السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تركض الكلمة الأولى عبر الشوارع

تركض الكلمة الأولى عبر الشوارع
8 أغسطس 2019 02:30

النصوص المختارة تقدّم النماذج الدامغة عند أبرز الشعراء، ما يتيح للقارئ العربي اكتشاف العديد من الشعراء، المجهولين منهم، وهم من صفوف الكبار في القرن العشرين.

الأنطولوجية السوريالية في تشيكوسلوفاكيا تغطي الفترة بين 1934 إلى 1968؛ وأثناء هذه السنوات وحتى اليوم، عرفت السوريالية في تشيكوسلوفاكيا توسعاً ونمواً معروفَين في أوروبا. مساهمة السورياليين التشيكيين هو في الوقت ذاته ابتكار إبداعي بارز: فالأهمية التي أولوها للسخرية، وارتيابهم بالأشكال اليوتوبية للمخيّلة، وكذلك بالأشكال اليومية التي تميّزهم، ليس فقط عن السورياليين الفرنسيين، لكن عن السوريالية العالمية.
فهذه الخصوصية، التي عزّزت وقويت بالتجربة التي خاضها السورياليّون التشيكيّون والسلافيّون للستالينية، وبذلك هم اليوم الوحيدون في إطار الحركة التي تجاوزوها، ولم يغرقوا فيها كبعض السورياليين الفرنسيين وخصوصاً أراغون..
وفي هذه النماذج المختارة، لضيق المجال، والمأخوذة خصوصاً من «حركة براغ» وأقل من «حركة را»، تقدّم النماذج الدامغة عند أبرز الشعراء، وهذا ما يتيح للقارئ العربي اكتشاف، ليس فقط فصلاً مهماً من الثقافة الأوروبية (المجهولة عندنا)، لكن أيضاً اكتشاف العديد من الشعراء، المجهولين منه، وهم من صفوف الكبار في القرن العشرين.. وقد غيّبوا لظروف نعرفها، والمتصلة بالنظام الاستبدادي في تشيكوسلوفاكيا (الشيوعي - الستاليني) الذي حال دون انتشار هؤلاء.ملاحظة: اختزلنا المقدّمة لنفسح المجال لعدد أكبر من نماذج الشعراء، وللوحات بريشة رسّامين سورياليين تشيكيين بقدر الإمكان.

 كونستانتين بيبل
(1898 - 1951)
أحد أبرز كتّاب «الشعرية»، عضو في جماعة براغ السوريالية منذ 1934، ينضم بعد الحرب العالمية الثانية إلى صفوف الانتلجنسيا الرسمية للحزب الشيوعي: يُقْدم على الانتحار.

مرآة الليل

وجه المحيط
هو وجهك أيضاً
مرمي في أمواج الزمن
طالع من الصخور الغافية

يرفع، أصلاً، كل شيء حجابه الثالث
خلف الجدار الذي هو التعذيب
خلف هذا الجدار المسمى «انتباهنا الأبدي».

..............................................
ستانيسلاس دفورسكي
(1940 -......)
شاعر ومنظّر، ساهم بشكل أساسي في نشاطات الجماعة البراغوية ما بين 1960 - 1970. أحد أفضل عقول جيله.

علاقات الكريات
أستطيع أن أعطيك حبلاً من طوله فتنزل في تيجان
الأشجار عندما يجعل التاريخ الجغرافي
كل شيء رأساً على عقب.
ولن يكون ذلك نزهة في وسط غيوم
الأبنية من دون اختناقات ظاهرة
الصمت محدّقاً بصداه بين صانعي الحلوى الذين
يتوافون
حيث تتكدّس عذاباتي
وتتسرّع أصابعك بالركض في التعرجات الخبيثة
على زجاج أو على خشب
عمل فراشات الليل الدؤوب
يحط على الجذع اللحاء
شجاعتها في ارتمائها في النار حيث لا يكون
لها أن تحط
كل تلك المهارة في عزّ النهار
وأيام الحياة الجميلة تمر قرب جداول التلفزيونات
كنت قبالتك واقفاً في باب المدوس مِلء الرغبة لركل
ثور ذهبي
من دون الإحساس بأقل غنائية.
(مقطع)

..............................................
فراتيسكاف افسينبرجر
(1923 -.....)
شاعر، منظّر، منظّم، شخصية أساسية في السوريالية التشيكية بعد الحرب. أحد أواخر الذين أضافوا إلى الحركة السوريالية مساهمة رئيسية، على صعيد التنظير أو الشعر.

