الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سمكة «المهرج».. ترتبط بعلاقة خاصة مع «شقائق النعمان»

سمكة «المهرج».. ترتبط بعلاقة خاصة مع «شقائق النعمان»
5 مايو 2013 20:21
دبي (الاتحاد) - رصدت عدسة عبدالله عبدالرحمن بن شهيل نوعا من الأسماك الجميلة والمحبوبة، خلال بحثه وتوثيقه لأنواع الكائنات البحرية في الامارات، وتعد سمكة المهرج من أشهر أنواع الأسماك، والتي تتمتع بشعبية كبيرة عند الغواصين وكل فئات المجتمع، وخاصة فئة كبيرة من الأطفال على مستوى العالم، بعد أن اشتهرت هذه السمكة من خلال فيلم الرسوم المتحركة «البحث عن نيمو»، والذي أنتجته واحدة من أشهر شركات الإنتاج في العالم شركة «والت ديزني» في عام 2003، ومنذ ذلك الوقت ونحن نرى ألعاباً ورسومات وصور هذه السمكة في كل مكان، ولا يخفى على أحد حصول الفيلم على جائزة أوسكار لأفضل فيلم صور متحركة عام 2003. المهرج وشقائق النعمان وربما اشتهرت هذه السمكة باسم نيمو الا إن اسمها الحقيقي العلمي سمكة المهرج، وسميت بذلك بسبب ألوانها الزاهية البراقة والجميلة، وأيضا حركتها البهلوانية في مداعبة شقائق النعمان، وهي أنواع من المرجان الرخوي، حيث تعيش وتختبئ فيها لتحمي نفسها من الأسماك الكبيرة المفترسة، وتملك شقائق النعمان مجسات سامة تلسع بها كل من يحاول الاقتراب منها حتى سمكة المهرج، إلا إن العلماء اكتشفوا أن سمكة المهرج تولد من دون حماية من لسعات شقائق النعمان. هذا ما أكده عبدالله بن شهيل، والذي قال: مع الوقت وكثرة تعرضها للسعات يبدأ جسم السمكة بإفراز مادة هلامية لزجة، لحمايتها من هذا السم وسرعان ما تتعايش معه ويصبح لديها مناعة ضد لسعات أو شحنات مجسات شقائق النعمان التي تعيش عليها، ولكن عندما تخطئ وتدخل في واحدة أخرى فإنها تعرض حياتها للخطر بسبب اختلاف نوع السم، وكان يعتقد في السابق أن العلاقة مجرد حماية السمكة لنفسها، لكن مع الوقت اكتشف العلماء أن العلاقة تكافلية، حيث تحتمي سمكة المهرج من الخطر، وتقوم مجسات الشقائق بالتغذي على بقايا الطعام الذي تأكله أسماك المهرج، وأثبتت أغلب الدراسات أن شقائق النعمان توجد أينما وجدت أسماك المهرج، ويسكن في الشقيقة الواحدة خمس سمكات على الأكثر. ويضيف بن شهيل: يعيش هذا النوع من الأسماك في العموم على شكل أزواج، وتتواجد أسماك المهرج في المناطق المرجانية الضحلة، والمياه التي تتراوح درجة حرارتها ما بين 20 و25 سيليزي، وتتغذى بشكل أساسي على العوالق مثل البلانكتون، كما تقتات أيضا على بقايا الأسماك والنباتات والطفيليات الدقيقة، وصغار الروبيان والدود، ويبلغ أقصى حجمها 17 سم، وبالنسبة للونها فهو برتقالي في الغالب، وتتميز بثلاثة خطوط بيضاء عريضة عامودية، وتحدد الخطوط البيضاء خطوط سوداء اللون، وهكذا ميزها الخالق عز وجل بألوانها الزاهية والجميلة. فريسة سهلة وتلك الألوان الزاهية جعلتها فريسة مغرية للأسماك الكبيرة، حسبما يقول بن شهيل، موضحاً: بسبب عدم قدرتها على الدفاع عن نفسها فهي فريسة سهلة، وهي لا تملك أي وسيلة دفاع فأصبحت هدفا للأسماك الكبيرة كي تتغذى بها، ولذلك تقوم بتعويض ذلك من خلال تعايشها مع شقائق النعمان، حيث تعد الشقائق أحد أكثر الكائنات البحرية حساسية، فأي ارتفاع في درجة الحرارة أو تلوث للمياه أو تغير في قلوية المياه، يتسبب في وفاتها ولهذا السبب لا نرى الكثير من أسماك المهرج. كما أن قلة أعداد سمكة المهرج يرجع الى نفوق عدد كبير من شقائق النعمان في البحار، نتيجة للتغيرات الحرارية والتلوث البشري لأنها لا تجد مكانا تعيش فيه، ويشكل الإنسان أكبر خطر على هذه السمكة، مع ازدياد هواية تربية الأسماك في أحواض صغيرة، وذلك جعل لها شعبية بين أغلب مربي الأسماك، فلا يوجد مربي أسماك إلا واقتنى في حوضه زوجا على الأقل من سمكة المهرج، بالإضافة الى الأسماك التي تهاجمها ولا ترحمها، إلى جانب ما ينفق بسبب شقائق النعمان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©