السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«المستر إيطالي»

«المستر إيطالي»
24 يناير 2020 00:17

مراد المصري (دبي)

كثيراً ما يتم إطلاق مسمى «مستر» على المدرب في كرة القدم الإيطالية بشكل خاص، وهو ما بات عرفاً يسير عليه اللاعبون في احترام مدربيهم بأن يسبق مخاطبتهم بهذا المسمى، لكن كشف التدقيق على الأمر أن أول من حظي بهذا المسمى لم يكن مدرباً إيطالياً، بل كان الإنجليزي ويليام جاربوت.
وكان جاربوت لاعباً في أندية أرسنال وريدينج وبلاكبيرن، لكن انتهت مسيرته في الملاعب مبكراً في سن التاسعة والعشرين بسبب الإصابة، فقرر البحث عن وظيفة في مدينة جنوى الإيطالية، وذلك لأسباب غير واضحة، فبعضهم يرجح سعيه للعمل في ميناء المدينة، وهو الذي أبصر النور في مدينة ستوكبورت، بالقرب من مانشستر ونهر ميرسي، فيما تذهب رواية أخرى بتلقيه دعوة من فيتوريو بوزو مدرب منتخب إيطاليا، بعدما شاهده لاعباً مع بلاكبيرن، وأعجب بأسلوبه. الإنجليزي سرعان ما بات مدرباً لفريق جنوى، وأدخل أساليب تدريبية غير مسبوقة في المشهد الكروي الإيطالي، من اهتمام باللياقة البدنية والتكتيك ومتابعة أدق التفاصيل، فحل الفريق وصيفاً في 1913 في دوري منطقة الشمال، وبات اللاعبون ينادونه بوصف «مستر»، كناية عن احترامهم له.
ونجح جنوى في الفوز بلقب الدوري في 1915 بعد 11 عاماً من الصيام عن الإنجازات، ثم توقفت البطولة بسبب الحرب العالمية الأولى، وهو ما أجبر المدرب على العودة لإنجلترا، والمشاركة في جيش بلاده في معاركه.
عاد الرجل الإنجليزي مجدداً إلى جنوى بعد ختام الحرب في 1918، وسرعان ما تابع بناء فريق لا يقهر فيها، ليفوز بالدوري بلا أي هزيمة في موسم 1922-1923، وحافظ عليه بالموسم التالي بثلاث هزائم فقط.
مغامرة الإنجليزي في إيطاليا تواصلت، قاد فريق روما للقب الكأس، ثم حل بالمركز الثالث بالدوري مع نابولي ثلاث مرات، كأفضل إنجاز بتاريخ الفريق آنذاك، ثم رحل إلى إسبانيا، ونال لقب دوريها مع أتلتيك بلباو، ثم غادرها لأن حرباً جديدة لاحقته، وكانت الحرب الأهلية في إسبانيا.
الرجل واصل التدريب لموسم مع ميلان، ثم مجدداً مع جنوى قبل أن تأتي الحرب العالمية الثانية لتصمت الكرة، تاركة المجال للدبابات والطائرات، ولأن إنجلترا كانت في الحلف المعادي لإيطاليا، فإن المدرب العجوز قام بانتحال شخصية أخرى مع زوجته، ليتسنى له البقاء في إيطاليا، قبل أن يتسبب قصف جوي بمقتل رفيقة دربه في 1944.
خبر وفاته في 1964 لم يجد أي اهتمام من الإعلام الإنجليزي، فيما أفردت الصحف الإيطالية تغطيات موسعة لذكراه وما قدمه لكرة القدم في بلاد اعتبرته أحد المؤسسين لنهضتها الكروية، وأحد الأسباب الخفية لجيل نال كأس العالم مرتين في 1934و 1938، حيث وصفه مدرب المنتخب في الثلاثينيات فيتوريو بوزو، بأنه أهم رجل في تاريخ كرة القدم الإيطالية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©