البرج

طقس ثلج. كأنّما ستار انفتح، يسقط عصفور من شجرة. عصفور من شجرة. ارتفع قلبه.. الموت، بقصر اليد، يجعل خطوط الذاكرة أعمق وأكثر تمييزاً. لكن الذكرى أن ترفض الرحيل. وهكذا نستطيع أن نبقى هنا، واقفين، أكثر فأكثر، كممثّلين في تراجيديا.
الشاعر يرفع إصبعاً، يسعل. ماذا كنت أريد أن أقول؟ آه، نعم. كنت خائفاً من الدخول. في الداخل، كان هناك جمع كثير... يتناتشون. من كان يقطع الشراع يرفع رأسه باستمرار. بعضهم قفز فوق الحفرة ورحلوا.

..............................................
زينيك هافليفيتش
(1922 - 1969)
مزاوجاً بين الشعر وعلم النفس التحليلي، وبعدما نشط تحت الاحتلال في جماعة السورياليين، يساهم بشكل في نشاطات الجماعة البراغوية في الخمسينيات والستينيات. وهو إلى ذلك مترجم (خصوصاً أندره بروتون).

كارلوت

أُحب البورجوازية
على طريقة الحيوانات
في أرق وضع العالم الجغرافي
أحب جماله كلّه في عروض جيدة
عافية في ميدنة ديالكتيكية
في التلافيف الدماغية
مسدودة بضحكة رجعية الجمال غير القابل للنقل
بحركاته الحاسمة بلذاذة
على طريقة النظريات الأشنغرافية
مستفزّة على طريقة الاستيلاء على السلطة
عندما تدفع هجمات التاريخ الباردة
عندما تسبح السكتة الدماغية عبر تاريخ الحاضر
فيما يوجّه الليل طعنة في أكثر البنيات رخاوة
بينما تحب ارتعاشات المستقبل العاصفة
وإن كل ما يصنع العالم على أفقه الخاص
كل ما يطفر في العيون
لينسحق على شكله التام
على كرسيّه الكهربائي الصغير
(مقطع)

رأيت حياة وأكتب قصيدة
(مقطع)
حياة ليست سوى عدوّة دائمة سوى
منفى دائم
المجدلية أو المِجدل

صلّي لأجلنا
هل هناك شيء طلبته منّي على الهاتف عندما
اتصلت بي
لا ليس هناك شيء يا عزيزي
لسوء الحظ
لم ينسحق أحد لا أحد مات
لا أحد قرأ قرار التعبئة

لم يعانق أحد فيدل كاسترو اليوم
فقط امرأة في القطار تحرّك طاقم أسنانها
كأنما تضرب فنجان بورسلين
كنت أرغب تحديداً في رؤيتك
وأضمّك بذراعَيْ
وأقول كما كان أمس
أعطيني السّل ليكون عندي سبب للعيش
أعطيني المينانجيت ليكون عندي سبب للعيش
أعطيني الحُمَّى ليكون عندي سبب للعيش
كوني جميلة وأنت تعبُرينَ من هنا واتركي لي
الحزب لتكون عندي رغبة في العيش
أيقظيني مُتعتي وغذّيها فيّ
أعطيني اليأس وصولجانك الذي يختفي
ليكون عندي سبب لأحبّ عنك
(مقطع)

..............................................
جندريش هيسلر
(1914 - 1953)
شاعر، وكاتب أشياء، وفوتوغرافية، وأعمال أخرى تجريبية.. ينضم في نهاية الثلاثينيات إلى آخر السورياليين البراغوايين. مات في باريس عام 1947 حيث انخرط في جماعة بروتون.

