عدد اليوم
حسونة الطيب (أبوظبي)
ربما يكون اختفاء هدير محركات السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري، من على الطرقات ليس ببعيد، لتخلفها محركات تعمل بالكهرباء لا يسمعها حتى من يقف خلف مقودها أو من يسترق السمع إليها، حيث تستثمر 29 شركة لصناعة السيارات حول العالم، ما لا يقل عن 300 مليار دولار في السيارات الكهربائية، 45% من هذه الاستثمارات في الصين وحدها، بحسب موقع «أويل برايس» الأميركي.
وتخطط الشركات العالمية، لموجة غير مسبوقة من عمليات الإنفاق، بهدف تطوير وإنتاج البطاريات والسيارات التي تعمل بالكهرباء خلال خمس إلى عشر سنوات مقبلة، وفقاً لتحليل أعدته «رويترز» بناء على بيانات جمعتها من هذه الشركات.
وما يدفع هذه الشركات لاستثمار هذا المبلغ الكبير، اهتمامها بقضايا البيئة ولسياسة الحكومات، مدعومة بالتقدم التقني السريع الذي خفض تكلفة البطاريات، بجانب المسافة التي تقطعها هذه السيارات والزمن الذي تستغرقه عملية الشحن الواحدة، وتعتبر وتيرة إنفاق القطاع، التي يجيء معظمها من شركة «فولكس فاجن» الألمانية، أكبر من اقتصاد شيلي أو مصر.
ومن المرجح، إنفاق جزء كبير من هذه الميزانية، ما يزيد على 135 مليار دولار، في الصين وحدها، التي تبذل جهوداً كبيرة في إنتاج السيارات الكهربائية ومبيعاتها، من خلال نظم ومبادرات ومحفزات حكومية.
وأجرت وكالة «رويترز»، تحليلاً للميزانيات التي أعدتها شركات صناعة السيارات في أميركا والصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند وألمانيا وفرنسا، علماً بأن هذه الميزانيات لا تعكس الاستثمارات وعمليات الشراء المخطط لها والتي لم يعلن عنها بعد. ورجحت، تجاوز حجم الأموال التي تم إنفاقها في عمليات البحث والتطوير والهندسة ومعدات الإنتاج والمشتريات، الرقم الذي تم الإعلان عنه بكثير.
وفي ألمانيا، أعلنت «فولكس فاجن» في ديسمبر الماضي، عن مبادرات للمركبات الكهربائية، تنفق بموجبها نحو 34 مليار دولار في شراء البطاريات حتى عام 2025. وتخطط الشركة، بحلول ذلك العام، لإنتاج 50 موديلاً يعمل بالبطاريات و30 من الهجين، بينها 12 موديلاً كهربائياً لشركة أ«ودي». ويتوقع، طرح «فولكس فاجن»، فئات من السيارات الكهربائية ضمن 300 موديل لمحفظتها العالمية المكونة من 12 علامة تجارية، تشمل 15 مليون سيارة خارج هذه المنظومة بحلول 2025.
وتخطط «فولكس فاجن»، لاستثمار نحو 17 مليار دولار بحلول 2022 مع شركاء صينيين، «سياك موتور» ومجموعة «فاو» و«جاك موتورز»، لإنتاج سيارات كهربائية. ويقدر إجمالي استثمارات الشركة بنحو 91 مليار دولار، 57 ملياراً منها على البطاريات فقط، بينما تبلغ حصة الصين 45.5 مليار دولار.
كما تنوي ديملر، الكشف عن 130 موديلاً من السيارات الكهربائية، بما فيها هجين وأخرى تعمل بخلايا الوقود بحلول 2030، مخصصة ميزانية تصل إلى 30 مليار دولار للبطاريات. وبحلول 2020، تتحول فئة السيارات الذكية للعمل بالكهرباء كلياً، بينما تضيف الشركة، شاحنات وسيارات نصف نقل لأسطولها من السيارات الكهربائية.
وتستثمر الشركة 1.9 مليار دولار، شراكة مع مجموعة «بايك» الصينية القابضة. ويقدر إجمالي استثمارات «ديملر»، بنحو 42 مليار دولار، 30 ملياراً منها للبطاريات فقط، تذهب 21.95 مليار دولار منها للصين.
وتنوي «بي إم دبليو»، إنتاج 12 موديلاً من السيارات الكهربائية و13 أخرى هجين، مع استثمار نحو 340 مليون دولار في مصنع في منطقة ليبزج لهذا النوع من السيارات وآخر في ميونيخ للبطاريات باستثمار 225 مليون دولار. ويقدر إجمالي استثمارات الشركة في هذا القطاع بنحو 6.5 مليار دولار.
