عدد اليوم
إيهاب الرفاعي (منطقة الظفرة)
وسط حضور جماهيري كبير ومشاركات واسعة من عشاق النخيل والتمور، اختتمت مساء أمس فعاليات مهرجان ليوا للرطب، المقام تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، والذي نظمته لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، في مدينة زايد بمنطقة الظفرة بإمارة أبوظبي.
شهد المهرجان في نسخته الحالية العديد من الفعاليات والبرامج والأنشطة التي حرصت اللجنة العليا للمهرجان أن تلامس اهتمامات وطموحات كافة المشاركين والزوار من مختلف دول العالم لتقديم باقة متنوعة من الفعاليات التي تسعى إلى تحقيق رسالة المهرجان وتحقيق أهدافه الرامية إلى ترسيخ مكانته السياحية على مدى 15 دورة متتالية. كما حقق أهدفه المتمثلة في الحفاظ على الموروث الثقافي للدولة، واستقطاب الزوار والسياح للاستمتاع بالتراث الإماراتي الأصيل، وتشجيع الحفاظ على النخيل والاعتناء به، وتفعيل وتنشيط الحركة الاقتصادية في منطقة الظفرة، بالإضافة إلى تقديم الإرشادات الضرورية للمزارعين حول الزراعة الحديثة، والعناية بالنخيل، لتعود عليهم بمردود اقتصادي مجزٍ، وتشجيعهم للاهتمام أكثر بجودة إنتاج الرطب من دون الاعتماد على الأسمدة الكيميائية.
وشهدت الدورة الحالية أكثر من 223 جائزة بقيمة 7 ملايين و250 ألف درهم، منها مسابقات مزاينة الرطب التي تضم أكثر من 155 جائزة، بالإضافة إلى 83 جائزة للمسابقات الأخرى، ومنها مسابقات سلة فواكه الدار والمزرعة النموذجية والليمون والمانجو، حيث بلغ عدد جوائز الدباس والخلاص 25 جائزة لكل منهما، إضافة لـ15 فائزاً في كل من فئات الخنيزي، بومعان، الفرض، والشيشي، وكذلك نخبة الظفرة ونخبة ليوا بجوائز بلغت 15 جائزة لكل منها، فضلاً عن تتويج 15 فائزاً في مسابقة أكبر عذج، وكذلك 15 فائزاً في مسابقة أجمل مُجسّم تراثي، 15 فائز في جوائز المزرعة النموذجية (5 جوائز للمحاضر الشرقية، ومثلها للمحاضر الغربية و5 لمزارع الظفرة) و20 فائزاً في مسابقة المانجو (المحلي والمنوّع)، و20 فائزاً كذلك في مسابقة الليمون (المحلي والمنوّع)، إضافة لـ3 فائزين في مسابقة سلّة فواكه الدار.
عشاق الأصالة
وعلى مدى 11 يوماً متواصلة استمتع عشاق الأصالة والتراث بما يقدمه المهرجان من فعاليات وبرامج متنوعة تناسب كافة الأعمار ومختلف الجنسيات بعد أن تحول المهرجان إلى كرنفال عائلي، جذب كباراً وصغاراً ومواطنين ومقيمين وسياحاً، قدرت أعدادهم بنحو 93 ألف زائر.
وقال عيسى سيف المزروعي، نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي: «إن مهرجان ليوا للرطب الذي يحتفي بشجرة النخيل والموروث الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة، يأتي استمراراً للجهود الكبرى التي بذلها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيّب الله ثراه»، وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في دعم الزراعة والمزارعين، والدعم اللامحدود من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للمهرجانات والفعاليات التراثية والثقافية كافة.
وأشار المزروعي إلى الجهود الحثيثة التي يوليها سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، في سبيل تنمية منطقة الظفرة على مختلف الأصعدة، ومتابعته الدائمة لمختلف الفعاليات التي تحتضنها المنطقة، والرعاية الكريمة من قبل سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، لهذا الحدث المميز على مدى 15 عاماً مضت، والذي يحمل أهمية تراثية ودلالة رمزية، ويضم فعاليات ثقافية غنية شاملة، ويُساهم في إنعاش الحياة الاقتصادية في منطقة الظفرة، وإبراز الثقافة الإماراتية على مستوى المنطقة والعالم، ضمن جهود اللجنة لصون الهوية الإماراتية الأصيلة والعلاقة التاريخية بالبيئة والمكان.
