عدد اليوم
سيد الحجار (أبوظبي)
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، اختتمت فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، الذي استضافته شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، خلال الفترة من 12 إلى 19 يناير الحالي.
وبحسب تقرير صادر عن «مصدر»، حصلت «الاتحاد» على نسخة منه، بلغ إجمالي قيمة المشاريع الاستثمارية الموقعة خلال القمة العالمية لطاقة المستقبل، ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، نحو 11 مليار دولار (40.4 مليار درهم)، بمشاركة أكثر من 800 جهة عارضة من بينها أكثر من 100 شركة ناشئة، كما تم عرض أكثر من 100 منتج مبتكر للمرة الأولى في مختلف القطاعات.
واستقطب أسبوع أبوظبي للاستدامة أكثر من 38 ألف مشارك من 170 دولة، بدءاً من رؤساء الدول والوزراء وكبار المسؤولين وصنّاع القرار وقادة الأعمال ووصولاً إلى الطلبة والمجتمعات المحلية، حيث سجل الأسبوع نجاحاً حافلاً على مستوى التنظيم والمشاركة والتفاعل والنتائج، ليرسخ مكانته الرائدة كأهم وأكبر التجمعات العالمية المعنية بمناقشة قضايا الاستدامة وإيجاد أفضل السبل للتوصل إلى حلول كفيلة بتعزيز التنمية المستدامة.
خلال القمة العالمية لطاقة المستقبل، تم تنظيم مبادرة «شباب من أجل الاستدامة» وشارك فيها 3000 طالب وطالبة من مدارس الدولة، كما شهد «ملتقى تبادل الابتكارات بمجال المناخ» (كليكس)، مشاركة 41 مبتكراً بزيادة بلغت ضعفي حجم المشاركة بالدورة الماضية، واستحوذت المشاريع الإماراتية على نسبة 23%، وأظهر مستثمرون رغبتهم باستثمار أكثر من 53 مليون دولار (194.6 مليون درهم) في 24 مشروعاً مقدمة من رواد الأعمال من أصل 32 مشروعاً.
وشارك في المعرض المصاحب للقمة العالمية لطاقة المستقبل شركات ومؤسسات من قرابة 40 دولة.
وركز أسبوع أبوظبي للاستدامة، الذي انعقد هذا العام تحت شعار «تقارب القطاعات: تسريع وتيرة التنمية المستدامة»، على التقارب الحاصل بين التقنيات الرقمية والمبتكرة وما يفضي إليه من فرص وحلول جديدة يمكن أن تساهم في دعم التنمية الاقتصادية المستدامة وتحقيق الازدهار. وتميزت دورة هذا العام بتوسيع نطاق محاور الأسبوع ليغطي بالإضافة إلى الطاقة المتجددة مجالات وقضايا أخرى، بما يتماشى على نحو أمثل مع رؤية الإمارات 2021 وأهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة، والعمل على مواجهة تحديات الاستدامة العالمية وفق نهج أكثر شمولاً.
وشملت المحاور الجديدة الطاقة والتغير المناخي، والمياه، ومستقبل التنقل، والفضاء، والتكنولوجيا الحيوية، وتكنولوجيا لحياة أفضل. كما جرت مناقشة موضوعين رئيسين هما الشباب والرقمنة ضمن كافة المحاور خلال فعاليات الأسبوع.
حفل الافتتاح
وأقيم حفل الافتتاح الرسمي لأسبوع أبوظبي للاستدامة في 14 يناير بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وحضر حفل الافتتاح أيضاً فخامة الرئيس محمد ولد عبدالعزيز، رئيس جمهورية موريتانيا، وفخامة الدكتور أرمين سركيسيان، رئيس جمهورية أرمينيا، وفخامة جواو لورينسو، رئيس جمهورية أنغولا، وفخامة داني فور، رئيس جمهورية سيشل، وفخامة إبراهيم بوبكر كيتا، رئيس جمهورية مالي،
وفخامة إبراهيم محمد صليح، رئيس جمهورية المالديف، وفخامة بول كاجامي، رئيس جمهورية رواندا، وفخامة هيغ جينغوب، رئيس جمهورية ناميبيا، وفخامة ميلو دوكانوفيتش، رئيس جمهورية مونتينيغرو، ومعالي يانغ جيتشي، المبعوث الخاص للرئيس الصيني.
