السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

السعودية واليابان.. «الألقاب السبعة»!

السعودية واليابان.. «الألقاب السبعة»!
21 يناير 2019 00:09

علي معالي (الشارقة)

قمة «العيار الثقيل»، ولقاء «الألقاب السبعة»، والحوار الصعب بين «الأخضر» و«الأزرق» العملاقين الكبيرين على الساحة القارية، والنهائي قبل الأوان، هكذا حال مباراة السعودية واليابان الليلة، في دور الـ16 لكأس آسيا «الإمارات 2019».
وخلال المشاركات التسع السابقة لـ«الأخضر» في البطولة، اجتاز الفريق دور المجموعات في ست نسخ، ووصل فيها جميعاً إلى المباراة النهائية، حيث توج باللقب ثلاث مرات، وحل ثانياً في مثلها، فيما ودع الفريق البطولة من دور المجموعات في ثلاث نسخ، ويملك المنتخبان ما يقارب نصف عدد ألقاب البطولة حتى الآن، حيث يحمل المنتخب الياباني الرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب برصيد أربعة ألقاب، مقابل ثلاثة ألقاب للمنتخب السعودي من بين ألقاب 16 نسخة سابقة.
واجه المنتخب السعودي نظيره الياباني 11 مرة من قبل في مختلف المسابقات، ورجحت كفة «الساموراي» في 6 مباريات، «الأخضر» 4 مرات، والتعادل مرة واحدة، والسباق كان محموماً بشكل دائم بين مهاجمي الفريقين، حيث نجح «الأخضر» في هز شباك «الأزرق» 10 مرات، مقابل 18 هدفاً لليابان، والمعروف أن آخر مواجهة بين العملاقين في تصفيات كأس العالم 2018، وانتهت سعودية بهدف.
وتوج «الأخضر» بلقب البطولة ثلاث مرات سابقة، آخرها عندما استضافت الإمارات البطولة أيضاً وذلك في 1996، ومنذ ذلك الحين، توج المنتخب الياباني بثلاثة من ألقابه الأربعة في البطولة وذلك في النسخ الخمس الماضية، فيما كان اللقب الأول للفريق في 1992.
وقدم المنتخب الياباني الأداء الكافي فقط لتحقيق الفوز في كل من مبارياته الثلاث بالدور الأول للبطولة، وكان فوزه في كل مباراة بفارق هدف واحد فقط.
ولهذا، يحتاج «الأخضر» إلى الظهور بأفضل مستوياته، خاصة أن المنتخب الياباني لم يخسر أي مباراة في البطولة منذ نسخة 2011، وحقق الفوز في جميع المباريات الثلاث التي خاضها بمجموعته في النسخة الحالية.
وحقق «الأخضر» بإشراف الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي بداية واعدة في البطولة الحالية، وعوّل المدرب الذي سبق له قيادة تشيلي للقب كوبا أميركا 2016، على ثلاثي الوسط الهجومي سالم الدوسري وفهد المولد وهتان باهبري، وفي المقابل، حصد اليابان العلامة الكاملة في المجموعة السادسة، وتصدرها بعد انتصارات غير مقنعة ومحظوظة إلى حد ما على تركمانستان 3 - 2 وعُمان 1 - صفر وأوزبكستان 2 - 1.
ويبقى العامل الإيجابي في تشكيلة هاجيمي مورياسو الذي يميل إلى الفكر الهجومي، توافر دكة احتياط قادرة على تعويض أي غياب في التشكيلة الأساسية، بدليل خوض اللقاء الأخير في دور المجموعات بتوليفة مختلفة تماماً، الأمر الذي يدفع إلى الاعتقاد أن اليابان يسعى لادخار جهوده للأدوار الإقصائية، وهو ما سيظهر بدءاً من مباراة السعودية.
وفي اللقاء السادس بين المنتخبين في البطولة الآسيوية، يحتاج بيتزي إلى التركيز على الدفاع في مواجهة دور الـ16 إذا ما أراد المضي قدماً نحو ربع النهائي، وينتظر بيتزي الذي خسر سلمان الفرج وعبدالله الخيبري قبل يوم على انطلاق البطولة بسبب الإصابة، عودة ياسر الشهراني الذي أصيب في المباراة أمام كوريا الشمالية فغاب في اللقاءين التاليين وعوضه حمدان الشمراني.
من جهته، يعتمد منتخب اليابان على كوكبة من المواهب أمثال المخضرم ناجاتومو، هيروكي ساكاي، يويا أوساكو، ويوشينوري موتو. وستكون خبرة القائد مايا يوشيدا ضرورية في ظل اعتماد المنتخب على العنصر الشاب.
ويعد يوشيدا لاعب ساوثهامبتون الإنجليزي، من اللاعبين الثابتين في التشكيلة منذ 2010 ويتحمل مسؤولية كبيرة في تشكيلة المدرب مورياسو الذي لم تخسر اليابان في المباريات الثماني التي خاضتها بإشرافه.
وحل مورياسو بدلاً من أكيرا نيشينو بعد المونديال الروسي الذي كان المنتخب قاب قوسين أو أدنى من بلوغ دوره ربع النهائي قبل الخسارة بهدف قاتل. كما يسعى المنتخب لتعويض خروجه من ربع نهائي النسخة السابقة من البطولة الآسيوية بركلات الترجيح أمام الإمارات.

