الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اكتشاف احتياطيات واعدة من الغاز الصخري في أوكرانيا

اكتشاف احتياطيات واعدة من الغاز الصخري في أوكرانيا
13 مايو 2011 20:41
تراهن أوكرانيا إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق والواقعة في أوروبا الشرقية على “فورت وورث تكساس”، لتحقيق استقلالها في مجال الطاقة. فمن خلال حفر أرض قاحلة في مدينة فورت وورث وحولها، أثبتت شركات طاقة أميركية إمكانية استخراج غاز طبيعي بطرق اقتصادية من الصخر الصفحي. وهو نوع من الصخور الرسوبية الذي كان يعتقد فيما مضى أنها عديمة النفع. والآن ورغم معارضة خبراء البيئة لاحتمال تلوث المياه من عمليات استخراج الغاز الصخري المعروفة باسم التكسير الهيدروليكي، يتوجه مؤيدو هذه التقنية إلى مناطق صخرية واعدة بثروات غاز طبيعي وفيرة من ضمنها أوكرانيا. وقد أجرت أوكرانيا هذا العام محادثات مع ثلاث من عمالقة الطاقة الغربية: اكسون موبل وشيفرون وشل للتنقيب عن الغاز الصخري. كما صادق البرلمان الأوكراني على قانون استثمار يرمي إلى فتح سوق غازها الطبيعي المحلي لمنتجي الغاز الصخري. كما وقع الرئيس الأوكراني فيكتور اف يانوكوفيتش اتفاقية تنقيب غاز صخري مع الولايات المتحدة وتوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي لنقل الطاقة على نحو يفتح نظام خط أنابيب أوكرانيا لشركات غربية. وترى أوكرانيا في الغاز الصخري سبيلاً إلى تغيير الجغرافيا السياسية للغاز الطبيعي على نحو يقلل الاعتماد العالمي على روسيا والشرق الأوسط. واليوم تمتلك ثلاث دول فقط هي روسيا وإيران وقطر 54 في المئة من احتياطيات الغاز التقليدي في العالم. غير أن الصخر الصفحي موجود في العديد من الأماكن الأخرى بما فيها أوروبا الشرقية والغربية والهند والصين وأستراليا. وهناك دراسة أجرتها وكالة الطاقة الدولية تذهب إلى أن العالم به من الغاز الصخري وغاز الميثان الفحمي كميات تساوي الغاز الطبيعي المستخرج بعمليات الحفر التقليدية. وقدرت الوكالة أنه ربما يوجد 380 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي يمكن استخلاصها عن طريق التقنيات الحديثة مقارنة بنحو 404 تريليونات متر مكعب من الغاز الطبيعي الممكن استخراجه بالطرق التقليدية. كما توقعت وكالة الطاقة أن يزيد الغاز المستخرج بطرق غير تقليدية من 12 في المئة من إجمالي الانتاج العالمي في عام 2008 إلى 19 في المئة في عام 2035. الاعتماد على الخارج رغم أن أوكرانيا تنتج فعلاً بعض الغاز الطبيعي بطرق تقليدية فهي لا تزال معتمدة اعتماداً كبيراً على الإمدادات الواردة من الشركة الروسية الحكومية الاحتكارية غازبروم التي تعد أكبر منتج غاز في العالم. غير أن غازبروم أوقفت مرتين تصدير الغاز إلى أوكرانيا خلال السنوات الخمس الفائتة نتيجة خلافات على السعر يغلب عليها الطابع السياسي. ومع ذلك وطبقاً للموروث من العهد السوفييتي السابق، تتحكم أوكرانيا في خطوط الأنابيب التي تنقل غازبروم عبرها غازها الطبيعي إلى أوروبا، وهو ما يعد اعتماداً متبادلاً يبدو أحياناً كعنصر توازن، إذ أن لدى روسيا الغاز بينما أوكرانيا لديها الأنابيب. ومن خلال العثور على مصدر غاز طبيعي محلى تأمل أوكرانيا في تقليل قوة روسيا في هذه المعادلة. ومن شأن صناعة الغاز الصخري تقليص قدرة روسيا على تحديد سعر الغاز الطبيعي لو نجحت الصناعة في جلب تقنيات فورت وورث إلى حزام من الصخور الغازية في بولندا وأوكرانيا تقع أحياناً أسفل خطوط الأنابيب التي تنقل غاز جاز بروم. تنتج روسيا حالياً نحو 40 في المئة من الغاز الطبيعي المصدر إلى الاتحاد الأوروبي وتبيعه غالياً بموجب عقود طويلة الأجل مرتبطة بسعر النفط التي تزايدت باطراد مؤخراً. وقالت غازبروم إن متوسط سعر الجملة في أوروبا في الربع الأول من عام 2011 بلغ 346 دولاراً لكل 1000 متر مكعب أو 35300 قدم مكعبة. ومن باب المقارنة بلغ متوسط سعر الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة الشهر الماضي 153,3 دولار لكل 1000 متر مكعب. وتدفع الشركة الأوكرانية الوطنية للطاقة سعراً يقل بنسبة 30 في المئة عن الأسعار الأوروبية بموجب اتفاقية وقعها العام الماضي رئيس أوكرانيا مقابل إتاحة المجال، لأن تستخدم روسيا قاعدة بحرية واقعة على