كنت نهضت وأشعلت الضوء
كانت عصافير صغيرة أكبر بقليل من الذباب،
والتي تشبهها أيضاً بتحرّكها.
كانت تحوّم حول الأجسام الواضحة، الذكورية
والأنثوية، وتستقر في شعرها
حافرة عميقاً في جذورها
ولرفع أعشاشها العنيدة
كان علينا أن نقطعها مثل أجزاء رأس
بطاطا.
والأجسام، حزينة، ومع هذا لامعة وخفيفة، محاطة
كالوسخ تماماً كما رؤوس
البطاطا الحقيقية وأقواس النصر.
والتي تبدو مبنية في الداخل المركّب لهذه
الكائنات الجميلة، الأجسام تتناثر
فتية كالفحم الذي تنثره
السيارات العابرة.

..............................................
كاريل هانيك
(1925 - 1953)
كاريل هانيك الذي مات مبكراً لم يشارك إلا في بداياته في نشاطات جماعة براغ بعد الحرب (ابتداء من 1948). مع هذا فدوره أساسي: جمع بين الشعر والصوفية، حياته وعمله.
هانيك سوريالي في تنكّره وفي طريقة عيشه.

معرض ستائر المسرح
معرض ستائر المسرح
في حديقة كبيرة
مطرّز بأعشاش المُلقّنين يابسة
مكبرّات الصوت المخبّأة تعيد بث
الوشوشات
عبثاً ولطالما أثَّر فيَّ ذلك حتى الدمع
عبثاً أتعرّق بعد ذلك في الليل
بيجامتي في إناء مع أجراس صغيرة من الألب
يضيئها القمر والهلال
يأتي الصباح ويتبخّر كل شيء
في غرفة نومي يسود مناخ ثقوب من الألم
مناخ اعترافيُّ
مناخ مقصورات العلماء الأليوتيكية
التي يأتي الآخرون ليطلبوها
كيف السبيل إلى تغيير القلب
(مقطع)
..............................................
بيتر كرال
(1940 -.....)
شاعر وباحث شارك في نشاطات «جماعة براغ» في 1968، السنة التي ترك فيها براغ وذهب إلى باريس. وشارك أيضاً في الجماعة الباريسية.

بطاقة للطبيعة
كنّا في شهر تموز
رجل الثلج الطيّب من المعارف القديمة
يبتسم لي من وسط ساحة القرية
فالمشهد في يوم الأحد يتلوى من وشوشاتهم
وكنت قد انتهيت من العدّ في رأسي
عندما فجأة غلطة اللائبة في وسط
الحكاية الجميلة
على بعد 26 كيلومتراً من براغ كل ما تعلّمته
الطبيعة حول الخضرة في غابة بولونيا على
الأثير في بالياريس إضافة العدد الصحيح
للملّمترات المربّعة من الطراوة
الضرورية للتنبّؤ تحت الكرسي الوحيد
ومن جديد كنت وحدي على الصفحة البيضاء
مع رجل الثلج
بابتسامة بنعومة غبيّة للصيف
المتنقل
(مقطع)

..............................................
لودفيك كانديرا
(1940 - )
من مؤسّسي جماعة «را» الذي جمع غداة الحرب عدداً من كتّاب جيله، ثمّ كرّس بعدها وقته للترجمات (وخصوصاً برتولت برشت)، وكذلك جان ارب).
سورياليته في اختزاله.

ندوب كثيرة
السنوات المقضيّة في الحصى في استعراضات
الجبال ومن أجلها
لتلمس أسماء دائماً مقيمة ومليئة ماء يهدّد بالانفجار
كنّا نفكّر قبل كلّ شيء بالسنوات
لكن بعد ذلك كانت تمرّ الحيوانات
والغابات تنتقل من أماكنها
وحفيفها المستمر
لا يكفي أبداً لامتصاص أوامر وبكاء
لُعاب وكلمات نافرة
عيون كثيرة لا تكتفي بها النحال

في الصباح الباكر وأثناء الخريف
هياكل عظميّة تظهر
أسباب بعيدة
آفاق غير مكيّفة إلى درجة كنا نهرب
تحت الرمل
لنتجنّب المرمى
(مقطع)
..............................................
ميكولاس ميديك
(1926 - 1974)
رسّام وشاعر مناسبات. من كبار الفنانين التشكيليين في تشيكوسلوفاكيا.
شارك جماعة براغ، لكن انغماسه في الشؤون الجماعية، أبعدته عن الجماعة.
مع هذا، فهو من الشعراء السورياليين الكبار.

