها النفسية، حيث تتقدم الحالة من المراهقة حتى مرحلة النضج التي تدخل فيها الفتاة في قصة حب غير مقبولة اجتماعياً إلا أن “سارة” ولأنها مقتنعة بسلوكها الأخلاقي ترى أن هذه التجربة لابد أن تنجح عبر اختتامها باقترانها ممن تحب، ولكن بالرغم من ذلك فإن هذا الاقتران يفشل وبذلك تعزل من قبل عائلتها تكريساً لمفهوم القيم الاجتماعية الضاغطة”. وترى فاطمة المزروعي أن عنوان هذه الرواية “العتمة” يعد بديلاً موضوعياً أو تجسيداً للحالة التي تعيشها البطلة في خاتمة العمل الفني. وأشارت المزروعي إلى أن خوض التجارب الإنسانية قد تنجح أو تفشل وبذلك ليس من الضرورة ممارسة العقاب اللاإنساني لمجرد النجاح أو الفشل، وبذلك عبر خاتمة الرواية تكسر فاطمة المزروعي أفق توقع القارئ الذي يتأمل التقاء الحبيبين، إلا أنه يفاجأ بأن الواقع الاجتماعي يختلف عن القصة في نظرته للعالم، وهو في اختلافه يرسل إشارات مهمة على ضرورة تغييره. وتعتقد فاطمة المزروعي أن روايتها “العتمة” سوف تثير الكثير من التساؤلات بين قرائها لأن موضوعها ضمن الاهتمام الاجتماعي والإنساني أولاً، بالإضافة إلى أن المجتمع العربي عموماً لا يزال يبحث في كثير من مفاصله عن حلول ناجحة لهكذا معضلات. وسبق للمزروعي أن أصدرت ديوانها الشعري الأول “بلا عزاء” عن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ومجموعتها القصصية الأولى “ليلة عيد” عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة عام 2003 ومجموعتها القصصية الثانية “وجه أرملة فاتنة” التي ترجمت إلى الألمانية والأوردية. كما سبق ان اخرجت المخرجة منال بن عمرو فيلم “ تفاحة نورا” للروائية والشاعرة فاطمة المزروعي وقدم في مهرجان الخليج السينمائي في دبي هذا العام. وفاطمة المزروعي ولدت في أبوظبي وهي منشغلة في الفنون الإبداعية بمختلف أشكالها من قصة وشعر ومسرح وسينما وتخرجت من جامعة الإمارات العربية المتحدة في العين في مجال التاريخ وآثاره.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©