السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«سلطان بن زايد التراثي».. لوحة الماضي على أرض الحاضر

«سلطان بن زايد التراثي».. لوحة الماضي على أرض الحاضر
21 يناير 2019 02:39

أشرف جمعة (أبوظبي)

برعاية وحضور سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، رسخ مهرجان سلطان بن زايد التراثي، مكانته وسط المهرجانات العالمية التي تهتم بالموروث، ففي اليوم الأول لانطلاق هذا الحدث التراثي البارز أمس في منطقة سويحان، توافد العديد من الزوار على كل الميادين من أجل المشاركة والتفاعل وإظهار الاهتمام بكل الأنشطة، ومن ثم الغوص في تفاصيل الحياة القديمة التي أسس لها الآباء والأجداد.
وقد ازدهى السوق الشعبي بمعروضاته التي تسافر بالزوار إلى زمن الصناعات التقليدية والحرف اليدوية، فضلاً عن وجود بعض الدكاكين التي تبرز مقتنيات الماضي التي تمثل في حد ذاتها متاحف شخصية، فضلاً عن وجود دكاكين أخرى لتقديم وجبات الطبخ الشعبي الماضي، كما تبرز جوانب الموروث في ركن البيئة البحرية التي تطل بأنشطتها التي تعبر عن حياة أهل البحر بالإضافة إلى العديد من الجهات المشاركة تتفاعل مع المهرجان الذي ينطلق في عام التسامح، ومن ثم مد جسور التواصل بين الماضي والحاضر، حيث حضر الزوار من مختلف الجنسيات، ومشاركة مكتبة مركز زايد للدراسات والبحوث ومعرض مقتنيات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

الحياة القديمة
حول انطلاق المهرجان في منطقة سويحان وتواصل فعالياته حتى الثاني من فبراير المقبل، يقول رئيس لجنة السوق الشعبي أحمد مرشد الرميثي: يمثل المهرجان أهمية كبيرة لمحبي الموروث الإماراتي فهو يعبر عن حياة الآباء والأجداد على صفحة الحاضر، وفي كل عام ينتظر الكثير من الجمهور هذا الحدث من أجل الحضور إلى منطقة سويحان ومن ثم التفاعل مع الأنشطة التي تظلل ساحات المهرجان، مشيراً إلى أن السوق الشعبي يحظى بحضور العديد من العارضين حيث يصل عدد الدكاكين إلى 70، بحيث تتنوع المعروضات لتلامس كل ألوان الحياة القديمة، إذ تتمثل المشاركات في عرض العديد من المنتجات التراثية مثل الأشياء المصنوعة من خوص النخلة لتشكل لوحة جمالية، ويلفت إلى أن هناك دكاكين تبرز الطبخ الشعبي وتقديم وجبات مثل الهريس والبلاليط والثريد واللقيمات وغيرها من الأطعمة الأخرى التي يحرص على تناولها الزوار وبخاصة الصغار الذين يقفون أمام هذه الدكاكين من أجل تناول وجباتهم المحببة.
ويشير إلى أن هناك دكاكين تعرض المصنوعات اليدوية والمشغولات التي تزدهي بحلل الماضي، مثل العقود والأساور والخواتم وغيرها فضلاً عن وجود العطور والدخون والملابس الشعبية، وفي الوقت نفسه يزدهي المهرجان بالبيئة البحرية ومشاركة مكتبة مركز زايد للدراسات والبحوث ومعرض مقتنيات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ووجود الحرفيات والكثير من الجهات الراعية.

