الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قلوب متحجـرة

2 يناير 2006

في أي زمن نحن اليوم وتحديدا الآن؟! أي قسوة تلك التي استعمرت القلوب والألباب أكتب حروفي والغصة تكاد تخنقني أما دموعي فهي مدادي الذي سأدوّن به كلماتي لعلني أتمكن من إيقاظ بعض العقول الساهية والقلوب الجاحدة·· القاسية نعم أوجه حديثي هذا الى كل ابن عاق والى كل فتاة غير بارة بأمها لعلني أستطيع أو أتمكن من استثارة عواطفكم المتصلبة أو حتى أذكركم بمدى الجرم العظيم الذي اقترفته أيديكم بحق 'أغلى الأنام' الأم·· أجل هي أغلى من كل شيء وأي شيء··
هي التي حملتنا تسعة أشهر وهي التي تعبت وتألمت ورأت الموت في أثناء وضعها لنا أنسيت أيها العاق وأيتها العاقة فضل تلك الانسانة الفاضلة·· أنسيت بأنها منحتك حنانها وحبها ولم تبخل عليك بأي شيء، بل العكس أعطت بسخاء وقدمت دون استنكار·· واليوم جاء دوركم لكي تكافئوها على ذلك البذل بطاعتكم واحترامكم ورعايتكم الكريمة لها·· لا بطردكم لها أو بسلبكم إياها ما تملك من أموال·· انظروا أعزائي القراء الى هذه النماذج القبيحة من أبناء لا يستحقون الحياة فقلوبهم متحجرة وعقولهم ساهية وغير مبالية انظروا الى ذلك الذي وضع أمه المسكينة عند حاوية القمامة وذلك الذي رماها في قارعة الطريق فقط لأجل أن ينال حب زوجته وذلك الذي طالبها بدفع إيجار المنزل لأجل البقاء معه كضيفة غير مرغوب بها وحينما عجزت عن الدفع قام بطردها متناسيا كل أفضالها وكل ما قدمته له منذ ان كان طفلا!! أي قسوة هذه وأي عقوق هو ذاك؟! وتلك الفتاة التي سعت للاستيلاء على ما لدى والدتها من مصاغ ومجوهرات حتى ماتت المسكينة من هول الصدمة التي لم تتمكن من استيعابها فقد تلقت الطعنة من أقرب الناس اليها من ابنتها الوحيدة!! وذلك الذي رمي بوالدته في دار المسنين لأن زوجته لا ترغب بوجود امرأة عجوز في بيتها تحرجها أمام صديقاتها!! أكتب كلماتي هذه والحزن يغمر قلبي والآه التصقت بروحي التي تحطمت من كل ذلك العقوق الذي بات موجودا في هذه الايام وفي هذا الزمن القاسي·· لن أجزم بأن كل الأبناء كذلك بل هم فئة قليلة ولكنها بغيضة بل وغير سوية حسب رأيي وعقابها عند الله سيكون عسيرا بل وعسير جدا في الدنيا والآخرة·· فكل عقاب يؤجل الى الآخرة الا عقوق الوالدين يناله العاق في الدنيا ولن يفلت ايضا من عقاب الآخرة ولتعلموا أيها العاقون بأن كل أفعالكم القبيحة وكل تلك الجرائم النكراء التي اقترفتها أيديكم تجاه أمكم المسكينة ستنالونها من أبنائكم·· أجل من فلذات اكبادكم 'فالجزاء من جنس العمل' ومن يقدم الخير سيناله ومن يبادر بالشر ايضا سينال مثله·· لذا أحبائي واخواني أناشدكم جميعا ومن خلال حروفي هذه بأن تكونوا بارين بوالدتكم فهي تستحق الكثير بل الكثير وان قدمنا لها كل شيء سنظل حتما مقصرين ولن نوفيها حقها ولن نصل الى عشر ما بذلته هي من أجلنا ونحن أطفال لا ندرك شيئا·· واليكم أيها العاقون قول الرسول صلى الله عليه وسلم 'افعل ما شئت·· كما تدين تدان' صدق الرسول الكريم ولتفيقوا أرجوكم من ذلك السبات العميق ومن تلك الغفلة فنحن في هذه الدار الفانية التي لا تساوي شيئا لذا علينا ان نسعى لتقديم كل ما هو جميل وحسن لننال رضا الله ورضا والدينا الاعزاء وفي الختام لا يسعني أن أقول سوى إن الدهر يومان يوم لك أيها الانسان ويوم عليك·
أمل علي حاجي
أبوظبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©