كما شهد الحفل مشاركة أكثر من 200 وزير وسفير دولة من أكثر من 170 دولة.
وألقى معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة رئيس مجلس إدارة «مصدر»، كلمة افتتاحية رحّب فيها بأصحاب السمو الشيوخ والرؤساء والوزراء وضيوف القمة، مثمناً عالياً رؤية القيادة الرشيدة ودعمها اللامحدود لقطاع الطاقة والتنمية المستدامة في الدولة.
وأوضح معاليه، خلال كلمته، أن دولة الإمارات حرصت على تسخير خبراتها الغنية في مجال الطاقة للمساهمة بدور فاعل كجهة محفزة وحاضنة للجهود في مجالَي الطاقة النظيفة والاستدامة.
وأوضح أن العالم شهد خلال السنوات العشر الماضية تحقيق تقدم تجاوز كلّ التوقعات، ففي عام 2009 لم تتجاوز القدرة الإنتاجية لكل مشاريع الطاقة الشمسية حول العالم 14 جيجاواط.. واليوم، لدينا نحو 400 جيجاواط، أي بزيادة مقدارها 28 ضعفاً، مشيراً إلى أن قطاع طاقة الرياح شهد تطوراً مماثلاً لينمو من 121 إلى 539 جيجاواط ومع تزايد تنافسية أسعار الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فإن إنتاج كل منهما يتجه نحو تجاوز مستوى الألف جيجاواط خلال الأعوام الخمسة المقبلة.
اجتماعات آيرينا
واستهل أسبوع أبوظبي للاستدامة 2019 فعالياته بانعقاد الدورة التاسعة للجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) من 11 إلى 13 يناير بمشاركة أكثر من 1200 ممثل حكومي ووزير ومسؤول من 150 دولة، كما تم عقد منتدى الطاقة العالمي الثالث للمجلس الأطلسي، بالتعاون مع وزارة الطاقة وأدنوك وبمشاركة عدد كبير من المسؤولين والمفكرين والباحثين في قطاع الطاقة وصنّاع السياسات وقادة الصناعة الإقليميين والدوليين لمناقشة تأثير العوامل الجيوسياسية والاقتصادية على أجندة الطاقة.
وركّز المنتدى هذا العام على أربعة مواضيع رئيسية، وهي مستقبل النفط، والتحول الرقمي بمجال الطاقة وجهود التنويع التي تقوم بها الشركات والدول المنتجة للطاقة، بالإضافة إلى التركيز على جانب الطلب والابتكار بمجال الطاقة في دول شرق وجنوب آسيا.
جائزة زايد
وحظي حفل تكريم الفائزين بجائزة زايد للاستدامة باهتمام وتغطية إعلامية متميزة وذلك بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، حيث كرم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى جانب عدد من قادة وممثلي دول العالم، الفائزين العشرة بدورة عام 2019 من جائزة زايد للاستدامة ضمن الفئات التالية: الصحة والغذاء والطاقة والمياه والمدارس الثانوية العالمية.
ومنذ منح الجائزة للمرة الأولى في عام 2009، تمكن الفائزون بها من التأثير بشكل مباشر وغير مباشر على حياة أكثر من 307 ملايين شخص حول العالم، وتمكن هؤلاء الفائزون من المساهمة في خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون إلى حدٍ كبير وصل إلى مليار طن، كما وفروا 1.2 مليار ميجاواط ساعي من الطاقة النظيفة، مع توسيع نطاق الوصول إلى الطاقة لـ 27.5 مليون شخص في بعضٍ من أكثر المجتمعات فقراً في أفريقيا وآسيا.