وفي كوريا الجنوبية، تستثمر هيونداي وكيا، 20 مليار دولار في غضون 5 سنوات، في سيارات كهربائية وذاتية القيادة، بجانب البطاريات. وبحلول 2025، تتطلع الشركة، لطرح 14 موديلاً تعمل بالكهرباء و12 هجيناً و2 تعمل بخلايا الوقود. وتنفق الشركة نحو 6.7 مليارات دولار في إنتاج سيارات خلايا الوقود.
وفي الصين، تسعى «شانجان موتورز»، لوقف مبيعات المحركات ذات الاحتراق الداخلي بحلول 2025، وطرح 21 من الموديلات الهجين الجديدة. وتقدر ميزانيتها المُعدة لإنتاج السيارات الكهربائية نحو 15 مليار دولار.
وتعمل «جريت وول»، لاستثمار نحو 8 مليارات دولار خلال السنوات العشر المقبلة، لتطوير سيارات هجين وكهربائية في الصين، بالشراكة مع «بي إم دبليو».
تطرح مجموعة «قوانغتشو» للسيارات، 10 موديلات من السيارات الكهربائية والهجين بحلول العام المقبل، حيث تتعاون مع شركة «بي واي دي»، لإنتاج حافلات تعمل بالكهرباء، وبناء مجمع صناعي لإنتاج وتطوير السيارات الكهربائية باستثمارات تصل إلى 6.5 مليار دولار.
تدخل شركة «أنهوي جيانجهواي» للسيارات «جاك»، في شراكة مع «فولكس فاجن»، لإنتاج وبيع سيارات كهربائية في الصين. ويقدر استثمارات الشركة في القطاع بنحو 6 مليارات دولار.
وتستثمر «جيلي» الصينية، 5 مليارات دولار في مركز جديد لصناعة السيارات الكهربائية في الصين. كما تدخل في شراكة مع، «كاندي» الهندسية الهندية، لإنتاج سيارات قليلة التكلفة تعمل بالكهرباء.
وتنفق «سايك موتور» الصينية، نحو 3.8 مليار دولار في تطوير سيارات كهربائية وهجين حتى 2020. وتعمل بالشراكة مع «جنرال موتورز» في تطوير البطاريات. كما تعقد أيضاً، شراكة مع «فولكس فاجن»، لإنشاء مصنع جديد للسيارات الكهربائية في الصين، برأس مال قدره 2.45 مليار دولار.
من المتوقع، أن تبدأ شركة «دونغ فينغ» «دي إف إم» الصينية، إنتاج سياراتها الكهربائية خلال العام الجاري، بالاشتراك مع شركة «رينو نيسان». وتخطط الشركة، لطرح 40 موديلاً تعمل بالكهرباء بحلول 2023، باستثمارات تصل إلى 4.5 مليار دولار. تعكف «بي واي دي»، على إنفاق نحو 3 مليارات دولار، لزيادة سعة إنتاجها من البطاريات، بأربعة أضعاف في الصين. وتعمل الشركة، بالتعاون مع «ديملر»، على زيادة استثماراتهما في مشروع السيارات الكهربائية مقابل 60 مليون دولار لكل طرف.
تنوي مجموعة «بايك» الصينية القابضة، لوقف مبيعات محركات الاحتراق الداخلي بحلول 2025، حيث تقوم في الوقت الراهن ببيع سياراتها التي تعمل بالكهرباء من خلال شريكتها «بي جي إي إف». وتستثمر الشركة، بالتعاون مع «ديملر» 1.9 مليار دولار، في تطوير هذه السيارات، في حين تتركز شراكتها مع «بي جي إي إف»، في إنتاج 500 ألف سيارة كهربائية سنوياً لغاية 2022.
ويعتمد مستقبل شركة «شيري» الصينية فيما يتعلق بالسيارات الكهربائية والهجين، على منصة جديدة يتم بيع منتجاتها تحت علامة «إكسيد» التجارية، باستثمارات تقدر بنحو 435 مليون دولار.
عقدت شركة «فاو» الصينية، شراكة مع «أودي» في 2017، تعمل بموجبها على بناء وتطوير سيارات كهربائية في الصين، كما تتعاون الشركة، مع «تويوتا»، لإنتاج سيارات هجين باستثمار 250 مليون دولار. ومن المتوقع، كشف الشركة، عن 15 سيارة كهربائية من موديل «هانجوي» الفاخر بحلول 2025.
في غضون ذلك، أعلنت فورد الأميركية، أنها ستطلق 24 من موديلات السيارات الهجين و16 من التي تعمل بالبطاريات بحلول 2022، كما أكدت، اعتماد 70% من سياراتها في الصين، على محركات كهربائية بحلول 2025، مع استثمار مشترك في هذا الصدد مع «زوتي» الصينية قدره 750 مليون دولار. يقدر إجمالي استثمار الشركة في السيارات الكهربائية، بنحو 11 مليار دولار.