شبه جزيرة كريميان لفترة 25 عاماً. ولكن هذا السعر يظل أعلى من السعر في الولايات المتحدة. وقال جيمس هيل نائب رئيس بي إن كيه بتروليم إحدى الشركات التي ابتكرت التقنية ذات العلاقة والتي تتوسع الآن في أوروبا: “سيكون الغاز غير التقليدي عاملاً رئيسياً مؤثراً على قواعد اللعبة في أوروبا بأسرها”. وتعتبر بولندا متقدمة عن أوكرانيا بنحو ثلاث سنوات في صناعة الغاز الصخري، وتم بالفعل حفر آبار التنقيب فيها، غير أنها أقل تأثراً باحتكارية غازبروم نظراً لأن بولندا تستهلك غاز أقل كثيراً من أوكرانيا. كما أن بولندا أقل أهمية جغرافية من حيث نقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا الغربية من أوكرانيا التي تنقل نحو 80 في المئة من صادرات جازبروم إلى أوروبا. في أوكرانيا أربعة مكامن غاز صخري رئيسية، بحسب فاليري بيريزهوني كبير الجيولوجيين في فيكويل شركة التنقيب السيزمي الأوكرانية. ولا أحد حتى الآن يعرف كمية الغاز التي تحتويها هذه المكامن. غير أن شركات الطاقة التي تدرس إمكانات أوكرانيا في هذا المجال تستشهد بالمكامن القابعة تحت فورت وورث التي تسمى صخور بارنيت. وزاد إنتاج بارنيت في 10 سنوات من لاشيء تقريباً إلى 133 مليون متر مكعب غاز يوميا. وهو مقدار أكبر من واردات أوكرانيا من الغاز يوميا من روسيا البالغ نحو 109 مليون متر مكعب. وفي إشارة إلى التوجه نحو دعم تطوير الغاز الصخري التقى وزير الطاقة الأوكراني يوري بويكو مع تنفيذيين من شركات غاز صخري أميركية في هيوستن هذا العام وأعلن عن هدف أوكرانيا المنشود وهو أن تصبح مكتفية ذاتياً في الغاز الطبيعي. وقال بويكو: “ندرك أن المعرفة الأميركية غنية في هذا المجال ونحن نريد اكتساب هذه التقنية ونريد أن نجتذب شركاء”. مذكرة تفاهم قامت اكسون موبل التي رسخت درايتها بالغاز غير التقليدي عن طريق شرائها في يونيو الماضي شركة تطوير الغاز الصخري الأميركية اكس تي او بتوقيع مذكرة تفاهم مع الحكومة الأوكرانية في وقت سابق من هذا العام تصيغ مفاوضات بدء أعمال التنقيب والحفر. وكانت اكس تي او الشركة المبادرة إلى استغلال صخور بارنيت في مدينة فورت وورث، كما يجري مسؤولون أوكرانيون محادثات مماثلة مع كل من شركتي شيفرون وشل. وتنتج الشركات أحجاماً صناعية من الغاز الصخري باستخدام عملية تكسير هيدروليكية تطلق غازاً طبيعياً من الصخر من خلال تفجير الصخر بالمياه والرمل وكيماويات لإحداث شقوق يتدفق منها الغاز. وبالنظر إلى أن عملية التفتيت كثيراً ما تخلف مياهاً مخلوطة بمواد سامة فقد أضحت هذه العملية مثار اعتراض المعنيين بالبيئة في أنحاء مختلفة من العالم. وفي فرنسا من المقرر قريباً أن يناقش المجلس الوطني مقترحاً يحظر ممارسة هذه العملية فيما تشتد المعارضة قبل انتخابات الرئاسة العام المقبل. وحتى الآن لم تحدث في بولندا سوى معارضات بسيطة. وقال جاك وليمز رئيس وحدة طاقة اكس تي او في اكسون في أحد المؤتمرات الخريف الماضي إن نجاح الغاز الصخري في الخارج يعتمد على معالجة المخاوف البيئية في الولايات المتحدة. وأضاف أن حل هذه المسألة بالطريقة الصحيحة أمر مهم ليس فقط لتوفير وظائف وإمدادات الطاقة بالولايات المتحدة ولكن أيضاً لنشاط الشركة في هذا المجال على الصعيد العالمي. هذا في الوقت الذي تلتزم غازبروم فيه بالصمت إزاء مفاوضات أوكرانيا مع اكسون وشل وشيفرون. ومن النادر أن يذكر مسؤولو الشركة موضوع الغاز الصخري علناً. وقد وصف متحدث غازبروم الرسمي الملاحظات التي وردت في كلمة لرئيسها التنفيذي اليكسي بي ميلر ألقاها على مؤتمر أعمال في كان العام الماضي بأنها الأكثر شمولية حتى الآن. في تلك الكلمة استبعد ميلر أن تكون التقنية ضارة بالبيئة وباهظة التكلفة. وقال إن الغاز الصخري لن يؤثر إلا على هوامش أعمال غازبروم، واصفاً الغاز الصخري بأنه مجرد شيء تكميلي لنشاط غازبروم الرئيسي. وقال أصحاب مشاريع الغاز الصخري في مؤتمر كييف مؤخراً إن الإبقاء على أسعار الغاز الطبيعي في أوكرانيا ومناطق أخرى في أوروبا أعلى من أسعار الغاز في الولايات المتحدة يجعل عمليات غازبروم للتنقيب عن الغاز الصخري في أوروبا الشرقية مربحة ولمصلحة كافة الأطراف المعنية. عن: انترناشيونال هيرالد تريبيون ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©