وهناك انعكاسات إيجابية كثيرة للجائزة التي ساهمت بتطبيق حلول ملهمة ومؤثرة حول العالم، فمن خلال المشاريع التي دعمتها الجائزة، أصبح عدد متنامٍ من المجتمعات المحلية أكثر أمناً بفضل مشاريع إيصال الكهرباء إلى المناطق الريفية، وتمكن أطفال القرى النائية من مواصلة تحصيلهم العلمي والدراسة ليلاً، كما ساهمت المشاريع الصغيرة التي دعمتها الجائزة في توفير فرص عمل للنساء.
وشهد حفل توزيع الجوائز السنوي الحادي عشر لجائزة زايد للاستدامة حضور مجموعة من رؤساء الدول والحكومات والوزراء وممثلي الجهات المعنية والفائزين السابقين والمرشحين النهائيين لدورة عام 2019، وعدد من المستفيدين من ابتكارات ومشاريع المشاركين.
يذكر أنه تم في عام 2018 تطوير الجائزة وتوسيع مجالات تركيزها لتشمل، إلى جانب الطاقة، مشاريع وابتكارات في مجال الاستدامة على مستوى العالم، وكذلك مبادرات التنمية البشرية، كما عززت الجائزة دعمها لجيل الشباب من خلال توسيع نطاق فئة المدارس الثانوية العالمية لتشمل مناطق جديدة حول العالم.
التمويل المستدام
وفي إضافة جديدة لقائمة فعالياته، شهد الأسبوع هذا العام انعقاد الدورة الافتتاحية من «ملتقى أبوظبي للتمويل المستدام»، وتضمن الملتقى توقيع 25 جهة حكومية ومؤسسة على إعلان أبوظبي للتمويل المستدام لتعزيز الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الإيجابية والترويج للتمويل المستدام والاستثمار على المدى الطويل بما يخدم اقتصاد الدولة.
وتعد الاتفاقية، جزءاً من الجهود المستمرة للتعاون مع الجهات الحكومية والجهات التنظيمية والمؤسسات الرائدة لإرساء أسس قطاع التمويل المستدام بما يدعم جهود الدولة لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
قمة الاستدامة
وتخلل الأسبوع عقد «قمة مستقبل الاستدامة» للمرة الأولى، حيث افتتح القمة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، وشارك فيها 100 متحدث بارز من بينهم أكثر من 3 رؤساء دول و10 وزراء، لمناقشة تطور التكنولوجيا ومساهمتها في جهود التنمية المستدامة على مستوى العالم، إضافة إلى التركيز على الأجندة الوطنية لدولة الإمارات وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وتقارب القطاعات.
وفي إطار دعم أهداف الأسبوع، تم إطلاق حملة عالمية بعنوان «#نحن_ملتزمون» بمشاركة وزراء وقادة أعمال وشخصيات بارزة من الإمارات والعالم، ودعت الحملة الجمهور إلى اعتماد أسلوب حياة أكثر استدامة. وحققت الحملة تفاعلاً واسعاً على مستوى وسائل الإعلام المختلفة.
وللسنة الثالثة على التوالي، شهد الأسبوع مشاركة مميزة للمملكة العربية السعودية من خلال جناح خاص ضم أكثر من 14 شركة ومؤسسة حكومية. كما شهد الأسبوع انعقاد «ملتقى السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة» الرابع، وذلك بمشاركة متحدثين بارزين بهدف تحفيز النساء والفتيات للعب دور فاعل في مواجهة تحديات الاستدامة العالمية.
دور المرأة
شهد الملتقى الذي عقد تحت شعار «دور المرأة في النهوض بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة»، مشاركة مجموعة من الشخصيات وقادة الأعمال الدوليين وصناع السياسات المحليين والدوليين، من بينهم الشيخة شما بنت سلطان آل نهيان، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة تحالف من أجل الاستدامة العالمية، والأميرة هيفاء بنت عبد العزيز آل مقرن، الوكيل المساعد لشؤون التنمية المستدامة وشؤون مجموعة العشرين بوزارة الاقتصاد والتخطيط بالمملكة العربية السعودية، ومعالي سهيل المزروعي، وزير الطاقة والصناعة، وريم بن كرم، مديرة مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة.
