الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مايكل أونداتجي: لم أكتب رواية تغطيها الغيوم

مايكل أونداتجي: لم أكتب رواية تغطيها الغيوم
14 أغسطس 2019 00:33

إعداد وترجمة: أحمد عثمان

تنفتح رواية «ظلال على التايمز» للكاتب الكندي مايكل أونداتجي، كاتب الرواية الشهيرة «المريض الإنجليزي»، على فترة ما بعد الحرب العالمية. وقد صدرت الرواية مؤخراً عن مطبوعات لوليفييه في باريس، التي زارها أونداتجي لهذه المناسبة، وخلال الزيارة أجري معه هذا الحوار الذي يكشف عن بعض ملامح كتابته.

* ماذا عن سنوات ما بعد الحرب العالمية... هل ما زال السر والغموض موجودين حتى اليوم؟
** في الواقع، تلك مرحلة مهمة ولغزَويَّة تاريخياً بما أن السر الخفي الذي وجد خلال الحرب لم يظهر بعد. أفكر، مثلاً، في العائلات، وبالتحديد في الأطفال، حينما حل السلام، كما أفكر في المهن التي مورست خلالها واختفت بغتة.
* هل من الممكن الكلام عن رواية مناخية؟
** لم أقل أبداً لنفسي إنني سأكتب رواية مناخية، رواية تغطيها الغيوم. لا أفكر مقدماً فيما سأقدم عليه. في المقابل، هناك مشاهد، تحديداً تلك التي يتطلع الراوي فيها إلى الخارج عبر نافذة الباص، ذلك الخارج المطبوع بشيء من المناخ. الشخصية تلاحظ أناساً يستعيدون حياتهم من جديد: حياة بعيدة عن الحرب وعن المخاطر التي عرفوها. المشاعر تثير اهتمامي دوماً عن المناخ، حتى وإن نشأ أحدهما من الآخر، والعكس.
* عند قراءة روايتك، من الممكن التفكير في ديكنز أو هنري جيمس. هل ترى ذلك تعسفاً؟
** لا أشعر بكوني قريباً من هنري جيمس، وإنما من ديكنز. في فصل من إحدى رواياته، وصف الأجساد التي تنبجس من نهر التايمز. قلت في نفسي، إذاً كان يستطيع الكتابة عن التايمز، سأسمح لنفسي بالكتابة أيضاً.
* مسار الرواية متعرج. نشم بلا انقطاع رائحة الأحجية. سحر السرد القوي يمتلك الشعور بالتهديد المستمر، وفي الحقيقة هناك شخصيات غامضة تقوم بدور خير.
** أهتم بالكشف عن الطريقة التي تطور الشخصيات عندما أتقدم في تكوين نصي. لا أعرفها منذ البداية. إحدى شخصياتي، دارد (لسان الحية)، يتغير دوماً. في البداية، غامض، ثم يصبح معقداً. في منتصف الرواية، نراه قادراً على الشفقة، على عكس بدايته. إذن، أبدأ بشخصيات بسيطة نسبياً، تتكثف مع مرور الوقت. أفكر أيضاً في الأم والأخت ومن أسميتها «بابيون» (فراشة)، التي ستتبدى بعد ذاك متأمرة.
* هل يتعلق الأمر برواية تدريبية؟ البطلان سيتلاقيان بعد كثير من الحوادث غير المتوقعة...
** لست متأكداً من كوننا نستطيع الكلام عن رواية تدريبية بالمعنى الضيق. بالتأكيد، اعتدت على قراءة وكتابة نصوص من هذا النوع. من الصحيح أن البطلين يتطوران عبر الأحداث.
* يكشف الأسلوب عن نثر غامض، مع تغيرات شعرية. ما هي حصة الشاعر في هذه الكتابة؟
** لا أحب النثر الشعري. ليس لدي أي طموح لكي أكون روائياً شعرياً. بكتابة الشعر، تعلمت أن أكون دقيقاً. إذا كان البعض يريد الكشف عن التأثير في روايتي، فعليه البحث في البنية والدقة التي أنتهجها في اختيار الكلمات.
* هل يعتبر تصور الحبكة الأهم بالنسبة لك؟
** لا أفكر في أي حبكة. أكتشفها أولاً بأول مع الكتابة. أعتقد أنه من الخيانة معرفة الطريق قبل الذهاب إليه. أحب أن يكون هناك توترات. والتوتر في الكتابة يجب أن يكون مساوياً لما يشعر به القارئ حينما يقلب صفحات الرواية. بالنسبة لـ«ظلال على التايمز»، لا أعرف سوى شيئين: أين؟ في لندن. متى؟ في عام 1945. هو ذا كل شيء. أستعمل أيضاً بعض الإشارات التي تعينني في البداية. هنا، طفلان، أخ وأخته، هجرهما الأبوان. بالنسبة «للمريض الإنجليزي»، مثلاً، يتعلق الأمر بمريض في فراشه يتبادل الأحاديث مع ممرضة. الباقي، أكتشفه بالكتابة.

(*) Muriel Steinmetz, Michael Ondaatje «Pour moi, l›espoir est du côté des choses de l›esprit», L›Humanité, Jeudi, 2 Mai, 2019

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©