الأحد 12 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الكرة العُمانية.. للمجد بقية!

الكرة العُمانية.. للمجد بقية!
22 يناير 2019 00:01

قلت لصديقي العُماني أحمد الكيومي، قبل انطلاق كأس آسيا، وهو رياضي مثقف، ولديه رؤية عميقة، ومتابعة دقيقة عن أساليب تأسيس المدارس الكروية، وصناعة النشء في أوروبا، إن الكرة العُمانية لن تراوح مكانها، ما لم تبدأ بإحداث نقلة احترافية على الصعد كافة، تبدأ بتكوين اللاعب المحترف، بوصفه محور العملية الاحترافية، وتنطلق باتجاه تطوير البنى التحتية والمسابقات، والكوادر العاملة، وأضلاع المنظومة كافة.
وأعدت عليه ما قلته ليلة فوز عُمان على تركمانستان وتأهله إلى دور الـ16، وزدت بأنه لا يمكن للكرة العُمانية أن تكون حاضرة بقوة في المشهد القاري، والأندية العُمانية خارج دوري أبطال آسيا للمحترفين، إذ ليس من المعقول أن لا يرى اللاعب العُماني نظيره في السعودية والإمارات وقطر وإيران، فضلاً عن نظرائه في كوريا الجنوبية واليابان والصين إلا حين يلتقيهم في المنافسات القارية على مستوى المنتخبات، وهو أمر يكشف مدى بعد المسافة بين الكرة العُمانية والكرة في تلك البلدان الآسيوية.
ثمة من لا يروق له من الأصدقاء العُمانيين مثل هذا الحديث، إذ يتعللون بأن الكرة العُمانية حاضرة ومنافسة، بدليل تحقيقها كأس الخليج مرتين، وآخرها العام الماضي، ما يؤكد أن المسافة ليست بعيدة بينها وبين منافسيها، وهو تبرير يحسب عليهم وليس لهم، إذ إن الكرة العُمانية بما تملك من مواهب مميزة قادرة على إحداث خرق في جدار المنافسة الخليجية، لكن هذا ليس هو الأصل بل الاستثناء، فحضورها الإقليمي، ليس على الدوام، ثم إن حضورها القاري معدوم، وهنا تتبين الصورة بشكل أوضح، إذ إن الحضور العُماني في المشهد الخليجي، مرده إلى المهارة والحماس الذي تولده طبيعة المنافسة، لكن المنافسات القارية تبدأ وتنتهي عند الاحترافية بكل معانيها، والتي لا تقتصر على المهارة والحماس وحدهما.
ليلة الخروج الحزين للمنتخب العُماني أرسلت للكيومي معزياً في الخسارة، وكان لابد من استعادة شيء مما أسلفنا، فكتبت: «لابد من أن يتم التأسيس على هذه المشاركة بعمل يواكب الطموحات القارية»، وأردفت: «الدوري.. الدوري.. الدوري حتى ينقطع النفس، فدوري ضعيف يساوي منتخباً ضعيفاً»، وذكرته بأن أفضل حضور للكرة العُمانية كان في الفترة التي انتشر فيها اللاعبون العُمانيون في الدوريات الخليجية.
ما قلته للكيومي قلته بتفصيل أكثر في إذاعة عُمان في بداية كأس آسيا، حيث أشرت إلى أن من الظلم ألا تلعب الأندية العُمانية في دوري أبطال آسيا، ولن يكون ذلك حتى يحقق الاتحاد العُماني المعايير اللازمة للمشاركة، ومسيرو الكرة العُمانية بقيادة الشيخ سالم الوهيبي متحمسون، لكن الحماس وحده لا يكفي، فصناعة كرة محترفة تحتاج إلى عمل كبير تستحقه الكرة العُمانية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©