الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصبّار··· أسطورة الشّفاء

الصبّار··· أسطورة الشّفاء
27 يناير 2006

إعداد- مريم أحمد:
يُعَدّ نبات الصبار من أقدم النباتات الطبية التي عرفها الإنسان منذ القِدَم· وكان المصريون القدماء يضيفونه إلى وصفات التجميل، ويستخدمونه كذلك في عملية التحنيط المُتقنة التي عُرِفوا بها· كما استعمل الفراعنة عصير الصبار عن طريق الفم كمشروب لإزالة عسر الطمث والصفراء وكمُليّن للأمعاء الغليظة، واستعملوه دهانا على الجلد لعلاج تقرحات العينين وفوق الجروح والحروق بغرض سرعة شفائها· ويقال إن سر جمال كليوباترا هو استعمالها لعصارة الصبار كدِهان لبشرتها· أما الإغريق، فقد كانوا يستعينون به في علاج أمراض عديدة باطنية، وأخرى خارجية· ليس هذا فحسب، بل اعتبره الأطباء الصينيون القدماء أحد أهم النباتات الطبية ذات الخصائص العلاجية والشفائية المتعددة، وكانوا يُطلقون عليه اسم 'الدواء المتناغم'· إلى ذلك كان الهنود الحُمر في أميركا يتناولونه لعلاج عدد من المشاكل الهضمية والباطنية· الجدير بالذكر أنه يُطلق على الصبار في الولايات المتحدة تسمية رائعة هي 'المُداوي الصامت'، وفي روسيا يدعى الصبار 'إكسير الحياة المديدة'·
النبتة المعجزة
يطلق على الصبار اسم ' النبتة المُعجزة '، وكذلك ' المُعالِج الطبيعي '· وهو من النباتات التي تنمو في البلدان ذات المناخ الحار والجاف، ويُعْرَف الصبار بأوراقه السميكة ذات الأشواك الإبرية والأزهار الصغيرة الجميلة· ومما تجدر الإشارة إليه أن هناك ما يزيد عن المائتي نوع من الصبار، لكن نوعا واحدا منها فقط هو الذي تنطبق عليه تسمية 'المُعالِج الطبيعي '، وهو النوع الذي يُطلق عليه اسم 'الصبار الحقيقي'، أو "Aloe Vera ". وهو نفسه الذي استخدمه الإنسان منذ قديم الزمان، واستفاد من خصائصه العلاجية والجمالية·
تاريخ وحقائق
تُشير السجلات التاريخية الطبية القديمة إلى أن الإنسان عرف الصبار منذ قرون عدة· ويُذكر أن معرفة البشر لخصائصه العلاجية والطبية قد بدأت منذ ما يزيد عن الخمسة آلاف عام· وتشير المراجع المختلفة إلى أنه تم اكتشاف الصبار لأول مرة في عام 1862 حيث كان مذكورا في إحدى أوراق البردي المصرية، التي يعود تاريخها إلى عام 1500 قبل الميلاد، والتي حملت كلاما مكتوبا عن خصائص الصبار· وفي الفلبين، نجد أن السكان يستخدمونه مع الحليب لعلاج أمراض الكلى·
وتقول الأساطير أن الإسكندر الأكبر كان قد أقدم على غزو جزيرة سوقطرة بالتحديد ليؤمن احتياجاته من الصبار الذي كان يُستخدم آنذاك لعلاج الجروح التي يُصاب بها جنوده في المعارك·
الفوائد والعلاج
بالرغم من التقدم الهائل الذي يشهده الطب وصناعة العقاقير والأدوية، والفعالية العالية التي تتسم بها تلك العقاقير لعلاج عدد كبير لا يُحصى من الأمراض والعِلل في عصرنا الحالي، إلا أن الاستخدام الطويل الأمد لتلك العقاقير الطبية من شأنه أن يُسبب عددا من الآثار الجانبية غير المرغوبة والمزعجة في الوقت نفسه· وكنتيجة طبيعية لذلك، نجد أن الأطباء والمرضى على حد سواء قد عادوا للطبيعة بحثا عن عناصرها ذات الخصائص العلاجية التي أهملوها كثيرا· ومن بين