عدد اليوم
الليلة مواجهات بطولة، بمعنى الكلمة.. ثلاثة منتخبات، بينها فريقان عربيان، أعيُنها على البطولة، وبكل صراحة ووضوح، ووضعت الأقدار اثنين في مواجهة بعضهما البعض، فتفقد الجماهير فارساً مهماً هو أحد صنّاع الإثارة الكروية والمنافسة القوية التي تجمل بوجود الأقوياء، وحيث لا يتوقع أحد ما ستؤول إليه النتيجة عقب صفارة الحكم الأخيرة.
يلتقي المنتخب السعودي نظيره الياباني، وهما فرسا النهائيات الدائمان، فكيف يخرج أحدهما من دور الـ16؟! لكنها إثارة كرة القدم، مباراة نهائية قبل موعدها، والتوقعات صعبة، مع أن فرصة «الأخضر» أفضل، لأنه في قمة حضوره، بينما الياباني لم يقدم في الدور الأول المستوى الذي يليق بشخصية البطل، وبدت حركة التجديد التي غامر بها المدرب تمر بمرحلة حرجة مع ظهور «محاربي الساموراي» بحضور عاد غير ملفت، يقلبون النتيجة لمصلحتهم بصعوبة..
لكنها تبقى.. اليابان، بقوة شخصية الفريق رغم كل شيء، ويبقى لاعبوها المحاربون القادرون على العودة رغم الصعوبات والتأخر في النتيجة. حتماً، لن يرضى «الأخضر» السعودي، ولا جماهيره الكبيرة، بالوصول إلى هذه المرحلة فقط، كما أن «الأبيض» الإماراتي طموحه أبعد بكثير من هذا الحاجز الذي تبدو فيه الفرصة متاحة للمضي أكثر، وهو يلاقي منتخباً حلّ ثالثاً، والجماهير التي ستنثر بياض محبتها لمنتخبها بكثافة، تترقب أن ترى في الفريق شخصية البطل التي طالما نادت بها، ووعدها المدرب خيراً، في مباريات خروج المغلوب، حيث الدور الأول ليس مقياساً، وعلى طرفي المعادلة، فلا الصدارة تعني أن المنتخب جاهز فنياً بما يكفي لعبور المواجهات الصعبة لاحقاً، ونتائج الدور الأول ليست محكاً قوياً لتبيان ما سيفعله لاحقاً.
وعلى المستطيل الأخضر سيتضح التحضير النفسي قبل الفني، وصاحب الضيافة أتوقع أنه جاهز على كافة المستويات لتحقيق حضور يليق بجماهيره.
وربما ستبدو مباراة أستراليا وأوزبكستان شبه محسومة لمصلحة الأول، كما أنها لن تحظى بتلك الإثارة، مثل التي عليها المباراتان الأخيرتان، فالجماهير ستزحف بأعلامها الخضراء والبيضاء، في منطقة تعد فيها الفرحة واحدة، أن تكون بمذاق عربي يعطي للبطولة جمالها، ولا أجمل من صوت الجماهير في المدرجات.
وعسى أن نرى في دور الثمانية أربعة منتخبات عربية على الأقل، لتؤكد أن بطولة الخليج خدمت كرة القدم في المنطقة، بحضور جميع منتخباتها «إلا قليلاً» في هذا الدور، وعساها الفرحة الليلة بلونين: «أخضر» و«أبيض».
فرحة للأشقاء تكتسي بها الرياض وأبوظبي، وسائر مدن المملكة ودولة الإمارات.
محمد بن سيف الرحبي