نجاح متواصل
وأكد عبيد خلفان المزروعي مدير مهرجان ليوا للرطب أن دورة هذا العام من المهرجان شهدت مشاركات متميزة من الرطب مقارنة بالأعوام السابقة، وهو ما يؤكد أن المهرجان يسير بخطى ثابته وبنجاح من عام لآخر وهو ما ساهم في زيادة الوعي لدى المزارعين، مما انعكس بشكل كبير على الأعمال المتميزة المشاركة، خاصة وأن أغلب المزارعين أصبح لديهم الوعي الكافي بطرق الزراعة الصحيحة وآليات الري والمكافحة. وحرص أغلب المزارعين على وضع برامج متكاملة في مزارعهم مما يضمن نجاح المحصول والوصول إلى إنتاج متميز يستطيع أن ينافس به ضمن فئات مسابقة مهرجان ليوا للرطب التي أصبحت تجمع المهتمين بالزراعة من مختلف دول العالم. وأشار المزروعي إلى أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تعمل على ترسيخ المهرجانات التراثية والثقافية من أجل المحافظة على العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، ومهرجان ليوا هو أحد هذه المهرجانات التي تدعم الموروث الثقافي لدولة الإمارات ونجح بشكل كبير في أن يحقق أهدافه المرجوة. واعتبر مدير المهرجان أن اللوائح المنظمة للمهرجان وقوة المنافسة بين المتسابقين أسهمت في تقنين عدد المشاركات بشكل يضمن جودة المنتج وقدرته على المنافسة من خلال الاهتمام بالنوع، حيث أجمع كل من شاهد الأعمال المشاركة على تميزها وارتفاع جودتها وجمالها. إلى ذلك، شهدت منافسات مسابقة نخبة ليوا إقبالاً كبيراً من المتسابقين قبل أن تعلن لجنة التحكيم أسماء الفائزين، حيث أسفرت النتائج عن فوز صلهام حرموص سعيد صالح المزروعي بالمركز الأول، وجاء في المركز الثاني سالم علي مرشد خميس المرر، وبالمركز الثالث سيف صياح سالم طماش المنصوري، وبالرابع مبارك سالم سعيد المنصوري، وبالمركز الخامس عبدالله حاذه عبدالله المرر. أما المركز السادس فذهب إلى حمد علي سلمان محمد المزروعي، والمركز السابع إلى سيف بخيت سيف مرشد المرر، والمركز الثامن إلى فارس عيسى فارس المزروعي، والمركز التاسع إلى عبيد علي مرشد خميس المرر، والمركز العاشر إلى نصيفه سعيد زوجة سيف ثامر خلفان سيف المرر.
المالية و«عمليات شرطة أبوظبي» في المهرجان
زار العميد خليفة الخييلي مدير قطاع المالية والخدمات، والعميد سهيل الخييلي مدير قطاع العمليات المركزية، مهرجان ليوا للرطب في دورته الـ15 الحالية بمدينة ليوا بمنطقة الظفرة، ورافقهما خلال الجولة العقيد حمدان المنصوري مدير مديرية شرطة منطقة الظفرة.
واطلع مديرا قطاعي المالية والخدمات، والعمليات المركزية، على الخدمات المتكاملة التي تقدمها شرطة أبوظبي بجناحها في المهرجان والجهود المبذولة لتسهيل إجراءات الجمهور وإسعادهم. وأكد العقيد حمدان سيف المنصوري، مدير مديرية شرطة منطقة الظفرة، حرص المديرية على المشاركة الفاعلة في مختلف الفعاليات التي تشهدها منطقة الظفرة، واهتمامها بالوصول إلى الجمهور في أماكن وجوده وإنجاز معاملاته المرورية والأمنية على وجه السرعة، وتوفير الوقت والجهد عليهم، وفقا لأفضل الممارسات المتقدمة.
نهيان بن مبارك: المهرجان اكتسب سمعة عالمية
أشاد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، بجهود اللجنة المنظمة لمهرجان ليوا للرطب 2019، مشيراً إلى أن المهرجان اكتسب سمعة عالمية في مجال الرعاية بشجرة النخيل ومنتجاتها، حيث ساهم المهرجان في رفع مستوى مزارع النخيل على مستوى الدولة.
جاء ذلك خلال زيارته معاليه، لمهرجان ليوا للرطب، مساء أمس الأول، حيث رافقه خلال الجولة معالي اللواء الركن طيار فارس خلف المزروعي القائد العام لشرطة أبوظبي رئيس اللجنة، وعيسى سيف المزروعي نائب رئيس اللجنة، وعبيد خلفان المزروعي مدير المهرجان مدير إدارة التخطيط والمشاريع باللجنة، وعدد من المسؤولين.
وقال معاليه، خلال الزيارة: «إن المهرجان يأتي استمراراً لمسيرة البناء والتنمية التي أرسى قواعدها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويجسد نهج القيادة الرشيدة في تنمية مختلف القطاعات في الدولة بشكل عام، وزراعة النخيل بشكل خاص، حيث ساهم تكاتف الجهود في دخول الإمارات موسوعة «غينيس» كأول دولة في العالم بأعداد شجر نخيل التمر التي فاقت 40 مليون نخلة. واستهل معاليه جولته بزيارة جناح لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، في قلب المهرجان، واستمع إلى شرح موجز عن كتاب «زايد» الذي أصدرته مجلة شواطئ التابعة لـ«اللجنة»، واطلع على أبرز المهرجانات والبرامج التي تنظمها اللجنة على مدار العام، وتجول في المكتبة التي تضم إصدارات أكاديمية الشعر. وتفقد معاليه مزاينة الرطب التي ضمت مجموعة من مشاركات المزارعين في مسابقة مزاينة الظفرة لنخبة الرطب، والتي سجلت عشرات الأصناف من رطب النخيل على مستوى إمارات الدولة، واستمع لشرح موجز من أعضاء لجان تحكيم مزاينة الرطب حول آليات التحكيم والمستوى النوعي الذي وصل إليه الرطب واهتمام المزارعين بمزارعهم.