تلك العناصر الطبيعية نبات الصبار الذي يستخلص منه العصير السحري الذي يُطلق عليه 'عصارة الصبر'، وكذلك جِل الصبار الشهير بخصائصه العلاجية المتعددة· لكن من الضروري الإشارة إلى أن الجزء المهم من الصبار هو الورقة الخضراء التي تتكون من أربع طبقات· الطبقة الأولى عبارة عن طبقة واقية للورقة· أما الطبقة الثانية، فيطلق عليها اسم 'طبقة النُّسغ' التي تحوي السائل الذي يجري في أوعية النبات· ومن ثم تأتي الطبقة الثالثة، والرابعة التي تعد طبقة الجل-وهو الجزء الداخلي للورقة، والذي يتم تقطيعه لشرائح لاستخلاص جِل الصبار الشهير بخصائصه العلاجية الرائعة· ومما يجب التنبيه إليه أن هناك خَلْطًا بين جِل الصبار وبين عُصارته حيث تعتقد الأغلبية العظمى من الناس أنهما شيء واحد، لكن ذلك غير صحيح· ويذكر أن الجل هو الجزء الداخلي للورقة، أما العصارة فهي النسغ السائل اللاذع الذي يوجد تحت قشرة ورقة الصبار· ولكلاهما فوائده العلاجية والجمالية المختلفة·
من الثابت علميا أن الصبار يمد الجسم بعدد كبير من الفيتامينات والأملاح الضرورية، كما يمده بعدد لا يقل عن ثمانية عشر نوعا مفيدا من الأحماض الأمينية الضرورية للجسم· كما أنه يحتوي على عدد من فيتامينات ' B ' المركبة، وعلى كل من فيتامين ' C '، والكالسيوم، والبوتاسيوم، الصوديوم، الزنك، والمنجنيز، والمغنيسيوم، وغيرها من الأملاح المعدنية الهامة والضرورية لصحة أفضل· علاوة على أن الصبار يحوي موادا هامة ذات خصائص مضادة للالتهاب، أو مسكنة للآلام، وذات فائدة كبيرة لعلاج أمراض القناة الهضمية والمعوية، والتهابات البشرة والجلد·
واكتشف فريق من الباحثين أن جل الصبار، وهو الهُلام المستخرج من ورقة نبات الصبار، يساعد في معالجة قرحة المعدة والأمعاء، ويساعد كذلك في الوقاية منها· ويعتقد الباحثون أن هذا النبات قد يكون مفيداً بشكل خاص في حالات القرحة التي تنتج عن تناول الأدوية المضادة للالتهاب من غير فصيلة الكورتيزون· كما توصلت نتائج الدراسات العلمية إلى أن الصبار قد أثبت فعاليته المضادة للألم، لذا كان يُستخدم منذ القدم، ولا يزال، لمعالجة الحروق وأمراض الجلد بما في ذلك الجرب وحروق الشمس ولسعات الحشرات· علاوة على ذلك، يستخدم نبات الصبار كعنصر رئيسي في مواد ومستحضرات التجميل لأنه يتصف بدرجة حامضية وقاعدية شبيهة بدرجة حامضية وقاعدية الجلد· ويعتقد بعض الخبراء أن الصبار يعزز من القدرة المناعية للجسم·
وأثبتت دراسة علمية أُجْرِيت في عام 1995 على مرضى السكر أن للصبار تأثيرا إيجابيا على مستوى سكر الدم· وتوصلت دراسة أخرى إلى أن تناول ملء ملعقة شاي من عصير الصبار الطازج مرتين في اليوم يقلل من نسبة الدهون الثلاثية، وسكر الدم· فضلا عن ذلك، أثبتت دراسات عديدة أن للصبار فوائد جمة على البشرة، وهذا ما أكدته التجارب العملية الفردية منذ القدم وحتى يومنا الحالي، فالصبار يعد من المرطبات الطبيعية للبشرة، ومُعالج فعّال لحب الشباب والبثور، ومغذي ومُنَعّم ممتاز للبشرة حيث يعمل على تجديد خلاياها، ويعمل كذلك على تفتيح الهالات الداكنة والسوداء في جميع أجزاء الجسم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©