علاوة على ذلك، تخطط «فيات كرايزلر» بحلول 2022، لطرح 10 موديلات من سيارات الجيب الهجين و4 تعمل بالكهرباء. كما ستطلق «مازراتي»، 8 موديلات هجين و4 كهربائية في 2022، في حين تحول «ألفا روميو»، خط إنتاجها بالكامل للسيارات كهربائية. وتصل استثمارات الشركة في هذا المجال، إلى 10 مليارات دولار.
أما شركة «تيسلا»، المختصة في إنتاج السيارات الكهربائية فقط، فخصصت 5 مليارات دولار لإنفاق رأس المال خلال السنة المالية 2020 -2019. وأعلنت الشركة عن بلوغ تكلفة مصنع الصين لإنتاج البطاريات الكهربائية، نحو 5 مليارات دولار، ليناهز إجمالي استثماراتها 10 مليارات دولار.
وتخطط «جنرال موتورز»، لطرح 23 موديلاً من السيارات الكهربائية بحلول 2023، في حين تقدم فئات تعمل بالكهرباء من كافة موديلات «شيفروليه» و«بويك» و«كاديلاك»، في الصين بحلول 2025. وبالتعاون مع «سايك موتور» الصينية، تسعى جنرال موتورز، لإنتاج وحدات بطاريات كهربائية في الصين. ولإنتاج سيارات كهربائية ونظام بطاريات جديدة، تستثمر الشركة نحو 8 مليارات دولار على مدى السنوات القليلة المقبلة.
وفي الهند، يشمل استثمارات شركة «ماهيندرا آند ماهيندرا»، البالغ نحو 5.5 مليار دولار، عمليات البحث والتطوير وزيادة السعة وتطوير منصة السيارات الكهربائية، بالاشتراك مع «بينينفارينا» الإيطالية لتصميم السيارات. وبحلول 2020، من المرجح أن تحول «جاجوار لاندروفر» البريطانية التي آلت ملكيتها إلى شركة «تاتا» الهندية، كل موديلاتها للعمل بالكهرباء، بإجمالي استثمارات قدرها 2.34 مليار دولار.
أما «تاتا»، فتتعاون مع شريكتها «جاجوار لاند روفر»، لتطوير سيارات كهربائية وهجين، باستثمارات تصل إلى 0.9 مليار دولار.
في فرنسا، يتوقع إطلاق «بيجو سيتروين»، 40 موديلاً بعضها يعمل بالكهرباء والآخر هجين بحلول 2025. وتدخل الشركة، في استثمار مشترك مع «شانجان» الصينية بنحو 520 مليون دولار، لإنتاج سيارات كهرباء في الصين، بجانب 250 مليوناً أخرى في محركات كهرباء.
وتقدم «فولفو» السويدية، الفرع التابع لشركة «جيلي» الصينية، خيار الكهرباء لكافة موديلاتها بحلول 2020، إضافة إلى 5 موديلات جديدة تعمل بالكهرباء فقط بحلول 2021، مع استثمارات قدرها 725 مليون دولار في علامة «بوليستار» التجارية الكهربائية في الصين.
مع هذا التطور المتسارع في قطاع السيارات الكهربائية، ربما يختفي منظر اصطفاف السيارات في محطات الوقود خلال السنوات القليلة المقبلة، ومن ثم تراجع استهلاك الوقود الأحفوري الذي تحرق محركات السيارات، جزءاً منه.
47 طرازاً يابانياً جديداً على الأقل من السيارات الكهربائية
في اليابان، تناهز استثمارات «تويوتا» 13.5 مليار دولار حتى عام 2030 في تقنية البطاريات، بالشراكة مع شركتي «مازدا» و«دينسو» لتطوير وإنتاج السيارات الكهربائية. وتخطط الشركة، لطرح 10 موديلات تعمل بالكهرباء في الصين بحلول 2020، حيث تتوقع بيع 5.5 مليون سيارة كهربائية حول العالم بحلول 2025.
وخصص التحالف بين شركتي «رينو ونيسان»، 20 مليار دولار لعمليات البحث والتطوير حتى عام 2022، مع التخطيط لبناء 17 موديلاً تعمل بالكهرباء حول العالم، منها 8 فئة «نيسان»، وتستثمر «نيسان» بالشراكة مع «دونغ فينغ»، 9 مليارات دولار لإنتاج 20 موديلاً بالكهرباء.
وتخطط «هوندا»، لتحويل نحو 33% من موديلاتها للعمل بالكهرباء بحلول 2030، مع شراء البطاريات من «جنرال موتورز». وتستثمر الشركة، 180 مليون دولار في مصنع للبطاريات في تايلاند ونحو 130 مليوناً أخرى في الهند. كما تعمل، على إنشاء مصنع للسيارات الكهربائية شراكة مع «جاك» الصينية باستثمار قدره 470 مليون دولار.
تسعى «مازدا»، لبيع سيارات هجين وبطاريات للسيارات الكهربائية فقط بحلول 2030 باستثمار 250 مليون دولار.