قيم وتقاليد
آمنة يوسف أحمد حرصت على الحضور هذا العام، خصوصاً أنها تعرض المنتجات اليدوية الإماراتية مثل السرود والجفير والمهفة والكثير من الأشياء المصنوعة من خوص النخلة، وتلفت إلى أن المهرجان يكتسب أهميته من خلال اهتمامه بالموروث الشعبي الأصيل وبمحاولة تعريف الأجيال بمفرداته العميقة، لافتة إلى أن الكثير من الزوار دائماً يشعرون بالانبهار أمام هذه التشكيلات الفنية من الأعمال اليدوية التي يتخذها البعض للزينة حالياً في البيوت ويستعملها البعض الآخر حتى الآن، خصوصاً أن ما تركه الآباء والأجداد يشكل لوحة الماضي على أرض الحاضر وأن المهرجان يرسخ للحياة القديمة ويعطي للزوار لمحة عن تلك الحياة الزاخرة والمليئة بالأسرار، موضحة أنها تعمل على الحفاظ على واحدة من مهن الأجداد، وهي سعيدة بهذا العمل الذي يجعلها على صلة بالماضي ومن ثم تقديم رسالة إلى أبناء الجيل الجديد مفادها أن الموروث الشعبي الإماراتي يحمل قيماً وتقاليد عريقة.

أسرار الموروث
وتشير سلامة الكعبي إلى أنها تشارك في المهرجان هذا العام وتعرض الكثير من الأطعمة الشعبية التي تطهى أمام الجمهور، والتي تجد الإقبال عليها كونها مستمدة من الماضي وتقاليده وتلفت إلى أن الزوار وهم يتجولون في المهرجان يتوقفون على دكاكين الأطعمة الشعبية ويطلبون وجبات، مثل الهريس واللقيمات والسريد والبلاليط وخبز الرقاق والكثير من هذه الأكلات التي تحرص على تناولها الأسر الإماراتية وتذوقها الجمهور من كل الجنسيات.
وتبين أن المهرجان يترك المجال مفتوحاً للجمهور من أجل التعرف إلى أسرار الموروث والتطرق إلى القيم والتقاليد الإماراتية خصوصاً أن التراث المحلي زاخر بمفردات عريقة، وترى أن الأطعمة الشعبية، هي حلقة وصل بين ما كان يحرص عليه الآباء والأجداد قديماً، خصوصاً أن هذه الأطعمة الشهيرة كانت موجودة بشكل يومي على موائدهم، وأن هذه الأطعمة اليوم هي زاد أبناء الوطن الذين يحرصون بحب على أن يحافظوا على هذا الميراث الوطني الأصيل.

مقتنيات زايد
علي راشد الكعبي الذي زار معرض مقتنيات الشيخ زايد، أوضح أنه حرص على زيارة المهرجان مع محمد الزخمي أحد أصدقائه وأنه منذ سنوات طويلة وهو يتفاعل مع المهرجان ومسيرته التراثية خصوصاً أنه حدث فريد في المنطقة، وواحد من أهم المهرجانات التي تزخر باهتمام محلي وعربي وعالمي، وأنه لاحظ وجود العديد من الزوار من جنسيات مختلفة، وأنهم جاءوا للتعبير عن مدى اهتمامهم بالفعاليات والأنشطة التي تختصر ماضي الأجداد وتعبر عن مفردات أصيلة.
ويشير إلى أنه زار المهرجان واستمتع بالمعروضات المتنوعة ومدى حرص أصحاب الدكاكين على تقديم مشغولات يدوية ذات قيمة حقيقية فضلاً عن وجود البيئات القديمة وبخاصة البيئة البحرية التي تستعرض حياة البحارة القدامى، وتقدم ورشات مهمة عن الصيد باللؤلؤ وشباك الصيد القديمة فضلاً عن وجود الكثير من الحرفيات اللواتي يقدمن ورشات حية عن عمل الكاجوجة والغزل وتشكيل الخوص وغيرها من الورش التي يهتم بها الجمهور.

