الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات والصين.. لقاء الحِكْمَتين

الإمارات والصين.. لقاء الحِكْمَتين
26 يوليو 2019 01:51

عبير زيتون (دبي)

من هذه البقعة الجغرافية، ومن قلب الرمال الصفراء، وعبر الجبال والوديان، والسهوب، مر «طريق الحرير»، ووجد في منطقة الخليج العربي مركزاً استراتيجياً، وجسراً للتواصل الحضاري، كما وجد فيه مراحاً ومستراحاً، وأدرك أنها نقطة الوسط التي تختصر الطرق، وتربط بين الصين وروما، وبين بلاد اليونان وأفريقيا، وبين الشرق والغرب من طوكيو بلد الشمس، إلى القدس بلد النبوءات.
نال «طريق الحرير» تقديراً خاصاً في كتابات المؤرخين والجغرافيين، والرحالة العرب والصينيين على حد سواء، وذلك لدوره في اكتشاف البلاد البعيدة، ونشر الثقافة والعلم، وانتشار المعارف، وتبادل البضائع، وهذا ما أشار إليه (ابن خرداذبة) في كتابه (المسالك والممالك) حين عدَّد ما كان يحمله التجار القادمون من الصين والهند، من مسك وعود، وكافور، وذهب وحرير، في قوافل كانت حسب كتاب «مروج الذهب» للمسعودي، متصلة من السند إلى خراسان، والهند، وخاصة ما ارتصف على هذه الطريق، من مراكز عمرانية كبيرة وجميلة، وصفها الإدريسي بحماسة في كتابه «نزهة المشتاق في اختراق الآفاق»، كما وصفها ووصف أهلها، الرحالة العربي الكبير «ابن بطوطة» في كتاباته، ورحلاته إلى هذه البلاد البعيدة.

اليوم تلتقي الحكمة الإماراتية مع الحكمة الصينية، يلتقي الشرق بالشرق، حيث تبدي الصين، كما تبدي الدول العربية عامة، ودولة الإمارات خاصة، رغبة جادة وعميقة في تعميق هذه العلاقات الحضارية، وإحياء طريق الحرير القديم، ثقافياً، واقتصادياً، مع المبادرة الصينية الكبيرة «الحزام والطريق» بما يعزز الحوار الحضاري، والتواصل الإنساني، وهذا ما يتجلى بوضوح في طبيعة الزيارات الرئاسية، والوفود الدبلوماسية والثقافية المتبادلة بين الطرفين، وطبيعة الاتفاقيات، ومذكرات التفاهم التي فتحت الباب واسعاً، أمام استكشاف فرص جديدة للتعاون، وتوطيد علاقات الصداقة، التي تستند إلى إرادة سياسية قوية وحكيمة من قيادة البلدين الصديقين، وهذا ما عبرت عنه أقلام كتاب، ومثقفين صينيين، بمناسبة زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الصين مؤخرا.