كلب الكريما
جاء طلب الكريما إليك
ولم تدغدغه
لأن في تلك اللحظة
رأيته بوضوح
أن البابا تحوّل
نبيّاً
وبالريح
فبرك محفظة
تمّ وضع في داخلها
يديك من السكر.
..............................................
أوتا ميزيرا
(1919 - 1951)
شارك هذا الشاعر في الحركة السوريالية بعيداً عن جماعة براغ أو «را»، واقتصرت مشاركته على نتاجه. انتحر في باريس.

كبرياء الرعب
ذات يوم سنفهم كل شيء
كيف ينطلق قطار حاملاً ذباباً
ممزقاً
وكذلك كيف نفتح باباً يطل على شفا الكارثة
ويزيّن رأس كلب
وأيضاً كيف تجفّ الأدمغة.
ضعوا دماغي في إناء زجاج ساقطاً
في رأسي المفتوح
الذي يغلق بقرقعة
تركض الكلمة الأولى عبر الشوارع

ولا يتوقف عرض الفيلم
هكذا ينتهي الشعر الغنائي
شبيه بالسلال، فبالسلال نفسها
اكتشفت بكرة ووساماً
في آخر أكداس أوراق
تقرأ فيها جمل اعترافاتي منتصف الليل
الكلمات تنفجر في بالوعة تتدحرج
في المزاريب
وبينها الشعراء
(مقطع)

..............................................
فاتسلاف نيزفال
(1900 - 1958)
من مؤسّسي جماعة براغ (1934)، وهو يشكل بنفسه ثورة في الشعر التشيكي.
شاعر، روائي، كاتب مسرحي، مترجم رمبو وبروتون.. انفصل عن جماعة براغ عام 1938.

من أنا؟
من أنا؟
مكوّن أمس والسحليّة
ما يهمني في هذه اللحظة
امرأة من مدينة لديها في جيبها
علبة أيودوفورم
ما يخيفني
الهررة - النار ذات
كمّامة باردة
ما أتمنى أن أرى
مفتاح أي بيت
أي عطر قد اختار
رائحة الورنيش الذي يلمّع به النعوش.

أي لون أفضل
لون ليف الرافيا لا لون الوردة
وعيناك
لا بدّ أنهما تشبهان الفحم المدخّن
لذلك؛
عندما يكون صانعها الآخر
ماذا أنتظر من النوم
أكثر الزرقات الممكنة
من الحب
(مقطع)

.....................................

لاديزلاف نوفاك
(1925 - )
موزّعاً بين السوريالية والتجارب الطليعية والشعر المحسوس، يبقى منتمياً إلى الحركة من خلال بعض الأصدقاء في جماعة براغ.

منازل
(مقطع)
عندما أغمض عينيّ
أرى منازل
ومنازل حلم
منازل ومنازل
منازل بألوان مسودّة
منازل مدخّنة
منازل مرقّطة
مغطّاة بغرافيتي مرقّطة بالرصاص
منازل معلَّمة
منازل ومنازل
منازل حُبلى
منازل بشرفات باروكية
يخرج منها الحفّة
من نافذة مع عش للببّغاء
أو ببّغاء ويقسم بشكل رهيب
منازل ومنازل
منازل تفجّر جذع التمثال
منازل بقبب مسوَّدة
منازل تنطفئ
منازل هي أصلاً شفّافة
منازل تتمدّد
منازل تتبدّل
منازل لملابس بلا أجسام
(مقطع)
..............................................

بافيل ريزفشي
(1942 - )
برغم أنه انضم إلى جماعة براغ متأخراً، فشعره في السبعينيات، يسجل مرحلة جيدة في كل السوريالية التشكيلية، متميّزاً بالعودة إلى ينابيع الصورة.

