الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سفيرا الإمارات وإندونيسيا يتحدثان لـ«الاتحاد»: التسامح مشترك

سفيرا الإمارات وإندونيسيا يتحدثان لـ«الاتحاد»: التسامح مشترك
25 يوليو 2019 04:53

 حوار - أحمد عبد العزيز

أكد محمد عبدالله بن مطلق الغفلي، سفير الدولة لدى إندونيسيا، وحسين باجيس، سفير إندونيسيا لدى الدولة، أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى جاكرتا، تشكّل نقطة تحوّل في تقوية العلاقات الإماراتية – الإندونيسية، وتعكس الحرص المشترك على تعزيز التعاون. كما أنها تشكّل حافزاً قويّاً لتمتين علاقات التعاون الاستراتيجي في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية بين البلدين.
وقالا لـ «الاتحاد»: إن الزيارة لها أهمية كبيرة لأنها تزيد من مستوى الصداقة، وتفتح فرصاً جديدة في الاستثمارات، خاصة أن إندونيسيا حريصة على التقارب مع الإمارات «وطن التسامح» الذي يتجسد واقعاً للشعب الإندونيسي الذي يعيش في 17 ألف جزيرة، ويتحدث أكثر من 700 لغة محلية، وينتمي لأعراق مختلفة.

محمد الغفلي: إبرام المزيد من الاتفاقيات
قال محمد عبدالله بن مطلق الغفلي، سفير الدولة لدى إندونيسيا، إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى جاكرتا، تعتبر علامة فارقة في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، وتأتي على خطى الزيارة التاريخية التي قام بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لإندونيسيا في مايو 1990. وقال السفير الغفلي في حوار خاص مع «الاتحاد»: «من المؤكد أن الزيارة سوف تشكّل نقطة تحوّل في تقوية العلاقات الإماراتية- الإندونيسية، وسوف تعكس حرص الإمارات على تعزيز التعاون الثنائي مع إندونيسيا. كما أنها سوف تشكّل حافزاً قويّاً لجهود تمتين علاقات التعاون الاستراتيجي في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية بين البلدين، من خلال التوقيع على سلسلة من الاتفاقيات الثنائية، أبرزها اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار المتبادل، وتعديل اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي المتعلق بضريبة الدخل، والتي ستسهم في تيسير تدفق الاستثمارات وزيادة التبادل التجاري بين البلدين».

صفقات استثمارية
وأضاف: «الزيارة تشجع على إبرام المزيد من الصفقات الاستثمارية والتجارية بين الشركات الوطنية الإماراتية، وعدد من الشركات الإندونيسية الخاصة أو المملوكة من قبل الدولة». وعن مستقبل العلاقات السياسية بين البلدين، أشار السفير الغفلي إلى أن جمهورية إندونيسيا تعتبر من الدول الصديقة لدولة الإمارات، بفضل العلاقات السياسية القوية والمتطورة الّتي تجمع بين البلدين، والّتي تقوم على الاحترام المتبادل وتبادل الدعم السياسي في المحافل الإقليمية والدولية، لافتاً إلى أن سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، على تواصل وتشاور مستمر مع نظيرته الإندونيسية معالي ريتنو مارسودي حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ولفت إلى أن هذا الواقع يوفر أساساً متيناً للمزيد من التعاون والتنسيق السياسي بين البلدين في المستقبل، فضلاً عن ذلك، بصفتها أكبر دولة إسلامية في العالم من حيث عدد السكان، يمكن التعاون سياسياً مع إندونيسيا لتعزيز الإسلام المعتدل ونشر السلام والرحمة والتسامح والتعددية، والعمل معها على محاربة التطرف بأشكاله كافة. وأكد أن التمثيل الدبلوماسي للإمارات في إندونيسيا أخذ في التطور والتزايد منذ افتتاح سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بجاكرتا في 10 يونيو 1991، وتلا ذلك افتتاح مكتب الخدمات القنصلية بجاكرتا في أغسطس 2014 بهدف تسهيل الخدمات القنصلية لمواطني البلدين، وفي تطور إضافي تم افتتاح مكتب الملحقية العسكرية الإماراتية بجاكرتا في أبريل 2019 بغية تعزيز علاقات التعاون الدفاعي والعسكري بين البلدين.

مساعدات
وعن المساعدات الخارجية والعمل الإنساني، قال السفير الغفلي: «إن سفارة الإمارات تتعاون مع العديد من المؤسسات الخيرية الإماراتية مثل الهلال الأحمر، مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة الشارقة الخيرية، ودار البر، لتقديم الدعم والمساعدة للشعب الإندونيسي، خاصة في المناطق المتضررة بفعل الكوارث الطبيعية.

