الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كهرباء الطاقة النظيفة تتفوق على «الأحفورية» في المملكة المتحدة

كهرباء الطاقة النظيفة تتفوق على «الأحفورية» في المملكة المتحدة
4 أغسطس 2019 02:55

حسونة الطيب (أبوظبي)

من المتوقع توليد معظم كهرباء بريطانيا هذا العام من مصادر نظيفة خالية من الكربون، والتخلي عن الوقود الأحفوري للمرة الأولى منذ الثورة الصناعية. وأعلنت «ناشونال جريد»، الشركة المسؤولة عن موازنة عرض وطلب الطاقة في المملكة المتحدة، أن نحو 47.9% من كهرباء بريطانيا تم توليدها من مصادر خالية من التلوث مثل، المائية والنووية والشمسية والرياح، خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري، مقارنة مع 46.7% من الفحم والغاز، وفقاً لصحيفة «فايننشيال تايمز».
ومن المرجح، استمرار هذا التوجه، ما يجعل 2019، أول سنة تلعب فيها مصادر خالية من الكربون، الدور الأبرز في توليد الكهرباء، منذ أن انتشر استخدام الفحم إبان القرنين الثامن والتاسع عشر.
وبصرف النظر عن بلوغ هذا المستوى المتقدم، يحذر بعض محللي الطاقة، من بقاء شيء من التحديات، في حالة تحقيق المملكة المتحدة للهدف الذي تبنته حديثاً، القاضي بتوليد كهرباء خالية تماماً من الكربون بحلول 2050، بما في ذلك تحدي كيفية التصدي للدور الكبير الذي يلعبه الغاز كأحد مصادر توليد الكهرباء وتدفئة البنايات.
وشكل الغاز، القدر الأكبر من توليد الكهرباء خلال العام الماضي، بنسبة وصلت إلى 39%. ويتم الاعتماد على محطات التوليد العاملة بالغاز، لتوفير الكهرباء عندما تتوقف نظيراتها التي تعتمد على الشمس والرياح في الظروف المناخية التي لا تسمح بتسخير مثل هذه المصادر.
وقال جون باتيجرو، المدير التنفيذي لشركة ناشونال جريد: «ربما يكون الغاز وخاصة الغاز المنزوع منه الكربون، أكبر تحدٍ في طريق تحقيق هدف 2050».
ويرى مناصرو توليد الكهرباء بالطاقة النووية، أنه يترتب على الحكومة اتخاذ قرارات سريعة، تتعلق بإمكانية وكيفية، بناء مرافق توليد جديدة قادرة على حل محل المفاعلات القديمة. وشكلت الطاقة النووية، نحو 20% من سعة توليد الكهرباء في المملكة المتحدة في العام الماضي، مع أن جميع المفاعلات القائمة في الوقت الحالي، ستتوقف عن العمل باستثناء واحد فقط بحلول 2030. ومحطة «هينكلي بوينت سي» في سوميرست التي يجري العمل فيها حالياً، هي الوحيدة الجديدة في أعقاب إلغاء عدد من المحطات بدعوى ارتفاع التكلفة.
وقال توم جريتريكس، المدير التنفيذي لرابطة قطاع الطاقة النووية، مجموعة الضغط: «هناك حاجة ملحة وواضحة لإحلال المحطات القديمة العاملة بالطاقة النووية».
وأكد ريتشارد هاوارد، مدير البحوث في مؤسسة إيرورا لاستشارات الطاقة، أنه يمكن تحقيق هدف 2050 باستخدام عدد من السيناريوهات المختلفة وعلى سبيل المثال، زيادة سعة الطاقة المتجددة واستخدام تقنية البطاريات والكابلات تحت الماء التي تساعد في جلب كهرباء بنسبة منخفضة من الكربون من بلدان أخرى مثل النرويج. وأضاف، أنه لا يزال من الممكن استغلال الغاز في توليد الكهرباء، في حالة توافر تقنية حجز وتخزين الكربون للتصدي لانبعاثات الغازات.
لكن يبدو، أن لكل سيناريو تحديات وأسئلة ترتبط به وبمدى جدواه الاقتصادية. وإذا كان على المملكة المتحدة الاعتماد على الطاقة المتجددة بصورة دائمة، فعليها الإجابة عن أسئلة مثل، ماذا يترتب عليها القيام به في الفصول التي تحتجب فيها الشمس وتتوقف الرياح عن الهبوب.
ومن المرجح، تحقيق النسبة المستهدفة هذه السنة، نظراً للنمو السريع الذي حُظيت به الطاقة المتجددة على مدى السنوات العشر الماضية، خاصة الرياح، لكن أيضاً بسبب التراجع الحاد في استهلاك الفحم، الذي تخطط الحكومة للتخلي عنه بالكامل بحلول 2025. وشهد هذا العام، تحطيم العديد من الأرقام القياسية، بما فيها تسجيل أطول مدة خالية من استخدام الفحم، آخرها استمرت 18 يوماً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©