فؤاد أنور: نحتاج إلى الصبر والحسم بيد «الرباعي»
يرى فؤاد أنور نجم منتخب السعودية الأسبق، والمحلل بـ«الاتحاد»، أن الفائز بمباراة اليوم بين السعودية واليابان طريقه سهل للتواجد في المباراة النهائية، وأوضح أموراً عدة مهمة، لكي يحقق «الأخضر» الفوز اليوم، وقال: شخصياً أعول على 4 لاعبين في صفوف المنتخب لتقديم مباراة كبيرة، وهم فهد المولد وسالم الدوسري وعبدالله عطيف وهتان، وإذا لعب الرباعي، كما هو منتظر، يكون للمنتخب السعودي شكل مختلف تماماً.
وأضاف: المباراة صعبة وقوية على الفريقين والحذر كبير، خاصة من المنتخب السعودي، حيث وضعت الخسارة الأخيرة في المجموعة لاعبينا تحت ضغط كبير.
وقال: صعوبة اليابان في أنه يملك ثقافة فوز عالية المستوى، وهو ما يتضح في مبارياته بشكل عام، وثقافة البطولات والانتصارات عنده أصبحت عادية جداً، وفي جعبته 4 بطولات أمم آسيا والسعودية «3 ألقاب»، وفي السنوات الـ15 الأخيرة نلحظ التطور الكبير في كرة القدم اليابانية، كما ظهروا في كأس العالم بمستوى جيد.
وأضاف: ما يبعث على التفاؤل في «الأخضر»، هو عودة سالم الدوسري ويمثل إضافة مع ياسر الشهراني، إضافة إلى عمر هوساوي، وهذه الأسماء أعتقد أنها تمنح بقية اللاعبين الثقة في أرض الملعب، وكما قلت هناك 4 لاعبين إذا كانوا في يومهم، فإن المباراة تذهب في مصلحة «الأخضر».
وقال: المباراة مع اليابان لا تحتاج إلى الاستعجال، ولابد أن تكون ثقافة الصبر موجودة في المباراة، وما يبعث على التفاؤل كذلك أن «الأخضر» دخل كأس العالم من بوابة اليابان، وهذه في حد ذاتها تمنح اللاعبين ثقة كبيرة قبل اللقاء، ولابد أن يبنوا عليها، للانطلاق نحو البطولة، وأن معظم اللاعبين الذين فازوا على اليابان مؤخراً يشاركون في موقعة اليوم.

«الأخضر».. 83% من الأهداف «تمريرات حاسمة»
يعتبر «الأخضر» السعودي، أكثر منتخبات كأس الأمم الآسيوية استحواذاً على الكرة، بمتوسط يبلغ 71.3%، وهو الأفضل على الإطلاق رقمياً، من حيث دقة التمرير العامة بـ88.6%، وكذلك تمرير الكرة في نصف ملعب المنافس، بـ80.4%، ولم تختلف هذه الإحصائيات الفنية عن المعروف عن «الأخضر» قبل بداية البطولة، فالاستحواذ والتمرير واللعب المفتوح هو أسلوب سعودي لم يتغير منذ سنوات، وفرض المنتخب السعودي سيطرته على مباريات الدور الأول، إلا أن المواجهة الأخيرة في المجموعة، كشفت عن عدم تحول تلك السيطرة إلى صورة إيجابية، بسبب إهدار الفرص وتراجع دقة محاولاته الهجومية في هذه المباراة فقط، وبلغت 16.7%، مقارنة بـ37.5% في المباراة الأولى، و46.7% في الثانية، وكشف «الأخضر» عن قوته الجماعية، من خلال تسجيل 83.3% من الأهداف عبر التمرير الحاسم بين الزملاء، كما أظهرت أطرافه قوة مخيفة على المستوى الهجومي، إذ أنتجت أيضاً 83.3% من الأهداف.
المثير في المواجهة هو تقارب الأداء التكتيكي لكل المنافسين، لأن «الساموراي» هو الآخر يعتمد على امتلاك الكرة بمتوسط 59%، ونسبة نجاح مرتفعة لتمريراته العامة، وفي نصف ملعب المنافس، بـ84.3%، و75.2% على الترتيب، صحيح أن النسب تقل عن حصاد «الأخضر»، لكن يجب ملاحظة فارق القوة بين منافسي المنتخبين في الدور الأول، والغريب أن «الكمبيوتر» تراجعت معدلاته أيضاً في المواجهة الأخيرة بدوري المجموعات، إلا أنه تمكن من اقتناص الفوز، بفضل دقة محاولاته التي بلغت إجمالاً في جميع المباريات، 45.7%، وهي نسبة مرتفعة جداً، تعكس مهارة الهجوم الياباني في الحسم وإنهاء الهجمات بصورة خطيرة، وسجل اليابان نصف أهدافه عبر العمق الهجومي، وهو ما يعني ضرورة الحذر من جانب «الأخضر»، الذي تعرض قلب دفاعه لخطورة كبيرة في المواجهة الأخيرة، وبالطبع يعتبر اللعب المتحرك عنصر تفوق لـ«الساموراي»، بعدما أحرز 83% من أهدافه بواسطة هذا الأسلوب، لكن ظهرت ملامح مختلفة لتكتيك الهجوم الياباني في الدور الأول، بعد تسجيل أغلب الأهداف بالهجوم المنظم هادئ الإيقاع، وهو ما مكنه من خلخلة دفاعات المنافسين!

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©