"دويتشه بنك": قانون الاستثمار الأجنبي في الإمارات يجتذب الشركات العالمية

حسام عبدالنبي (دبي)

يسهم القانون الجديد للاستثمار الأجنبي الذي أقرته دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخراً، ويسمح للأجانب بتملك ما يصل إلى 100% في 122 قطاعاً في تشجيع كبريات الشركات العالمية، بما في ذلك الشركات والمستثمرون في ألمانيا، على الاستثمار في أسواق الدولة، حسب سيد كمران زيدي، مدير قسم تمويل التجارة لمنطقة الخليج العربي وباكستان في «دويتشه بنك».
وأكد في تصريحات لـ«الاتحاد» أن القانون يجتذب شركات عالمية تعمل في قطاعات جديدة مثل الابتكار والتكنولوجيا والفضاء والطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي، ما يسهم في دعم أهداف الدولة الواردة في رؤية 2021.

الشريك الأهم
وقال زيدي، إن دولة الإمارات تعتبر الشريك التجاري الأهم لألمانيا في منطقة الشرق الأوسط إلى جانب المملكة العربية السعودية، متوقعاً أن تصبح ألمانيا خامس أكبر مورّد للبضائع إلى الإمارات بحلول 2030.
وبلغ حجم التجارة الخارجية بين الإمارات وألمانيا خلال عام 2018 نحو 13.25 مليار دولار (48.6 مليار درهم)، توزعت بين 10.9 مليار دولار قيمة الصادرات الألمانية إلى الإمارات، و878 مليون دولار صادرات إماراتية إلى ألمانيا، و1.44 مليار دولار قيمة إعادة التصدير من الإمارات إلى ألمانيا، حسب بيانات وزارة الاقتصاد.
وأوضحت البيانات أن واردات الإمارات من ألمانيا شملت الطائرات والسيارات والآلات والأجهزة الكهربائية والمنتجات الكيميائية، وأما أهم واردات ألمانيا من الإمارات فتمثلت في منتجات صناعات الألمنيوم والمنتجات البتروكيماوية.
وتوقع زيدي، أن تشهد العلاقات التجارية والأعمال بين ألمانيا ودولة الإمارات نمواً بحيث تصبح ألمانيا خامس أكبر مورّد للبضائع إلى دولة الإمارات بحلول عام 2030، لاسيما مع ازدياد عدد مشاريع البنية التحتية وارتفاع أسعار النفط.
وأشار زيدي، إلى أن نمو عدد الشركات الألمانية التي تزاول أنشطتها في الإمارات، والتي يصل عددها الآن إلى 900 شركة، يشكّل منصة مهمة تتيح لهذه الشركات الدخول إلى مزيد من الأسواق في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا من خلال مكاتبها في دولة الإمارات.
ونوه إلى أنه بالإضافة إلى ما سبق، تجمع بين ألمانيا والإمارات اتفاقيات عديدة، منها اتفاقية النقل الجوي، واتفاقية لحماية الاستثمار، بالإضافة إلى اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، والتي تمثل ركيزة أساسية في الشراكة الناجحة والعلاقات الوثيقة بين البلدين.

أخبار ذات صلة

«الأبيض الأولمبي» يودع كأس آسيا

«أبيض الناشئين» يتألق أمام البحرين بـ«سداسية»

اهتمام ألماني
ووفقاً لمدير قسم تمويل التجارة لمنطقة الخليج العربي وباكستان في «دويتشه بنك»، فقد تلاحظ للبنك وجود اهتمام كبير من الشركات الألمانية بالعمل والاستثمار والتجارة مع دولة الإمارات، خاصة أنها تضم ديموغرافيا واحدة من أغنى شرائح المستهلكين في العالم، إلى جانب أن الحكومة الإماراتية توظف استثمارات ضخمة في مجال البنية التحتية والمؤسسية، يدعمها بذلك شريحة شابة من القوى العاملة الإماراتية التي تمتاز بتعليم واطلاع تقني عالٍ.
وأضاف: «تعتبر دولة الإمارات مركزاً تجارياً ومالياً مهماً نظراً لموقعها الاستراتيجي المتميز بين أوروبا وآسيا، وتسعى الإمارات أيضاً إلى بناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة، وبيئة جاذبة للاستثمارات الأجنبية، وسوق مفتوحة تمتاز بالاستقرار، ونظام حديث للتشريع، بالإضافة إلى ترسيخ قيم التعايش والتسامح وتقبل الآخرين».
وأشار إلى أن المشاركة الألمانية في معرض دبي إكسبو 2020 تأتي تأكيداً لرغبة ألمانيا والشركات الألمانية لخططها في تعزيز التعاون مع دولة الإمارات، حيث سيكون وجودها ملموساً في هذا المعرض الدولي من خلال جناح تقدّر قيمته الإجمالية بحوالي 50 مليون يورو يمتد على مساحة 4500 متر مربع.

حملة توسع إقليمية
ورداً على سؤال عن دور «دويتشه بنك» في زيادة حجم الاستثمارات والعلاقات التجارية بين الإمارات وألمانيا، أجاب زيدي، بأنه نظراً للأهمية التجارية التاريخية التي تتمتع بها المنطقة، بدأ «دويتشه بنك» قبل سنوات حملة توسع إقليمية في أنحاء منطقة الخليج العربي، ابتدأها بافتتاح مكتب تابع للبنك في العاصمة الإماراتية أبوظبي عام 1999، ما مهّد الطريق لدعم أنشطة الشركات الألمانية في منطقة الشرق الأوسط.
وقال: «إنه من خلال ثلاثة مكاتب للبنك في دولة الإمارات، يدعم (دويتشه بنك) نمو قطاع الأعمال الألماني في الدولة من خلال دعم المتطلبات المصرفية اليومية من إدارة النقد والتمويل التجاري وصرف العملات الأجنبية، بالإضافة إلى تمويل المشاريع في قطاعات الطاقة والنفط والغاز وغيرها».