الخميس 2 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المطاعم المتنقلة تتفادى أعباء تشغيل "الثابتة"

المطاعم المتنقلة تتفادى أعباء تشغيل "الثابتة"
22 يناير 2019 02:33

فهد الأميري (دبي)

أفاد أصحاب مطاعم متنقلة «الفود تراكس» بأن هذه المشاريع أضحت تحقق أرباحاً مجزية مقارنة بالمطاعم الثابتة، وفي الوقت ذاته تعتبر من المشاريع الصغيرة المتوسطة التي لا تتطلب رأسمال مرتفعاً لتأسيسها، وربحها مضمون، معتبرين أنها أحد الحلول الفعالة لمواجهة ارتفاع تكاليف التشغيل الناتجة عن ارتفاع الإيجارات ورواتب العاملين، واختيار المكان الخالي من الخدمة المشابهة.
وقالوا لـ«الاتحاد» إن «فود تراكس» مشاريع موسمية تلقى رواجاً كبيراً مع تحسن الطقس، ولتحقيق الأهداف المرجوة منها، يتوجب عمل دراسة مفصلة تشمل عدد هذه المشاريع وتوزيعها الجغرافي.
وأشار عبدالله الكعبي، صاحب مشروع مطعم «شراع السفينة تراك»، إلى أن مشاريع «الفود تراكس» عبارة عن مطاعم مصغرة تقدم في الأغلب وجبات سريعة، وتمتاز بإمكانية نقلها من مكانٍ لآخر ما يضمن ربحاً شهرياً لملاكها، لاسيما أن تكلفة الوجبات السريعة التي تقدمها تكون منخفضة مقارنة بالوجبات المختلفة التي تقدمها المطاعم الثابتة، ما يفسر إقبال المستهلكين عليها.
وقال «بما أن مشروع (الفود تراك) لا يحتاج إلى عددٍ كبير من العمال، وكذلك لا يستهلك كميات كبيرة من الكهرباء، كونه يعتمد على مولد كهربائي صغير يمكن نقله من مكان لآخر، لذا فإن هذا المشروع يحقق نسبة أرباح تصل إلى 50% على رأس المال مقارنة بالتي تحققها المطاعم الثابتة؛ نظراً لأن تكلفتها المالية التشغيلية أقل، وكذلك ساعات العمل فيها، كما أن أرباحها تكون موسمية، وتحديداً من شهر أكتوبر وحتى شهر أبريل من كل عام نتيجة نشاط الحركة السياحية في الدولة، وزيادة إقبال السياح ومرتادي المناطق الترفيهية والحدائق على الوجبات الخفيفة التي تقدمها المطاعم المتنقلة».
ورأى أن مشاريع «الفود تراكس» بدأت تلقى انتشاراً واسعاً بين فئة الشباب، نظراً للإقبال الكبير عليها من المستهلكين، فضلاً عن أنها تسهم في رفع مستوى الاستثمار الاقتصادي في مجال المشاريع المتوسطة والصغيرة التي تندرج هذه الفئة من المطاعم تحتها، بشرط أن يكون عدد هذه المشاريع وتوزيعها الجغرافي بشكل مدروس حتى تتحقق الأهداف المرجوة من تأسيسها.
من جهتها، أكدت مريم سلطان الكتبي صاحبة مشروع «قهوة عربية» لتقديم الحلويات والمشروبات الساخنة، أنها سعت إلى تأسيس مشروعها بعد عمل دراسة جدوى للعائد الاقتصادي، فتبين لها أن نسبة العائد المالي مناسبة جداً مقارنة برأس المال الذي خصصته لتأسيس مشروعها، وهذا ما لمسته بعد انطلاق مشروعها، إذ حققت أرباحاً في الأشهر الثلاثة الأولى ما لا يقل عن 3500 درهم يومياً، ثم تصاعد معدل هذه الأرباح بعد معرفة الزبائن لها لتصل قيمتها إلى 5 آلاف درهم يومياً.
وقالت إن مشاريع «الفود تراكس» هي أحد الحلول الفعالة لتوفير مصدر دخل مضمون للشباب المواطن الباحثين عن عمل من خريجي الجامعات، وفي الوقت ذاته تحقق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.
في حين، قال أحمد ناصر السويدي، صاحب مشروع مطعم متنقل، إن هذه المشاريع تمتاز بتكلفة تشغيلية منخفضة مقارنة بالمطاعم التقليدية الثابتة، وفي الوقت ذاته فإن العائد على رأس المال أعلى مقارنة بالمطاعم الثابتة التي تحتاج إلى أيدٍ عاملة، يصل متوسط عددها من 6 إلى 8 أشخاص، فضلاً عن أن إيجار المحال السنوي يزيد على 100 ألف درهم، بالإضافة إلى فواتير الكهرباء والمياه، وكذلك تكلفة توصيل الطلبات للزبائن في أماكن تواجدهم، في حين أن مشاريع «الفود تراك» لا تزيد التكلفة الإجمالية لتأسيسها على 150 ألف درهم، تشمل سعر المركبة وتجهيزها والمعدات الخاصة بالمشروع، وتجهيز الوجبات الغذائية، بالإضافة إلى رسوم الرخصة، وإقامات العمال والتأمينات البنكية وغيرها.
وأشار إلى أن مشاريع المطاعم المتنقلة تحظى بدعم استثنائي من الجهات الحكومية بالدولة، لاسيما المؤسسات التي تدعم المشاريع المتوسطة والصغيرة التي أضحت مصدر دخل أساسياً لعدد كبير من الشباب المواطنين، مبيناً أن هذه المشاريع تلقى إقبالاً كبيراً من المستهلكين والسياح، خصوصاً في العطلات الرسمية ونهاية الأسبوع، نظراً لأنها تقدم الوجبات السريعة والسندويتشات والعصائر والمرطبات.
من جانبه، أكد الدكتور عبدالله الحفناوي الخبير الاقتصادي، أن المطاعم المتنقلة تعزز النشاط الاقتصادي للدولة، مشيراً إلى أن هذا النوع من المشاريع لا يحتاج إلى تكلفة مالية مرتفعة، فضلاً عن أن المشاريع الصغيرة تعد ركيزة مهمة لتوفير فرص العمل، وتقلص من نسبة البطالة، وتخفف الأعباء على الحكومة.
وأوضح أن مستقبل هذه المشاريع مضمون، ونسبة النجاح فيها أعلى من المشاريع الأخرى؛ لأن تكلفة المشروع قليلة مقارنة بقيمة الإيجار وتكاليف استقدام الأيدي العاملة التي يضطر أصحاب المحال لتأمينها، وتكاليف تشغيلها منخفضة، الأمر الذي يجعل البدء في تنفيذها سهلاً ويسيراً.
وقال إن «فود تراك» تعزز التوجه لقطاع المشاريع المتوسطة التي تتميز بالتكاليف البسيطة والأرباح العالية، كما تشكل هذه المشاريع دعماً كبيراً للنشاط التجاري في قطاع المطاعم، موضحاً أن «المطاعم المتنقلة تعد أحد الحلول الفعالة لمواجهة ارتفاع تكاليف التشغيل الناتجة عن ارتفاع الإيجارات ورواتب العاملين، واختيار المكان الخالي من الخدمة المشابهة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©