الترجمة
يقول د. أحمد السعيد، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة للصناعات الثقافية والمترجم والخبير في الشأن الصيني: تأتي زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الصين الشعبية للتأكيد على عمق هذه العلاقة، وتدفق جريانها، ولتعطي التعاون والتبادل الثقافي بين الجانبين دفعة قوية للأمام، وتؤكد مكتسبات هذا التعاون المثمر، والتي تثبت فيه الإمارات دوماً دورها القيادي والاستراتيجي، عبر مشاريع، وأطروحات، ومبادرات تهتم بالإنسان في المقام الأول، وتؤكد مفاهيم التسامح، والربط بين الشعوب من أجل فهم إنساني متبادل، وهي زيارة تاريخية مهمة ستثمر بلا شك، مشاريع ثقافية تثري حركة ترجمة كبرى، نحن في أمس الحاجة إليها لتزداد روابطنا الإنسانية، ولربط الشرق بالشرق، لنحظى بعالم أفضل قائم على التسامح والقبول والمحبة التي تنثر الإمارات بذورها وتنميها بقية دول العالم.
وخلال السنوات القليلة الماضية وإلى الآن، تشهد حركة الترجمة العربية الصينية طفرة كبرى تكاد تعادل أضعاف ما تُرجم خلال ستين عاماً من عمر العلاقات العربية الصينية، ويعود الفضل في ذلك بشكل أساسي للتوافق الكبير في الرؤى، والتطلعات لدى حكومات وشعوب المنطقة العربية والصين، بالإضافة إلى إطلاق الصين للمبادرة الدولية المهمة «الحزام والطريق» التي من أهم أهدافها، ربط قلوب الشعوب. ويقدر حجم التبادلات في مجال النشر والترجمة بين الصين والدول العربية، خلال السنوات الست الأخيرة، بأكثر من ألف عنوان تقريباً، شاركت فيها أكثر من 30 دار نشر عربية، بالتعاون مع أكثر من 70 ناشراً صينياً، وأصبحت الكتب الصينية المترجمة للعربية خلال السنوات الأخيرة، تحتل مكانة ومكاناً ثابتاً بالمكتبات والمعارض العربية، وحلت الإمارات ضيف الشرف في معرض بكين الدولي للكتاب، الذي يعد واحداً من أكبر خمسة معارض كتب دولية بالعالم، وجاءت الصين ضيف شرف لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب في عام 2017.
ومما لا شك فيه أن الدور الإماراتي في هذا المضمار هو دور حيوي ومؤثر وداعم، حيث مثلت مشاركة الإمارات كضيف شرف لمعرض بكين، فاتحة وبوابة لدخول الكتاب العربي بشكل قوي في السوق الصيني، كما أن مشاركة الصين كضيف شرف في معرض أبوظبي، كان الحدث الثقافي الأكبر في تاريخ التبادلات الصينية العربية في مجال النشر والثقافة بشكل عام، حيث شاركت الصين بجناح يصل لألف متر مربع، وجلبت ضمن وفدها الرسمي أكثر من 70 ناشراً صينياً ونخبة من أفضل وأشهر كتاب وفناني ومثقفي الصين، كما تعاونت جهات صينية وإماراتية في تأسيس أول دار نشر عربية صينية مشتركة في أبوظبي في عام 2017، ثم دشنت الصين رفاً ثابتاً للكتب الصينية بمكتبات أبوظبي، وتعاقدت دور النشر الإماراتية والصين، على إصدار أكثر من 100 عنوان، وكانت الإمارات حاضرة ضمن مشروع الدولة الصينية لتبادل الترجمة والنشر بين الصين والدول العربية، وقد دشنت دور نشر صينية وإماراتية مركز تحرير «الباندا» لتحرير وتأليف ونشر كتب الأطفال، وغيرها من مشاريع التعاون الثقافي التي لا تنتهي.

تعاون إنساني ثقافي
البروفيسور وانغ يويونغ أستاذ اللغة العربيّة وآدابها، ومدير البحث العلميّ في جامعة شانغهاي للدراسات الدوليّة، يقول: منذ بدأت العلاقات الدبلوماسيّة بين الإمارات والصين في نوفمبر 1984، والعلاقات الثنائيّة بين البلدين، تشهد تطوُّرات سريعة في المجالات السياسيّة والاقتصاديّة والتجاريّة والسياحيّة والثقافية وغيرها من أوجه التعاون، الأمر الذي يجعلنا نثق كلّ الثقة، بأن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للصين، ستعمل على تنشيط التعاون الفعّال كبير الأثر بين البلديْن، وترسيخ جذور الصداقة العميقة بين الشعبيْن، كما أنها تفتح صفحة جديدة لعلاقات أفضل بين البلديْن، في ظلّ البناء المُشترك للمبادرة الصينية الكبيرة «الحزام والطريق» التي تشارك فيها الإمارات العربية بقوة وحماسة شديدتين.
وأضاف: بصفتي أستاذاً صينياً مُتخصّصاً في اللغة العربيّة وآدابها، أتمنّى من القلب تعزيز التواصل الأكاديميّ بين البلديْن من خلال تنفيذ مشروعات الترجمة للروائع الأكاديميّة للبلديْن، وتبادل الزيارات الأكاديميّة بين الأساتذة والباحثين، أملاً في تحقيق الترابط بين قلوب الشعبيْن، وبناء منصة تعاون إنساني ثقافي تركز على الإنسان والأخوة بين الشعوب، وتساهم في فهم أكبر وتبادل مثمر أسرع وأعمق.

