الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإعلام الأميركي: تركيا في عهد أردوغان لا يمكن الوثوق بها

الإعلام الأميركي: تركيا في عهد أردوغان لا يمكن الوثوق بها
13 أغسطس 2019 23:59

شادي صلاح الدين (لندن)

تسببت علاقة النظام التركي بجماعة الإخوان الإرهابية، والنظام الإيراني في تدهور علاقته بالولايات المتحدة الأميركية، ضمن عدة أمور أخرى أزاحت تركيا من قائمة أصدقاء واشنطن. وذكر تحليل لصحيفة «واشنطن تايمز» أن تركيا عضو في حلف الناتو، وكانت حليفاً وصديقاً جيداً للولايات المتحدة لسنوات عدة. ولكن ذلك لم يعد صحيحاً، حيث تنتقد تركيا تجميد الولايات المتحدة لأصول فنزويلا، مشيراً إلى أن تركيا كانت في السابق تشعر بقلق شديد من روسيا، ونتيجة لذلك، كانت حليفاً مقرباً من الولايات المتحدة ضد التوسع الشيوعي، وساعدت واشنطن بشكل كبير خلال الحرب الكورية.
وأضافت الصحيفة أن أنقرة خانت الولايات المتحدة خلال حرب الخليج، عندما تخلت عن تعهدها وأجبرت القوات العسكرية على مهاجمة الجيش العراقي في الكويت فقط من الجنوب، بينما كان الانتصار سيصبح سريعاً لو أن تركيا حافظت على وعدها.
وقالت: اشترت تركيا مؤخراً صواريخ روسية مضادة للطائرات، وحذر الرئيس الأميركي ترامب من ذلك، ثم ألغى بيع الطائرات الحربية الأميركية F-35 الحديثة إلى تركيا، وتم ذلك لأن تركيا مع صديقها الجديد روسيا قد تكون قادرة على تحسين فعالية تلك الصواريخ الروسية إس 400 بمجرد امتلاكها تلك الصواريخ والطائرات.
ومن الناحية السياسية، دعمت تركيا حماس والإخوان، وكلتا المنظمتين إرهابيتان، وهو ما وضع العلاقة مع واشنطن في مأزق. كما ساءت علاقاتها مع اليونان، وهي دولة صديقة للاتحاد الأوروبي وللولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، زادت من حجم رفضها للإبادة الجماعية ضد الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى وبعدها. وقالت الصحيفة: باختصار، لم تعد تركيا في ظل الحكومة الحالية صديقة للولايات المتحدة، ولا يمكن الوثوق بها.
وأضافت: المشكلة الآن هي أن تركيا على استعداد لمساعدة داعش في شمال سوريا في منطقة تسيطر عليها القوات الكردية وعدد قليل من الحلفاء، مشددة على أن أميركا ملزمة بمنع عودة تنظيم داعش إلى السلطة وضمان عدم قتل الجنود الأكراد الذين وقفوا بجانب الولايات المتحدة.
من جانبها ألقت مجلة «فرونت بيج ماجازين» الأميركية الضوء على تطورات العلاقة السلبية بين الولايات المتحدة وتركيا، وخاصة بعد التقارب المعلن بين النظام الإيراني والتركي، والخطر الذي يمثله التوجهات التوسعية للثنائي على منطقة الشرق الأوسط ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة.
وأضافت المجلة أن تركيا، التي كانت ذات يوم حصنا لحلف الناتو ضد المغامرة السوفييتية، أصبحت الآن مصدر قلق بالغ للغرب. ومعظمها يتعلق بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو «متعجرف»، و«زعيم دكتاتوري»، وفقا للمجلة الأميركية، التي أضافت أنه عزز قوته من خلال التقرب من الإخوان ومن القوميين، مع أحلام قيادة العالم الإسلامي السني. وابتعد عن الجمهورية التي بناها أتاتورك (مؤسس تركيا الحديثة)، وفي السنوات الأخيرة ابتعد عن الغرب، بينما احتضن الجماعات المتطرفة، بما في ذلك إيران. وهو يتعاون مع إيران وروسيا في سوريا، بينما يواجه الولايات المتحدة بتهديدات بتدمير حلفاء واشنطن، «الأكراد»، الذين ساعدوا الولايات المتحدة على هزيمة داعش.
ويبدو من الواضح بشكل متزايد أنه إذا تحولت الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة وإيران إلى حرب، فإن تركيا التي ينتمي إليها أردوغان قد لا تفي بتعهدها بالدفاع المشترك بموجب المادة 5 من ميثاق الناتو. وأصبح أردوغان أحد أكثر المعارضين صراحة للعقوبات الأميركية ضد إيران. وقرار أردوغان بشراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي إس 400 زاد من عزلته عن الولايات المتحدة وحلف الناتو.
وشددت على أن التقارب الإيراني التركي، والتوجهات المتطرفة التي ينتهجها الرئيس رجب طيب أردوغان وعلاقته بالتنظيمات الإرهابية، وخاصة جماعة الإخوان، تثير تساؤلات جمة حول الفلك الذي يدور فيه النظام التركي ومستقبل علاقاته بالغرب بشكل عام، وبالناتو والولايات المتحدة بشكل خاص.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©