الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عودة البكوات إلى المسرح القومي

عودة البكوات إلى المسرح القومي
3 يناير 2006
القاهرة - جميل حسن:
بعد غياب 12 عاما عادت مسرحية 'اهلا يا بكوات' الى المسرح القومي المصري بنفس ابطالها حسين فهمي وعزت العلايلي وسامي مغاوري ولقاء سويدان، وكان السؤال الذي طرح نفسه: لماذا 'اهلا يا بكوات' هل هو افلاس في النصوص المسرحية ام مجاملة لبطلي العرض حسين فهمي وعزت العلايلي وللمؤلف لينين الرملي والمخرج عصام السيد؟ لكن الاجابة جاءتنا على لسان اشرف زكي رئيس البيت الفني للمسرح ونقيب الممثلين المصريين الذي اكد ان 'اهلا يا بكوات' من الاعمال الجيدة التي لم يصورها التليفزيون، والغرض من اعادة تقديمها هو تصويرها تليفزيونيا حتى تحفظ في المكتبات لتشاهدها الاجيال خاصة ان المسرحية تصلح للعرض في اي زمان·
مسرحية 'اهلا يا بكوات' تدور احداثها في عصر المماليك حيث تبرز السلبيات الكثيرة التي كانت موجودة في ذلك العصر، سواء في قصور السلطة أو في قراراتها، كما تلقي الضوء على الطبقة المحكومة التي تواجه قهرا وتعجز عن صده، والمسرحية سبق عرضها عام 1989 ثم توقف عرضها لتعود مرة أخرى الى خشبة المسرح القومي عام 1993 واستمر عرضها موسما كاملا حققت فيه اعلى الايرادات لمسارح الدولة في ذلك الوقت، واستقطبت الجماهير من مسرح القطاع الخاص، وكانت مشاركة النجمين حسين فهمي وعزت العلايلي ثم النجم محمود ياسين في المسرحية القاطرة التي قادت العديد من النجوم المصريين الى مسرح الدولة بعد سنوات قضوها في مسرح القطاع الخاص، واحدثت مسرحية 'اهلا يا بكوات' دويا عندما عُرضت عام 1989 وهو ما شجع المسؤولين في مسرح الدولة على اعادة تقديمها ولذلك يؤكد مؤلفها لينين الرملي ان قرار اعادة عرض المسرحية لم يكن قراره فقد فوجيء بالمخرج عصام السيد يطلب منه الحضور الى المسرح القومي، لأن اشرف زكي رئيس البيت الفني للمسرح اتخذ قرارا باعادة عرض المسرحية ليصورها التليفزيون· ويضيف لينين: ذهبت الى عصام السيد واتصلنا بالفنانين حسين فهمي وعزت العلايلي اللذين ابديا دهشتهما في البداية ثم اقتنعا بالفكرة وفي اليوم التالي اجتمعنا وبدأنا بروفات المسرحية من جديد·
وعما اذا كان النص الأصلي للمسرحية حدث فيه تغيير قال لينين الرملي: لم يتغير اي مشهد في المسرحية، والذين يشاهدونها سيكتشفون اننا نقدم نفس النص الذي قدمناه عامي 1989 و1993 وكنت حريصا طوال اجراء البروفات على عدم زيادة مشهد أو حذف آخر، ولشدة حرصي حضرت كل البروفات التي سبقت عرض المسرحية والنص ليس في حاجة الى زيادة أو حذف·
في الصميم
وأكد لينين ان النص الذي كتبه منذ اكثر من ربع قرن مازال صالحا للعرض لأن ما كان يحدث في عصر المماليك يحدث في عصرنا الحالي وسيظل قائما في العصور المقبلة، فالفساد الذي يتمثل في الشر والاصلاح الذي يتمثل في الخير سيظلان الى يوم الدين، وما طرحته المسرحية من قضايا جادة تتمثل في فساد الحاكم وحاشيته والتساهل الذي يصل الى حد الضعف لا يزال منتشرا في العالم·
وقال أن المسرحية مليئة بالاسقاطات السياسية وحتى ابرهن على انها صالحة للعرض في اي زمان سيكتشف من يشاهدها اليوم ان ما كان يحدث في عصر المماليك مازال يحدث في عصرنا الحالي·
ويرى الفنان حسين فهمي ان المسرحية كان لابد من تصويرها تليفزيونيا لتنضم الى قائمة الاعمال التراثية التي من واجبنا ان نحافظ عليها لتشاهدها كل الاجيال، وسوف يثبت التاريخ ان 'اهلا يا بكوات' تحفة فنية تعيد الجمهور الى مسرح الستينيات الذي لا يزال مغريا للممثل حتى الآن·
ويضيف: الساحة الفنية تعاني في الوقت الحالي بسبب خلوها من الاعمال الجيدة، وعندما نجد عملا مثل 'اهلا يا بكوات' لابد ان نتشبث به ونلح في اعادته حتى يشاهده الجمهور، كما ان هذه المسرحية عندما قدمناها عام 1989 احدثت دويا واستقطبت الجمهور من القطاع الخاص، حتى ان اصحاب المسارح الخاصة قلصوا عروضهم لتصبح يومين فقط في الاسبوع·
وحول اتجاهه لمسرح القطاع الخاص قال حسين فهمي: لم افكر في ذلك، حتى لو كان العائد المادي مغريا، وكل ما يشغلني في هذه الفترة من مشواري الفني هو تقديم اعمال جيدة يستفيد منها الجمهور المتعطش للفن الراقي، ولو وجدت في مسرح القطاع الخاص ما يغريني فنيا فلن اتردد بشرط ان تكون تذكرة المسرح باسعار في متناول الجميع·
