الإثنين 6 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«ذِكرٌ قلِق».. حكاية اختفاء 200 عمل فني ناهضت الإمبريالية والاستعمار!

«ذِكرٌ قلِق».. حكاية اختفاء 200 عمل فني ناهضت الإمبريالية والاستعمار!
21 يناير 2019 02:38

نوف الموسى (دبي)

أكدت الجلسة النقاشية لكتاب «ذِكرٌ قلِق: الفنانون والتضامن الدولي والمتاحف في المنفى» التي انعقدت مساء أمس الأول، في مركز جميل للفنون بمدينة دبي، ومعرض الصور المصاحب لها، ما كتبته الكاتبة ربيكا هيلد، في مجلة «فريز» الفنية، عن ردات فعل الجمهور ورغبتهم في اكتشاف السبب الفعلي لاختفاء 200 عمل فني من 30 دولة، سعت لمناهضة مفاهيم الإمبريالية والاستعمار، حيث أوردت هيلد أن الجمهور أراد خلال المناقشة إدراك هذا الاختفاء من حيث الجوهر أو من الذاكرة. حدث ذلك أثناء مناقشة كريستين خوري ورشا سلطي بحثاً حول «معرض التشكيل العالمي من أجل فلسطين (بيروت ـ 1978)» في مارس 2014 بالشارقة. وهو ما تجلى أيضاً، أثناء قيام كريستين، مرة أخرى، بسرد ما بعد حادثة قصف المبنى الذي تم فيه تخزين الأعمال والآثار الأرشيفية والوثائقية لذلك المعرض الذي تم تدميره كلياً بشكل مأساوي أثناء الحصار الإسرائيلي لبيروت 1982، كما يتضح في ما طرحته للمهتمين في «جميل للفنون»، حول أهمية التحقيق والتحري حول الكيفية التي تم من خلالها أخذ الأعمال، وعدم الاكتفاء بقراءات تحليلية لتلك الأعمال .
البحث عن المجهول، هو البعد التاريخي الأكثر متعة، في توثيق الفنون حول العالم، وانطلاق الباحثتين كريستين خوري ورشا سلطي، من هذا الفضاء الفسيح، سمح لهما بإنجاز المشروع عبر 3 مراحل رئيسة، أولها: البحث الرصين حول «معرض التشكيل العالمي من أجل فلسطين»، ما يقدم فهماً للإنتاج الفني على مستوى الظروف السياسية والاقتصادية والثقافية، إضافة لدراسة نشأة القيم النابعة من المؤشرات الفنية، وتفاعلاتها المجتمعية.
وثانيهما: إقامة معرض فني، حول مشروع بحثهما في مؤسسات ثقافية بأبعاد استراتيجية، مثل مؤسسة «MACBA» بمدينة برشلونة، تعرضان فيها رحلة التنقيب عن «معرض التشكيل العالمي من أجل فلسطين»، الذي هدف وقتها لتأسيس مبادرة لـ «متحف في المنفى».
وثالثهما: إصدار كتاب متكامل حول التجربة البحثية على مدى سنوات، وصولاً إلى حقيقة تلك الأطياف المجهولة في بيئة حركة التضامن الدولية المناهضة للإمبريالية في السبعينيات. واللافت في هذا المحور، ما نشره موقع «MACBA» الفني، حول الانتعاش الذي شهدته المعارض الفنية خارج إطار المتاحف والمؤسسات، في النصف الثاني للقرن العشرين، وبالمقابل فإن الرغبة في خلق أشكال جديدة من المؤسسات أدى إلى غرق هذه المبادرات وتدميرها المادي أو تلاشيها من الذاكرة.
وأوضحت كريستين خوري، أن الحراك الذي أحدثه معرض «التشكيل العالمي من أجل فلسطين»، أدى إلى تعرفهما حول القصص النابعة من مفهوم «المتاحف في المنفى» التي عاصرت معرض بيروت، ومنها «المتحف الدولي للمقاومة لسلفادور ألليندي» و«فنانون ضد الفصل العنصري»، و«الفن المختص بشعب نيكاراغوا»، وجميعها شكلت تداخلات نوعية لفنانين بحثوا في صراعات مثل «الحرب المستمرة في فيتنام»، و«ديكتاتورية بينوشيه في شيلي»، و«نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا» والذي أدى، بدوره، إلى أن يتبلور كتاب «ذكر قلق: الفنانون والتضامن الدولي والمتاحف في المنفى»، جامعاً مساهمات لمفكرين وقيّمين فنيين وكتّاب وآرائهم حول هذه التواريخ والجهود المهمشة التي جرت في مدن مثل بغداد وبيروت وبلغراد ودمشق وباريس والرباط وطوكيو ووارسو، مقدماً ترجمات للنصوص الأساسية والمقابلات الأخيرة والنوعية مع بعض الشخصيات المعنية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©