الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

السوق الشعبي.. عطر الأصالة في "مهرجان سلطان بن زايد التراثي"

السوق الشعبي.. عطر الأصالة في "مهرجان سلطان بن زايد التراثي"
22 يناير 2019 02:35

أشرف جمعة (أبوظبي)

يحفل مهرجان سلطان بن زايد التراثي بالعديد من الأنشطة التراثية التي تمثل الوجه المضيء للموروث الشعبي الإماراتي الأصيل، ومن ضمن الأنشطة التي تستقطب الزوار، وتعد من المحطات المهمة في المهرجان «السوق الشعبي» الذي يزدهي في حلته الجديدة بالدكاكين التراثية العامرة بألوان المشغولات اليدوية والصناعات التقليدية والمعروضات، المتنوعة من الملابس التراثية والمأكولات الشعبية ومنتجات القهوة العربية، التي تحظى بإقبال كبير، وجانب من الفنون التراثية المتمثلة في صناعة السيوف واللوحات، التي تجسد المعالم التراثية، إلى جانب دكاكين العطور والدخون، وهو ما يشكل لوحة متكاملة العناصر والظلال، فضلاً عن تدفق الزوار، الذين عمروا أروقة المهرجان بحضورهم الكثيف واحتفائهم بالمنتجات التراثية، ومن ثم اقتناء ما يناسبهم. فالمهرجان يحمل رسالة التراث، ويحافظ على مفرداته، ويمنح الجيل الجديد فرصة للتعرف إلى حياة الماضي في ظل العادات والتقاليد، التي تميز الشخصية الإماراتية عبر التاريخ، ويحظى المهرجان برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات.

منطقة الحرف
يقول نائب لجنة السوق الشعبي في المهرجان راشد خادم الرميثي: يشكل السوق الشعبي لوحة معبرة كونه يحتوي على 70 دكاناً تراثياً وتتنوع المعروضات، حيث تتمحور في الدخون والعطور والأكسسوارات التراثية، والمنتجات المصنوعة من الخوص، فضلاً عن الملابس التراثية للرجال والنساء والأطفال، كما تعرض أيضاً العديد من الدكاكين الأطعمة الشعبية المعروفة في الدولة. وفي دورة هذا العام من المهرجانات ازداد عدد هذه الدكاكين، خصوصاً أن وجبات الطبخ الشعبي تستقطب الكثير من الزوار، الكبار والصغار، وهو ما يشكل لوناً من الحفاظ على الموروث الشعبي الأصيل، بالإضافة إلى منطقة الحرف التي تعبر عن ملتقى لمهارات حرفيات مركز السمحة التراثي التابع لنادي تراث الإمارات.
ويضم السوق الشعبي جلسات للزوار، ومكتبة مركز زايد للدراسات والبحوث، ومعرضاً لمقتنيات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وتشارك العديد من الجهات في المهرجان، ويبرز أيضاً اهتمام العديد من هواة جمع المقتنيات التراثية وأصحاب الصناعات التقليدية، كما يشمل السوق الشعبي ركن البيئة البحرية الذي يستقطب طلاب المدارس والجمهور المتنوع من الزوار الأجانب، بالإضافة إلى برنامج الزيارات المدرسية، وهو ما يجعل السوق الشعبي في حالة حراك دائم، إذ يستقطب يومياً عدداً كبيراً من الزوار من محبي الموروث الشعبي الأصيل.

مريم عبدالله تعرض الدخون والعطور في المهرجان (تصوير حميد شاهول)

مشهد تراثي
وتذكر سكينة زعزاع زائرة، أن السوق الشعبي له خصوصية لكونه يحتوي على منتجات تعبر عن الأصالة في ثوب عصري، موضحة أنها على الرغم من بعد المكان، إلا أنها تحضر بشكل يومي للمهرجان من أجل المشاركة في هذا العرس التراثي، فهي لديها اهتمامات تراثية متعددة وشغف بالتعرف إلى الموروث الشعبي الإماراتي لافتة إلى أنها تتجول يومياً في السوق التراثي، وتجلس إلى جوار الحرفيات، وتحاول أن تتعلم بعض الطرق الفنية لعمل الكاجوجة والغزل والتشكيل بالخوص، وترى أن المهرجان له حضوره المتميز في المشهد التراثي، لأنه جامع لكل ألوان التراث الشعبي، ويعبر عن حياة الآباء والأجداد وتقاليدهم العريقة.