وحول المجهود الكبير الذي يتطلبه المسرح والذي يجور على اعماله الفنية الأخرى قال حسين فهمي: معروف ان المسرح يحتاج الى مجهود مضاعف من الفنان لكنني لم اتردد في الموافقة على اعادة عرض المسرحية حتى لو تعطلت فنيا في مجال الفيديو، اما السينما فانا بعيد عنها منذ فترة الآن ما تقدمه حاليا لا يناسبني كما ان انشغالي بعملي كسفير للنوايا الحسنة اخذ من وقتي المخصص للفن، ولذلك سوف اتفرغ في الفترة المقبلة للمسرح فقط حتى يشاهد الجمهور 'اهلا يا بكوات' ويسجلها التليفزيون· وحول الانتعاشة الفنية التي يشهدها مسرح الدولة في الوقت الحالي قال: عندما قدمنا مسرحية 'اهلا يا بكوات' عام 1989 كان اتجاهنا لمسرح الدولة حافزا للعديد من النجوم الذين قدموا اعمالا على مسرح الدولة وحققوا ايرادات كبيرة، فقبل 'اهلا يا بكوات' كان اهتمام النجوم المسرحي متجها لمسرح القطاع الخاص، لكن الايرادات التي حققناها وحجم الاقبال الجماهيري دفع زملاءنا لتقديم عروض مشابهة استمرت فترة طويلة، ومن ابرز هؤلاء الفنانين نور الشريف ويحيى الفخراني وبوسي ودلال عبدالعزيز وغيرهم·
واجب وطني
الفنان عزت العلايلي اكد ان قبوله المشاركة في مسرحية 'اهلا يا بكوات' كان بمثابة الواجب الوطني لأن الجمهور له حق على الفنان ويتمثل في تقديم أعمال ترتقي باحساسه وذوقه وتقدم له ما يفيده· و'اهلا يا بكوات' من الاعمال التي توفرت لها كل عناصر النجاح واهمها النص الجيد الذي يغازل العقول ولا يغازل الغرائز التي تعزف عليها كل الفنون في الوقت الحالي، فمن خلال المسرحية نؤكد ان ما تشهده الساحة العربية أو العالمية حاليا كان موجودا في عصر المماليك، وسيظل موجودا إلى الأبد وعلينا ان نفخر بأن لدينا كاتبا مثل لينين الرملي مازال متحمسا لمسرح الدولة، فغيره كثيرون يتهافتون على مسرح القطاع الخاص لأن العائد المادي فيه أكبر· ويضيف العلايلي: رغم المجهود الكبير الذي يتطلبه المسرح فانني سعيد بالعودة اليه واتمنى ان يستمر عرض المسرحية فترة طويلة لأن جمهور الفن الراقي في حاجة الى مسرح جاد يناقش همومه· وحول انشغاله بالدراما التليفزيونية دون السينما قال العلايلي: كل ابناء جيلي الذين يحترمون انفسهم وتاريخهم ابتعدوا عن السينما لأن ما نشاهده الآن لا يناسبهم حتى الكوميديا التي تعرض على الجمهور لا تقدم ضمن قضية يناقشها الفيلم مثل كوميديا زمان التي يشاهدها الجمهور حتى اليوم·
وحول عودة عرض المسرحية قالت لقاء سويدان: كنت في حاجة لعمل جيد اعود به الى الجمهور وقد شاركت في المسرحية عامي 1989 و1993 مع النجمين حسين فهمي وعزت العلايلي وهي من ارقى الاعمال التي شاركت فيها على مسرح الدولة وأتمنى استمرار عرضها فترة طويلة لأن في استمرارها فائدة لي فمن خلالها سوف اضمن التواجد فترة اطول مع النجمين حسين فهمي وعزت العلايلي لاستفيد من خبرتهما، كما ان وقوفي على خشبة المسرح القومي يحمل قيمة افخر بها طوال مشواري الفني· وقال سامي مغاوري: مسرحية 'اهلا يا بكوات' فيها تراجيديا وكوميديا كما انها عمل سياسي واجتماعي، وفيها فنانون كبار تحمسوا لتقديمها مرة ثالثة، وفخر للمسرح القومي ان يقف على خشبته نجوم في قامة حسين فهمي وعزت العلايلي لأن هذا المسرح صاحب التاريخ العريق عانى فترة طويلة بسبب عزوف النجوم الكبار عن المشاركة في عروض تنتجها الدولة، وانا اشعر بمتعة عندما اقف على خشبة هذا المسرح· وقال المخرج عصام السيد: تصوير المسرحية للتليفزيون أمر بالغ الأهمية وكنت حزينا عندما انتهت المسرحية عام 1989 دون ان يتم تصويرها، وزاد حزني عندما اعدنا عرض المسرحية عام 1993 دون تصويرها ايضا لذلك تحمست لقراراشرف زكي رئيس البيت الفني للمسرح عندما طلب اعادة المسرحية ليتم تصويرها تليفزيونيا· ونفى عصام السيد أن تكون هناك زيادة الحقها بالمسرحية حتى تتناسب مع ما يجري من احداث مؤكدا ان المسرحية فيها اسقاطات سياسية واجتماعية تتضمن الواقع الحالي وستظل 'اهلا يا بكوات' معالجة للواقع السياسي في أي عصر·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©