عدد اليوم
يواجه المنتخب السعودي اليوم نظيره الياباني، أبرز المرشحين للقب الآسيوي، والذي تتوخى المنتخبات عدم مواجهته، خصوصاً في الأدوار الإقصائية المبكرة من البطولة، لكن ذلك أمر لا مناص منه، لمن يبتغي المنافسة على اللقب، فالمنتخب الذي يرى نفسه واحداً من الكبار عليه أن يجيد لعبتهم، وأن يتعاطى مع مثل هذه المباراة بمبدأ لابد مما ليس منه بد، وهذا ما أراه في هذه الموقعة الكبيرة، والتي كأني بالصقور السعوديين يغنون رائعة خالد الفيصل، وهم يستعدون لمواجهة «محاربي الساموراي»:
يا مدور الهين ترى الكايد أحلى
وأسأل مغني كايدات الطروقي
الزين غالي لكـن الأزين أغـلى
ولكل شـرايٍ بضـاعة وسـوقي
وواهم من يعتقد أن صعوبة المباراة ستكون على لاعبي المنتخب السعودي، فاليابانيون أنفسهم لم يكونوا يتمنون هذه المواجهة المبكرة، وهو ما سمعناه من الصحفيين اليابانيين الذين حضروا لتغطية تدريبات «الأخضر» في الشارقة، فخسارة منتخبهم في المواجهة الأخيرة التي جمعت المنتخبين في جدة ضمن تصفيات «مونديال روسيا» لا زالت غصة في حلوقهم، وهم يدركون جيداً قيمة المنتخب السعودي، فتاريخ المنتخبين فيه من الفواتير الكثيرة التي تجعل المباراة بحجم نهائي مبكر.
كل ذلك يعني أننا على موعد يمثل -بالفعل- نهائياً مبكراً، ويكفي المباراة قيمة أنها الوحيدة من بين جميع مباريات هذا الدور التي تجمع منتخبين حاصلين على لقب البطولة، ولأكثر من مرة، وهو أمر كافٍ لتبيان صعوبتها على المنتخبين، اللذين يسعيان لاستعادة اللقب المفقود، فالمنتخب السعودي يريد عودة لقبه الضائع منذ 23 عاماً، ومعه يسعى لاستعادة سيادته على «القارة الصفراء» التي تربع على عرشها طويلاً، ومثله المنتخب الياباني الذي أضاع لقبه في النسخة الأخيرة في أستراليا، حيث بقي في أرض «الكنجارو».
المباراة لا شك أنها صعبة على المنتخبين بكل المقاييس، لكن ثمة قيمة مضافة للمنتخب السعودي في هذه المباراة، وهي أنه يلعب على أرضه وبين جماهيره، وأنا أعني ما أقول، فالإمارات كانت ولا تزال «فأل خير» على «الأخضر»، ففيها حقق آخر ألقابه، وفيها أيضاً حقق كأس الخليج للمرة الأولى، بعدما استعصت عليه طويلاً، وفي أبوظبي ودبي والشارقة يستشعر أي سعودي أنه في الرياض أو جدة أو الدمام، وهو بين جماهيره، وهذا ما لا يحتاج إلى شواهد، فالسعوديون سيكونون حاضرين كما كانوا في المباريات الثلاث الماضية، ومعهم أشقاؤهم الإماراتيون ليغنوا معاً: ترى الكايد أحلى!.
محمد الشيخ