أفق بلا حدود
البروفيسور لي شاو شيان عميد أكاديمية الدراسات العربية بجامعة نينغشيا ‏الصين، والخبير الصيني الشهير في قضايا الشرق الأوسط، قال: ترى الصين دائماً أن اقتصاد دولة الإمارات العربية المُتحدة، الأكثر ديناميكية في التنمية من بين دول الشرق الأوسط، وخاصة الدول العربية، كما تعد الإمارات الدولة الأكثر انفتاحاً، وغنىً بالموارد البترولية، ورؤوس الأموال، إلى جانب تأثيرها الكبير في المنطقة، ومما لا شك فيه أن ثمة مساحة تعاون كبيرة بين الصين والإمارات في طور الترويج لمبادرة الحزام والطريق، حيث تتمتع الإمارات، بميزتي توافر رؤوس الأموال، والتأثير الإقليمي، أما الصين فتتمتع بالطاقة الإنتاجية والتكنولوجيا، خاصة أن حجم التعاون هائل بين الدولتين في مجالات الطاقة البديلة والفضاء والذكاء الاصطناعي والأفق بينهما بلا حدود، وتأتي هذه الزيارة المهمة في وقت تاريخي لتؤكد حجم العلاقات المتينة بين البلدين، وترسخ لمستقبل واعد من التعاون على كل الصعد، وفي القضايا الإقليمية والدولية التي تتفق فيها رؤية البلدين إلى حد كبير.

شريك استراتيجي
البروفيسور دينغ لونغ نائب عميد كلية الدراسات الأجنبية ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة الاقتصاد والتجارة الدولية بالصين قال: تشهد العلاقات الصينية الإماراتية طفرة نوعية خلال السنوات الماضية تحت رعاية قيادة البلدين، حيث أسهمت الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى في مدّ مجالات التعاون من التجارة إلى الاستثمار المشترك واستخراج النفط وحتى تعليم اللغة ونشر الثقافة، الأمر الذي يؤكد حرص القيادتين على تطوير العلاقات الاستراتيجية والتعاون العملي بين الجانبين. وتعتبر الصينُ، دولة الإمارات العربية شريكاً وثيقاً وفياً في تطبيق مبادرة الحزام والطريق، كما تقدر تقديراً عالياً جهود القيادة الإماراتية في تبني إجراءات عملية لتعزيز العلاقات الثنائية وخاصة إعفاء المواطن الصيني من تأشيرة الدخول للإمارات، وإدراج اللغة الصينية في مناهج جميع المراحل الدراسية، ومنح الشركات الصينية حقوق تنقيب واستخراج النفط في الإمارات. وإني على يقين تام أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للصين، خطوة مهمة لتحقيق المزيد من الإنجازات والتعاون بين البلدين الصديقين.

شراكة على كل المستويات
د. أحمد ظريف مدرس اللغة الصينية، ومترجم متخصص في الدراسات الصينية قال: العلاقات الثقافية والإنسانية بين جمهورية الصين الشعبية ودولة الإمارات العربية المتحدة هي الامتداد الطبيعي، لعمق العلاقات السياسية الممتدة عبر 35 عاماً من التفاهم والانسجام. وتأتي زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في وقت ليس ببعيد عن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الإمارات، لتسجل صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين البلدين، وتؤكد على وصول الشراكة بين البلدين إلى أعلى المستويات، وهنا يتجلى دور التبادلات الثقافية، في إعطاء مجال أوسع لفهم، وإدراك الآخر، والبحث عن كل ما هو مشترك، ليكون قاعدة انطلاق لتعاون أكبر، سواء على المستوى الرسمي أو المستوى المؤسساتي والشعبي.
وانعكس التعاون الثقافي بين البلدين، من خلال الفعاليات الثقافية المتبادلة في معرضي أبوظبي، وبكين الدوليين للكتاب، حيث يُلاحظ الحضور اللافت للناشرين الصينيين، خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب خلال السنوات القليلة الماضية. ونأمل أن يقابله فعاليات ثقافية أكبر للإمارات في مختلف معارض الكتاب بالصين وعلى رأسها معرض بكين، كما نأمل أن تكون الزيارة هي بمثابة تدشين لحركة ترجمة أدبية وثقافية، تنقل الإبداع العربي، وتراثه وكنوزه عبر بوابة الإمارات إلى القارئ الصيني الذي يمثل خُمس قراء العالم.

