الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدرب ليس متدرباً

19 يوليو 2010 21:03
أُتيحت الفرصة هذا الصيف لبعض الشباب والصغار لمقاربة مختلف التدريبات التثقيفية والعلمية والعملية بطرق تُوصل المعلومة بيسر بعيدا عن التوتر والقلق، الذي يخلقه جو الدراسة نتيجة إرفاق الدرس بمفهوم الامتحان، تعلم الكثيرون وتألق البعض، واكتشفت مواهب أخرى في مجالات شتى، وكانت فرصة اختبر الجميع من خلالها قدراتهم الفكرية والمعرفية والتواصلية، أخرجتهم من روتين الأيام الدراسية، وحققت لهم الدمج الاجتماعي بخلق صداقات جديدة وكسرت حاجز الصمت والانطواء، كل ذلك نجحت في خلقه بعض المراكز الصيفية الخاصة منها والعامة، كل حسب توجهه وحسب قدرات مطوريه ومدرسيه. ومن جهة أخرى أصابتنا الدهشة إثر زياراتنا لبعض المراكز التي أتاحت الفرصة لصغار السن في خوض تجارب علمية بسيطة، عميقة بالنسبة لهم، خطّوا ولونوا وخلقوا لوحات ستظل عالقة في أذهانهم وحلقوا في مساحات واسعة من الآمال والأحلام، وتلقى آخرون دورات تعرفهم بقدراتهم الذاتية، وتعلي ثقتهم بأنفسهم، هذه الدورات التي لم يخل منها مركز، حتى طفى السؤال على السطح: لماذا هذا الزخم من الضخ في دورات تنمي المهارات وتقويها؟ هل هناك حاجة لذلك فعلا؟ أم هو ترف وموضة أصبحت موجتها تروي شغف كل متلق لها وذويه؟ لا خلاف حول الدورات وحول كل ما تم تقديمه ولازال يقدم في إطار المراكز الصيفية لصالح الطلبة صغارا وكبارا إناثا وذكورا، لأن ذلك سيكشف عن طاقات ترفد المجتمع الإماراتي بأحسن الناس، لكن الأهم هو السؤال عن تخصص هؤلاء الذين يقدمون هذه الدورات، هل هم مؤهلون علميا، بيداغوجيا، ونفسيا لتقديم المادة المطلوبة في مستواها المطلوب؟ أم هو فقط ملء خانات وبياض أماكن يجب أن تلون؟ والسؤال يتخذ مشروعيته مما يجري في بعض المراكز الصيفية، ففي مرة تقدمت سيدة بالشرح عما يطرح أمامها من أوراق ومكعبات وألوان، وأدوات تقدم من خلالها مادة فكرية لطلاب تتجاوز أعمارهم الثامنة، سُئلت عن تعليمها فقالت معلمة لغة عربية، وعن صلة ذلك بما تقدمه من مواد فكرية وألعاب ذكاء، قالت انها على دراية بالمجال، وانحصر ما تقدمه على بعض المهارات البسيطة من قص أوراق وتركيب بعض المكعبات التي يعمل على تركيبها طفل صغير لازال يغالب طراوة أصابعه. كل ما يقدم يعتبر جيدا ورائعا، لكن تبقى بعض الهفوات التي تفتح باب التساؤل، حيث استوقفني أمر مدرب شاب طلبته إحدى المؤسسات التعليمية الكبرى لتقديم دورات لطلابها في مجال دقيق يتعلق بالإلكترونيات، وهذا المجال به من المتفرقات ما يصعب الحديث عنه في صفحات متخصصة، هكذا لم يكن ملما بكل جزئيات ما سيقدمه لطلاب ربما يدفعون كثيرا من الثمن لاستيعاب معلومات قد تكون مغلوطة، فاستعان بآخر لتفسير وضبط ما سيقدمه مرتجفا أمام طلاب قد يدركون ضعفه المعرفي. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©