ملابس تقليدية
وأوضحت نصرة الدرعي أنها تحرص على المشاركة في المهرجان بشكل دائم، خصوصاً أنها تعرض مجموعة من الملابس التراثية للصغار والكبار، خاصة كنادير الأطفال من الأولاد والبنات وبعض العبايات الحريمي، ولفتت إلى أن الزوار يتدفقون على السوق الشعبي، طلباً لمثل هذه المعروضات، خاصة أن الكثير من الأسر تحرص على أن يرتدي أبناؤها الأزياء التراثية في المناسبات والمهرجانات المختصة بالموروث الشعبي الأصيل. وتشير إلى أن هذه الملابس يتم تصميمها بروح التراث لتحاكي ما كان يلبس في الماضي، وتحرص على أن تكون مناسبة للأجواء المحلية، وهو ما يجعل الإقبال عليها كبيراً، لافتة إلى أن الأطفال يأتون إلى دكانها ويتخيرون ملابسهم وهم في حالة من الفرح والسعادة، وهو ما يؤكد دور المهرجان في الحفاظ على روح الموروث الشعبي الإماراتي الأصيل.

منتجات الخوص
وأعربت أنيسة سليمان مدى عن سعادتها بالمشاركة في المهرجان في نسخته الحالية، وحرصها على الحضور، خاصة أنها تنقل خبرتها للجيل الجديد، وتقدم منتجات تعبر عن الأصالة، موضحة أنها تعرض منتجات الخوص داخل دكانها وأن الكثير من الزوار يفضلون انتقاء بعض المشغولات اليدوية مثل الجفير والسرود والمهفة، وغيرها من الأدوات المنزلية الأخرى، مشيرة إلى أنها تعمل على تشكيل الخوص بشكل يدوي وتقليدي خالص، فقد تعلمت هذه المهنة من أسرتها، وهو ما يجعلها تعمل على الحفاظ عليها، ومن ثم نقلها للجيل الجديد، حتى تظل حرف الأجداد ومهنهم موجودة على امتداد الزمن، خصوصاً أن المهرجان يسعى إلى ترسيخ القيم التراثية في أذهان أبناء الوطن، ومن ثم ربط الأبناء بالماضي.

توافد طلاب المدارس لزيارة الفعاليات

لوحات تراثية
ويحرص الفنان عز الدين على عرض الكثير من أعماله التي ينفذها بشكل تراثي مثل السيوف والخناجر، فضلاً عن عرض لوحات تراثية يرسمها للمواقع التراثية والشهيرة، ولفت إلى أن المهرجان يشجع على استقطاب الفنانين، وهو ما يجعله يتفاعل مع الجمهو، الذي يتابع أعماله، ويستفسر عن الطريقة التي يصنع بها السيوف، والتي ينقش عليها آيات قرآنية وأبياتاً شعرية.

دخون وعطور تفوح في الأجواء
في مدخل السوق الشعبي حرصت مريم عبدالله على المشاركة في المهرجان، خصوصاً أنها لم تنقطع عن المهرجان في الدورات السابقة، حيث تعرض في دكانها الدخون وخلطات من العطر الذي تعمل على تركيبه بطريقة محلية، وهو ما يجعله مميزاً، فضلاً عن أنها تعرض أيضاً اللبان المعطر واللبان بحبة البركة وآخر بالعود وورد ومسك، لافتة إلى أن المهرجان يزدهر عاماً بعد آخر، فهو يمثل محطة مهمة للموروث الشعبي الإماراتي الذي يحظى باهتمام محلي وعربي ودولي، وهو ما يجعل من المشاركة في الفعاليات أمراً مهماً، خصوصاً للعارضين الذين يجدون إقبالاً كبيراً من الزوار الذين يأتون من كل مكان للتفاعل مع هذا العرس التراثي العريق.
وتشير إلى أنها تحاول أن تقدم منتجات تعبر عن البيئة الإماراتية، خصوصاً أن العطور والدخون والخلطات العطرية المحلية لها شكل مختلف، وتعبر عن الأصالة، وترى أن المهرجان في حلته هذا العام مميز، ويحمل رسالة عميقة للجيل الجديد من أجل الحفاظ على إرث الأجداد.

برنامج للزيارات المدرسية
يقول أحمد الرميثي، مشرف برنامج الزيارات المدرسية: يزور طلاب المدارس بشكل يومي المهرجان، ومن ثم يتم توفير كل شيء، من أجل أن يعيش الطلاب لحظات ممتعة مع مفردات الموروث الشعبي الإماراتي، ويتم توزيع هدايا عليهم، ومن ثم مرافقتهم إلى أماكن الفعاليات والأنشطة وتقديم الشرح حول الحرف والمعروضات، ليستمتع الصغار بأوقات مبهجة في المهرجان.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©