علاقات مزدهرة
وانغ ماوهو نائب رئيس تحرير مجلة الصين اليوم قال: زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى دولة الصين، بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين، لإقامة العلاقات الصينية الإماراتية، صفحة جديدة، ومهمة في التاريخ العريق، والطويل، لتطور العلاقات الصينية الإماراتية، خاصة أن الإمارات تقع على نقطة تقاطع مبادرة الحزام والطريق، وتعتبر شريك تعاون طبيعياً، وأساسياً للصين في بناء، وتطوير تلك المبادرة. فمنذ طرح تلك المبادرة قبل ست سنوات، شهدت العلاقات بين البلدين تطوراً ملحوظاً على جميع المستويات، خاصة الاقتصادية، والتجارية، والثقافية، بما يعكس إرادة البلدين على ترجمة الرؤى والتطلعات المشتركة في التعاون، والتنسيق طويل الأجل وبما يحقق منفعة البلدين.
وتجسد مجلة «الصين اليوم» التي أسست عام 1964، خير دليل على أهمية المنطقة العربية لدولة الصين، وتعتبر المجلة الوحيدة المُوجهة إلى القارئ العربي حتّى الآن، ونافذة مهمة على عمق التبادل الحضاري الصيني العربي عبر التاريخ، حيث تمر العلاقات الصينية العربية في الوقت الراهن بفترة جديدة من التنمية، والازدهار، والتطور، بما يعزز رغبة البلدين في تعميق التبادل الحضاري بين الحضارات المشرقية، وتوطيد جذور الإرادة الشعبية لتلك الصداقة التقليدية المتجذرة بين البلدين.

علامة فارقة
بنغ تشو يون (طه) كبير مراسلي مجلة الصين اليوم بالشرق الأوسط قال: شكّلت المساعي والإنجازات التي أنجزتها كل من الصين والإمارات وبفضل موقعهما في شرق وغرب آسيا، نموذجاً ناجحاً يتوافق مع مسار التنمية لكل منهما في مسيرة تحقيق التنمية الوطنية والنهضة القومية، مما جذب أنظار العالم لهاتين التجربتين العظيمتين. وأظهرت العلاقات الصينية الإماراتية في السنوات الأخيرة، زخماً في التنمية الشاملة المتسارعة، وتوالت الزيارات رفيعة المستوى، والتبادلات كل الصعد بين الدولتين، كما شهدت العلاقات دعماً وتنسيقاً متبادلين، فيما يخص الشؤون الدولية والإقليمية. وتأسست علاقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة رسمياً بين الدولتين.
وتمثل زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للصين، بكل تأكيد، علامة فارقة في تطور العلاقات الصينية العربية، خاصة أن استراتيجيات التنمية بين الصين والإمارات، تتلاءم مع بعضها لأقصى درجة، ولقد كانت الإمارات من أولى الدول التي استجابت لمُبادرة الحزام والطريق، وصنّف الرئيس الصيني شي جين بينغ، دور الإمارات في المشاركة بتأسيس المبادرة على أنه «محور ارتكاز رئيس».
كما أن التعزيز المستمر لدعم العلاقات بين الصين والإمارات يُجسّد التعايش المُتناغم بين الحضارتين الصينية والعربية الإسلامية في النظام العالمي المعاصر، على مستوى أعمق، ويعد هذا تطبيقاً حياً للاحترام المتبادل لكل الحضارات، ما قدّم دعماً قيماً لدفع التنمية والازدهار الحضاري، وبناء مُجتمع المصير المشترك.
ومما لا شك فيه أن بناء علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والإمارات، على أساس الحوار الحضاري، والتعلم المتبادل، سيعود بالخير الوفير على آسيا كلها بل، والعالم أجمع.

جسر التواصل العريق
يعد «طريق الحرير» الذي اكتشفه تشانغ تشيان (Zhang qian) مبعوث الإمبراطور السابع، لمملكة «هان الغربية» سنة 138 قبل الميلاد، من أقدم وأهم طرق التجارة بين الشرق والغرب، وبالتحديد بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، خلال العصرين القديم والوسيط، وحتى أواخر العصر الحديث تقريباً. وعرف باسم «طريق الحرير» سنة 1877م على يد العالم الجغرافي الألماني «فرديناند فون ريشتهوفن»، الذي كانت بلاده تسعى إلى إنشاء سكة حديد تربطها بإقليم شاندونغ (Shandong) الصيني مروراً بدول آسيا الوسطى، واكتسب شهرته وأهميته، ليس فقط كطريق تجاري رئيس بين قارات العالم القديم أوروبا وآسيا، وأفريقيا، بل يعتبر جسراً للتواصل بين الشعوب والحضارات، ورمزاً لالتقائها الإنساني، ورمزاً لعمق البعد الحضاري العربي في انفتاحه، وتفاعله الخلاق مع الأمم والحضارات، لعبت فيه حواضر العالم الإسلامي دوراً محورياً، وخاصة المنطقة الخليجية، التي كانت جسراً حضارياً للتواصل بين آسيا وأوروبا، وأفريقيا، ومن بين 65 بلداً تقع على طول نطاق طريق الحرير القديم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©