يقول الشبح إنني لست غنيّاً

آه تعال أيّها الموت المحسن
لكن لا الموت العنيف
فهذا ما يخيفني
مغطّىً ببصاق
شقيقاته
تعال أيّها الموت المستحقّ منديلي
الموشي في جدار مهنة
موت كاتدرائيات الليل التي يلحسها لصوص
مقطّعو الأوصال
نعم أخاف من الموت العنيف
لا أصرّ على الكتابة بجيوبي على جدار
أكون أمامه واقفاً للمرّة الأخيرة
لا أصرّ على تحريك عين لأودّع الصابون
الذي أزلق عليه
حتى الشريط المسطح خلف كوعي السفاح
(مقطع)

..............................................
كاريل سيبيك
(1940 - )
ابتداء من 1950 صار سيبيك عضواً في جماعة براغ. يعتمد على حوار غاضب مع نفسه، بحيث وُضع عدّة مرات في المصح وعدّة مرات حاول الانتحار.
تشكل المنعطف السلبي. فحياته كمجمل أعماله هي سوريالية البؤس.

المساء
مع سيبيك ختمت الورقة كما
نكتب قصيدة
طحالات - شفاه مذبحة عيون أيدٍ أمواس حلاقة
شفرة موسي من قامتي شفرة موسي - ختم
مزارعة في شفرة موسي
مثل عناقات عريسين
مضى ألف عام وزوجتي العتيدة واقفة
حيث تقف براغ ليلاً
الآن خفاش يقف
في حين أن البراثن مشحوذة أكثر فأكثر
يمزّق مطر براغ زوجتي والخفاش
ولإعطائهما ملامح أكثر فأكثر واضحة
تسقط براغ خلف النافذة
كما يسقط جدار الخريف خلف الصيف
أو كما تسقط السمكة
خلف الموت
(مقطع)

..............................................
جندريش ستيرسكي
1899 - 1942
شاعر ومصوّر فوتوغرافي وباحث. أسّس عام 1957 «الاصطناعية» التي ترتبط تشكيلياً بالشعرية. من مؤسّسي «جماعة براغ» وساهم بشكل فعّال في السوريالية كرسّام وكولاج ومصوّر فوتوغرافي.

موت غريب لزوجة لحّام

ذات ليلة أثيرية
في مكان بعيد حيث نهرع
لن يبقى شيء
سوى بوق سيارة

يمكن أن نسمح لأنفسنا
بسماع كائنات بلا وبر
لكن بدغدغة جلد الضفادع
لا نعرف شيئاً عن ذلك أبداً

لا الصغيرة، ارشتين ولا الفلاحون الفرحون
يمكن أن تؤثر برجل معتاد الرقّة
ومفضّلاً الأمزجة
هكذا
عندما نبصق تحت الكراسي
حيث يجلس الذين
لا بدّ أن يكونوا كذلك
على قبّعة ارشتين

..............................................

أولوريش فانزل
(1921 - 1969)
إنه سوريالي نقيض ألويار، شاعر سوريالي في حياته «السهلة».

في وقت متأخّر بعد الظهر
لا أعرف ما أصابه
كانت التفاحات الصغيرة قد سقطت
منذ مدّة طويلة
ودروس التينس كانت كارثية
والدروس القصيرة كانت كارثية

في الريح
كان واقفاً ووحده
هاوياً بطريقة عميقة
في الريح
هاوياً محترفاً
في وقت متأخر من بعد الظهر

حياة سهلة
أعرف ذلك جيّداً
أن الدبّ الهائج قتل الأب
وأن الأب الهائج قتل الدب
كالشقيق
الشقيق
والشقيقة الشقيقة.

لا أجد من العائلة بقي
بيننا نحن الأحياء
في عصر الثرثرة والقصص السخيفة
تلقى الشاعر العجوز موكباً
من شعراء شبّان
حاملين إليه وروداً وبنفسجاً

شجار خفيف أوضح
نقاطاً عدّة
وأنَّ الشاعر العجوز لم يكن الشاعر العجوز
والمغنّين الشبّان لم يكونوا مغنّين شبّاناً
وأنه من الأفضل البقاء هنا
والرحيل بسرعة قصوى
تجنّباً لهبوب عاصفة من القهقهة
وخسارة الورود والبنفسج
ذات الرائحة الطيّبة
لن يضحك أحدٌ منّي
أنا أكتب قصائد.
.....................................................................
* كانت تشيكوسلوفاكيا تتكون من التشيك والسلوفاك وفي عام 1993 وقع الانفصال الودي وتحولت تشيكوسلوفاكيا إلى جمهورية التشيك وجمهورية سلوفاكيا

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©