ويعمل الملتقى الذي تقوده «مصدر» على تشجيع الأفكار الجديدة والحلول العملية والتعاون لتمكين الأجيال الحالية والمستقبلية من النساء ليصبحن قائدات في مجال الاستدامة.
مشاريع جديدة لـ «مصدر» بقطاع الطاقة المتجددة
أسهمت شركة «مصدر»، باعتبارها الجهة المستضيفة للحدث، بدور هام وبارز على مدار أسبوع أبوظبي للاستدامة، لتعزز دورها الرائد على مستوى العالم وتسهم في دعم جهود الإمارات الرامية إلى بناء اقتصاد معرفي على أسس متينة.
وأوضح التقرير أن «مصدر» أعلنت على هامش الأسبوع عن إبرام عدد من الاتفاقيات التجارية ومذكرات التفاهم، في حين سجل مسؤولوها وخبراؤها حضوراً مميزاً في مختلف برامج وفعاليات الحدث من خلال المشاركة بخبراتهم الواسعة وطرح أفكارهم الرائدة. ومن أبرز إعلانات الشركة خلال الأسبوع توقيع اتفاقية مشتركة مع «تاليري إنيرجيا» لتطوير مشاريع طاقة متجددة في وسط وشرق أوروبا، والإعلان عن تطوير مشروع محطة «دومة الجندل»، التي تعتبر أول محطة طاقة رياح على نطاق المرافق في المملكة العربية السعودية، وتنفيذ خطوات متقدمة على طريق استكمال المرحلة الثالثة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي، وتعاون التحالف العالمي لتحلية المياه النظيفة بقيادة «مصدر» مع المكتب الدولي للمياه، وعقد شراكة استراتيجية بين أبوظبي للطاقة و«مبادلة» و«مصدر» لتعزيز خطط أبوظبي التنموية في قطاع الماء والكهرباء. كما أعلنت «مصدر» عن التعاون مع «سيبسا» في مشاريع طاقة متجددة ضمن إسبانيا والبرتغال، بجانب اتفاق «مصدر» على شراء حصص في محطتين لطاقة رياح بالولايات المتحدة الأميركية.
«المهرجان في مدينة مصدر» يعزز الوعي بمفهوم الاستدامة بين فئات المجتمع
اختتمت فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة مساء يوم السبت الماضي بالمهرجان في مدينة مصدر الذي وفر لزواره من كافة فئات المجتمع برنامجاً حافلاً بالأنشطة الترفيهية والتعريفية ومنحهم تجربة غنية شجعت أفراد المجتمع على تبني عادات أكثر استدامة وتخصيص فعاليات تعليمية للأطفال، إلى جانب استمتاع الزوار بأنشطة مسلية مثل عروض الترفيه الحية وأكشاك الطعام والألعاب، بهدف ترسيخ مبدأ الاستدامة والتأكيد بأنها أسلوب حياة.
وأشاد رؤساء الدول والوزراء المشاركون في الأسبوع بدولة الإمارات وإمارة أبوظبي على احتضانها لأسبوع أبوظبي للاستدامة، وأشادوا بالرؤية الاستباقية للقيادة الرشيدة التي تهدف إلى بناء اقتصاد قائم على المعرفة وتعزيز التنمية المستدامة.
وشهدت الحملات الخاصة بالأسبوع على مواقع التواصل الاجتماعي نسبة تفاعل ومتابعة غير مسبوقة من خلال البث الحي وروابط التغطية الصحفية وذكر «أوسمة» (هاشتاقات) الحملات عالمياً من قبل شخصيات وجهات دولية مثل سفير الدنمارك وسفير ألمانيا وسفير هولندا وسفير فرنسا لدى الدولة، والسفارة السويسرية في الإمارات، وجمهورية نامبيا، ومدير عام وكالة الطاقة في أوروبا، والرئيس التنفيذي لسيمنز، والسفارة البريطانية في الدولة.