حرف تراثية
وتورد شرينه خادم سيف إحدى الحرفيات، أنها تعمل بغزل خيوط التلي منذ سنوات طويلة، وأنها تشعر بسعادة غامرة عندما تنقل للجيل الجديد خبرتها في هذا المجال، لافتة إلى أن المهرجان يحتفي بالموروث الشعبي الإماراتي الذي يمتلك حضوراً في المكان والزمان، وأنها تقدم ورشاً حية للجمهور، وتسهم في توعية الجيل الجديد بأهمية الحفاظ على الموروث الشعبي الأصيل.
وقالت إنها لاحظت أن الكثير من الزوار الأجانب يحبون التعمق في مفردات التراث الإماراتي، وتجد لديهم رغبة في التعرف إلى أسراره، حيث يجلسون أمامها ليشاهدونها وهي تشكل خيوط التلي على الكاجوجة، مشيرة إلى أن بعض الزوار يطلبون منها أن تعلمهم ومن ثم تترك لهم الكاجوجة لكي يحاولوا العمل عليها، وهو ما يجعلها تعيش أجواءً مختلفة في المهرجان، باعتباره العرس التراثي، الذي يعبر عن ثقافة إماراتية لها جذورها التاريخية.

خيمة التسامح
يقول سعيد المناعي مشرف عام المهرجان، إن خيمة التسامح التي تم تدشينها هذا العام تتوافق مع «عام التسامح» وهي تستقبل الزوار وتحتفي بهم خصوصاً أن التسامح من شيم أبناء الإمارات، لافتاً إلى أن المهرجان يتزامن مع عام التسامح، وأن هذه الانطلاقة المميزة للفعاليات تؤكد أهمية الحفاظ على الموروث الشعبي الأصيل، خصوصاً أن الزوار يتدفقون بغزارة ويشاركون في كل الأنشطة وأن خيمة التسامح تعمل من خلال منطلقات تعبر عن أصالة الجذور والقيم العربية الأصيلة التي تعيش في قلب جميع المواطنين، وأن عام التسامح يجعلنا نعيش في حب وسلام واحترام للآخر.

مشاركة طلاب المدارس
وسط أجواء تراثية أنبث العديد من طلاب المدارس في جنبات السوق الشعبي بالمهرجان، وهم تغمرهم الفرحة كونهم يحضرون اليوم الأول للفعاليات ويشاركون في الأنشطة ويتعرفون إلى العادات والتقاليد الأصيلة، حيث يلفت سيف سعيد إلى أنه جاء مع زملائه للمشاركة في فعاليات المهرجان وأنه استمتع كثيراً بالأنشطة والحرف اليدوية والمعروضات التقليدية والكثير من الدكاكين التي تحتفي بالمقتنيات التراثية القديمة التي تشكل جزءاً مهماً من تاريخ الآباء والأجداد، وأنه دخل «ستوديو عكس» وأمسك بأحد الصقور وساعده في ذلك المدرب التراثي، ويرى أن مشاركة الصغار في هذا الحدث ينمي لديهم الوعي، ويجعلهم على صلة بماضيهم العريق ويطلعهم على موروثات قديمة لاتزال حيّة بفضل الجهود الكبيرة للحفاظ على الموروث الشعبي الإماراتي الغني بتفاصيل الحياة القديمة ورحلة الأجداد في الماضي.

تعريف بالمفردات البحرية الأصيلة
اكد حثبور الرميثي المستشار التراثي في نادي تراث الإمارات، أن ركن البيئة البحرية في المهرجان يستقطب كل عام الزوار من الكبار والصغار، خصوصاً أنه يزخر بالعديد من المفردات البحرية الأصيلة مثل شباك الصيد التقليدية، وطرق صنعها، وأن الورش التي يحضرها الجمهور، لها أثر عميق في نفوسهم كونها تعرفهم بالثقافة البحرية في الإمارات.
وأوضح أنه يقدم ورشاً حية عن طرق الصيد باللؤلؤ ويعرف الجيل الجديد تحديداً بأسرار البيئة البحرية ويجيب عن أسئلتهم خصوصاً أن المهرجان له أثر كبير في ربط الأجيال بماضي الأجداد، مشيراً إلى أن الحياة البحرية في الإمارات متعددة الجوانب وغزيرة وأن الاطلاع عليها من قبل الزوار يعرفهم بركن أصيل من الموروث الشعبي الإماراتي وأنه يحرص على حضور الفعاليات والتفاعل مع الجمهور.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©