الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

خولة السويدي في «المتحدثون بالكتابة».. الكتابة مثل القراءة «حق للجميع»

خولة السويدي في «المتحدثون بالكتابة».. الكتابة مثل القراءة «حق للجميع»
29 يوليو 2019 03:19

فاطمة عطفة (أبوظبي)

تبدأ الكاتبة الإماراتية خولة السويدي تأملاتها في الذات والناس والحياة بإهداء كتابها «المتحدثون بالكتابة» إلى المنصتين للحروف.. وتختمه قائلة: «كأني أترقب شيئاً ما سيأتي، وأعلم بأنه لن يأتي...»، وهي ترى أن «الترقب يجعل المسألة أقل قسوة، حتى لا يتحطم القلب في ضربة واحدة»، وهي تؤكد بذلك على الجانب المشرق من الحياة، الجانب المليء بالتفاؤل والأمل، مهما واجه الإنسان في عصرنا من مصاعب وأوجاع وخيبات.
من البداية تبين خولة أهمية الكتابة وقيمتها في اكتشاف النفس. وهي تخبر القارئ بأن علاقتها بالكتابة بدأت في سن مبكرة، موضحة أن هذه العلاقة يفهمها كل من يصبر ويتغلب على «آلامه بين حرف وحرف، لتخرج السعادة على شكل نصوص مقروءة». وكثيراً ما تشبِّه هذه الحالة بالعمل الزراعي الذي يحول الأراضي الجرداء إلى بساتين تموج بالرياحين والأشجار.
وهي تقرن، في عدة مواضع من الكتاب، بين الكتابة والحرية موضحة «أن الكتابة رئة أخرى نتنفس منها، ونزفر منها أوجاعنا...»، لافتة إلى أن «القلم كيان حي، وهو وعاء لكل المشاعر البشرية». والكاتبة تدعو القارئ إلى التنوع في قراءاته، بحيث لا يكتفي بالنواحي الأدبية، فالقراءة «لابد أن تطرق كل باب، وأبواب الكتب مفتوحة لكل أحد».
«هل الكتابة للنخبة أم للجميع؟!» بهذا السؤال تفتح خولة السويدي الباب واسعاً أمام قرائها. وتؤكد أن «من المجحف أن نحبط الأقلام الجديدة في انطلاقتها الأولى، بدلاً من تشجيعها وصقلها، ومثلما القراءة للجميع فالكتابة أيضاً للجميع». وتعلمنا الكاتبة أنها تجيد الإنصات، لكنها تصف نفسها بأنها غير ناجحة بالحديث، فهي باختصار «قلم، والقلم لا يتحدث بصوت البشر». وهي تؤثر الكتابة لأننا نتراجع إذا أخطأنا، أما الحديث فمعرض للخطأ والخلاف وربما الاعتذار. وتعلن أن «المرأة الكاتبة تحول دموعها إلى مدن جميلة وسرية من الكلمات». وفي حين تقضي غالبية النساء مساءاتهن بحثاً عن الأناقة والجمال، نجد أن الكاتبة تزركش جملها بالمعاني المنسقة.. وهي ترى جمالها الأسطوري لا ينفك أبداً من تعبيراتها الأدبية، وهي ترتبط عاطفياً بشخوص كتاباتها، ولذلك لا تحتاج إلى علاقة حب. وفي حالة الحب، لابد من التضحية. لكن ذلك ينتهي أحياناً بالخيبة. والتحدي هو الذي يحول الخيبات إلى زرع الأمل من جديد واسترداد جمال الحياة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©