عدد اليوم
برلين (رويترز، د ب أ)
أفادت بيانات أمس، أن البطالة في ألمانيا ارتفعت أكثر من المتوقع في ديسمبر، مما يعزز المؤشرات على أن الضعف في قطاع الصناعات التحويلية يؤثر سلباً على سوق العمل في أكبر اقتصادات أوروبا.
وأظهرت بيانات من مكتب العمل الاتحادي أن عدد العاطلين ارتفع بواقع ثمانية آلاف إلى 2.279 مليون بعد التعديل في ضوء العوامل الموسمية. يأتي ذلك بالمقارنة مع متوسط توقعات لـ«رويترز» كان لزيادة قدرها ألفان.
وأوضح أن هذا العدد يزيد بمقدار 47 ألف شخص مقارنة بشهر نوفمبر الماضي، وبمقدار 18 ألف شخص عن ديسمبر 2018.
وأثر ركود في قطاع الصناعات التحويلية ناجم عن ضعف الصادرات على سوق العمل القوية في ألمانيا التي تشكل دعامة دورة نمو يقودها الاستهلاك. وتسبب أيضاً في ضعف النمو. وأظهرت بيانات أن زيادة البطالة هي الأعلى منذ مايو. واستقر معدل البطالة عند 5%، بزيادة طفيفة عن المستوى القياسي المنخفض 4.9% المسجل في وقت سابق من 2019.
إلى ذلك، أعلنت رابطة المطارات الألمانية (ايه دي في) أنها تتوقع تراجع أعداد ركاب مطاراتها في العام الحالي.
وفي تصريحات لصحيفة «فرانكفورتر الجماينه تسايتونج» الألمانية الصادرة أمس، قال رالف بايزل، الرئيس التنفيذي للرابطة: «لن يستطيع النقل الجوي في ألمانيا أن يواصل مسار النمو الذي تحقق في السنوات الأخيرة». وأضاف بايزل أن عدد ركاب المطارات الألمانية سيتراجع في العام الحالي بنسبة 0.7% مقارنة بعام 2019، كما ستتراجع أعداد الرحلات بنسبة 2.9%.
وأعرب بايزل عن اعتقاده بأن «ظروف السوق القاسية المتأثرة بارتفاع أسعار الوقود وإفلاس شركات، ستدفع خطوط الطيران إلى تقليص خططها للنقل الجوي على نحو صارم».
واستبعد بايزل أن يكون لظاهرة «الخجل من الطيران» تأثير على هذه الأعداد.
تجدر الإشارة إلى أن ظاهرة «الخجل من الطيران» هي دعوة أطلقها نشطاء بيئيون للتخلي عن الرحلات الجوية بقدر المستطاع حفاظاً على البيئة في ظل التغير المناخي.
وعزا بايزل التراجع في هذه الأعداد إلى ارتفاع أسعار النفط وضعف الحالة الاقتصادية والصراعات التجارية وحظر الطيران المفروض على موديل بوينج 373 ماكس بالإضافة إلى الزيادة المزمعة على ضريبة النقل الجوي التي رأى أنها تؤثر على خطط الرحلات الجوية في صيف 2020 «فالكثير من الرحلات انطلاقاً من ألمانيا لن تكون مجدية اقتصادياً وستكون النتيجة شطب الرحلات في المطارات».
وكان قطاع النقل الجوي عاد إلى طبيعته مرة أخرى بعد فترة وسعت خلالها شركات الرحلات المنخفضة من نطاق عروضها بعد إفلاس شركة اير برلين، ثاني أكبر شركة طيران ألمانية.
وتسبب التنافس في الأسعار بين شركات الطيران المنخفض في التأثير على عدد من الشركات، حيث أشهرت شركتا جيرمانيا و(واو اير) الإيسلندية إفلاسهما في 2019، فيما خسائر لسجلت شركة (يورووينجز) للطيران منخفض التكلفة والمملوكة لمجموعة لوفتهانزا. وسيؤثر تقليص جداول الرحلات الجوية على نتائج شركة فرابورت المشغلة للمطارات، حيث تشير توقعات الشركة إلى أن عدد الركاب سيرتفع في 2020 وعلى المدى المتوسط لكن ليس بالقوة التي كان عليها في سنوات الازدهار.
وتابع بايزل أن عدد الركاب في 2019 قد ارتفع بشكل طفيف إلى 244.7 مليون راكب، لكنه لم يحقق التوقعات التي كانت تشير إلى وصول هذا العدد إلى أكثر من 250 مليون راكب. واختتم بايزل تصريحاته بالقول: «دورة حركة النقل الجوي تحدث فعلياً في الصيف لكنها تتناقص في الشتاء بسبب شطب رحلات».
