الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الكرة الآسيوية «غير جماهيرية»!

الكرة الآسيوية «غير جماهيرية»!
21 يناير 2019 00:07

معتز الشامي (أبوظبي)

رغم أنها تشهد ضخ استثمارات تتجاوز 10 مليارات دولار سنوياً داخل القارة، وأنفقت الأندية المحترفة في 20 دولة فقط تطبق نظام التراخيص ما يصل إلى 12.8 مليار دولار في آخر 4 سنوات على اللعبة كرواتب وتعاقدات وغيرها، هي أرقام جعلت كرة القدم في آسيا، الثانية من حيث حجم الاستثمار والتجارة والإنفاق بعد أوروبا بحسب محللين ومراقبين، إلا أن مستنداً حصلت عليه «الاتحاد»، عبر دراسة ميدانية للاتحاد الآسيوي، كشف تطوراً كبيراً في أرقام الحضور الجماهيري في القارة، لجميع مبارياتها من 2007 وحتى 2017، بينما سيتم ضم أرقام الحضور الجماهيري للمباريات الخاصة بعام 2018 في منتصف العام الجاري بعد الانتهاء من مراجعة وتدقيق التفاصيل الخاصة بالدوريات.
وكشفت المستندات أن إجمالي الحضور الجماهيري في جميع ملاعب دول القارة الـ47 والتي بلغت 439 استاداً، لـ7820 مباراة، قد وصل إلى 45.5 مليون مشجع، وهو رقم يبدو أنه كبير، ويعكس شغف الحضور الجماهيري لجميع المباريات وأغلبها، بمتوسط 6250 للمباراة، إلا أن تعداد سكان القارة، يكشف الفجوة الكبيرة، في احتياج اللعبة للعمل بشكل مكثف من أجل نشرها في ربوعها، التي تضم ثلثي سكان العالم بواقع 4.5 مليار نسمة، وبالتالي يصبح معدل حضور مباريات الأندية في دوري الأبطال والدوريات المحلية وغيرها 1% من تعداد السكان، وهو رقم ضئيل إذا ما أخذ في الحسبان أنها القارة هي الأكبر من حيث عدد السكان، ووفق معدلات الحضور كان يتوقع أن يصل الرقم إلى أكثر من 10 في المئة من سكان آسيا، ورغم ذلك ارتفع معدل الحضور الجماهيري في معظم الدول، خلال السنوات الخمس الأخيرة تحديداً مقارنة ببداية مرحلة الرصد.
وتنتشر في آسيا ألعاب أخرى في بلدان الكثافة السكانية العالية والشغف الرياضي، منها الهند وباكستان وكلاهما يهتم أولاً بالكريكت، بالإضافة للصين التي رغم ضخامة عشاق كرة القدم فيها وارتفاع معدلات حضورهم كأكبر دولة في القارة بمعدل 5.5 مليون مشجع، إلا أن كرة القدم ما زالت غير مسيطرة على الجماهير بالكامل، بينما تحل إيران في المرتبة الثانية بـ5.1 مليون، ثم اليابان في المركز الثالث بـ3.8 مليون، والسعودية في الترتيب الرابع بـ3.6 مليون، وكوريا الجنوبية خامساً بـ2.8 مليون، وأستراليا سادساً بـ2.5 مليون، رغم أن كرة القدم ليست اللعبة الشعبية الأولى هناك، وأوزبكستان سابعاً بـ2.1 مليون، وإندونيسيا ثامناً بـ1.9 مليون، وتايلاند تاسعاً بـ1.8 مليون، فيما حل دورينا في الترتيب العاشر متفوقاً على دوريات عديدة بواقع 1.43 مليون، واللافت في هذا الرقم هو معدل تعداد السكان على نسبة الحضور، والذي يكشف حضور أكثر من 10 في المئة من سكان الإمارات للمباريات مقارنة بأقل من 5 في المئة بالصين متصدرة الترتيب. وكشفت الأرقام أن الحضور في شرق آسيا هو الأعلى بمعدل 30.4 في المئة من 45.5 مليون مشجع، بينما تساوى غرب القارة تقريباً مع منطقة الآسيان التي لا تعتبر كرة القدم لعبة شعبية أولى فيها، بينما هي كذلك في الغرب، بنسبة 23.5 في المئة للغرب و23 في المئة للآسيان، مقابل 19 في المئة للوسط و4.1 في المئة للجنوب.
وكانت تلك الأرقام إلى جانب أرقام أخرى قد اهتم الاتحاد الآسيوي بتجميعها، في معرض إخضاعه لمباريات دوري الأبطال، بالإضافة لمباريات المنتخبات المختلفة في التصفيات أو البطولات القارية، لتكون شاهداً على تطور اللعبة في آخر 10 سنوات وتحديداً منذ تطبيق الاحتراف على القارة في 2007، والتي تعتبر أرقاماً إيجابية، وبالمقارنة بالإمكانيات المتاحة في آسيا، هي تعتبر بداية الخطوات الأولى، لمشوار طويل، تحتاج إليه الكرة الآسيوية من أجل انتشارها كلعبة شعبية أولى في 47 دولة بالقارة.
وعن جهود الاتحاد الآسيوي في نشر اللعبة قارياً يؤكد ماهجان ناير، مدير إدارة الكرة المحترفة في القارة، أن تلك الأرقام مؤشر إيجابي وليس سلبياً، حيث إن الاهتمام باللعبة يزيد للغاية، وهناك دول بدأت بالفعل خطوات جادة للاهتمام بنشر اللعبة وتطوير منشآتها.
وتحدث ماهجان عن فوائد زيادة المنتخبات إلى 24 في البطولة الحالية، والتي يتوقع أن تؤدي لزيادة أرقام المتابعين للعبة وتحويلها للعبة شعبية في دول لم تكن تهتم بكرة القدم، وقال: منتخب مثل قيرغيزستان لم يسبق له اللعبة في المستوى الأولى ببطولة حجم كأس آسيا، هي والفلبين، والآن باتا طرفاً أصيلاً في دور المجموعات وتأهل الأول لدور الـ16، وبمزيد من العمل في تلك الدول، يمكننا ضم أرقام جديدة في السنوات الخمس القادمة.
وأضاف: أتوقع أن تتضاعف تلك الأرقام خلال السنوات العشر المقبلة في ظل تزايد الاهتمام بالاستثمار في اللعبة، وقد نجح الاتحاد الآسيوي خلال السنوات الـ7 الأخيرة في تحقيق قفزات هائلة في دعم اللعبة بالقارة للعمل على زيادة الممارسين والاهتمام بتأهيل الكوادر الإدارية والتدريبية، التي ستكون هي نواة تحقيق الزيادة والانتشار اللازمين للعبة خصوصاً في الدول التي لا تعتبر فيها الكرة، لعبة شعبية أولى.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©