العلاقات الاقتصادية
وأضاف: «حجم التبادل التجاري الإماراتي- الإندونيسي بلغ أكثر من 860 مليون دولار في الفترة من يناير إلى مارس 2019، وتراوح إجمالي هذا التبادل ما بين 3.3 مليار إلى 3.7 مليار دولار من 2017-2018»، مشيراً إلى أن أهم صادرات الدولة إلى إندونيسيا تتمثل في البترول، والكيماويات ومنتجاتها، والألمنيوم ومصنوعاته، والحديد والفولاذ، والتمور، والمواد البلاستيكية. بينما تستورد الدولة من إندونيسيا الأخشاب، والمنسوجات، والشاي، والبن، والورق بمختلف أنواعه، والمعدات الكهربائية، والمطاط ومنتجاته والعود، والمحركات والدراجات، والذهب والمعادن الثمينة ومصنوعاتها.
وأوضح أن الشركات الإماراتية تتميز بوجود نوعي في السوق الإندونيسي مثل موانئ دبي العالمية، وشركة مبادلة، وشركة دبي للأحواض الجافة، ومؤسسة الإمارات للاتصالات، ومكتب مصرف دبي الإسلامي، ومصرف دبي الوطني، ولولو هايبر ماركت، وهناك المزيد من الشركات الوطنية التي تستعد لدخول السوق الإندونيسي في مجالات الطاقة المتجددة، والبنية التحتية، والموانئ، والتمويل الإنمائي، والأمن الغذائي مثل شركة أدنوك وشركة مصدر.

حسين باجيس: علاقاتنا لمصلحة الــشعبين
أكد حسين باجيس، سفير إندونيسيا لدى الدولة، في حوار خاص مع «الاتحاد»، أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى إندونيسيا، على قدر كبير من الأهمية، وتعد استمراراً للعلاقات التاريخية القوية بين البلدين.
وقال: «نحاول تفعيل اتفاقيات التجارة الحرة مع دول منطقة الخليج العربي، كما نتطلع هذا العام إلى مزيد من الترويج للاستثمار في إندونيسيا، وبالفعل من خلال معرض (إكسبو 2020) تم حجز مساحة 1680 متراً مربعاً في موقع متميز بالمعرض بالقرب من مدخل إكسبو الأمر الذي يزيد فرصنا في الحصول على فرص أكبر والاستفادة من المعرض العالمي الذي سيقام على أرض الإمارات التي نرحب باستثماراتها في بلدنا».
وأضاف: «لدينا علاقات متميزة مع الإمارات منذ عام 1976، وفي عام 1978 زار سوهارتو الرئيس الإندونيسي آنذاك، دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي مطلع التسعينيات كانت زيارة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى إندونيسيا، وبعد ذلك في 2015 زار الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو الإمارات».
وأشار إلى أن «أهمية الزيارة ترجع إلى أن إندونيسيا أكبر دولة إسلامية في العالم، حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من 270 مليون نسمة، معظمهم من المسلمين، ونتطلع لأن يكون لإندونيسيا دور مهم في العالم الإسلامي على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وتربطنا علاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن نولي الاهتمام بشكل خاص إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لما لنا من علاقات قوية معها».

زيارة مهمة
ولفت السفير الإندونيسي إلى أن الزيارة لها أهمية كبيرة، حيث إنها ستزيد من مستوى الصداقة بين البلدين، وتفتح فرصاً جديدة في الاستثمارات، وفي إندونيسيا شغف للتقارب مع الإمارات نظراً لاحتفائها بعام التسامح وكيف أن هذه القيمة يمكن أن تضيف إلى الشعب الإندونيسي الذي يعيش في 17 ألف جزيرة وأكثر من 700 لغة محلية وأعراق مختلفة، الأمر الذي يدفعنا إلى التعاون مع الإمارات، حيث إن 90% من الشعب الإندونيسي مسلم، والـ10% الأخرى ديانات مختلفة، الأمر الذي دفعنا إلى الاهتمام بثقافة التسامح في الإمارات التي تضم أكثر من 200 جنسية مختلفة.
وعلى الصعيد الاقتصادي، قال السفير باجيس: «إن الزيارة تضيف المزيد من القوة للعلاقات الاقتصادية بين البلدين، إضافة إلى العلاقات السياسية والدبلوماسية التي تشهد تطوراً بشكل دائم».

التبادل التجاري
وعن التبادل التجاري بين البلدين، أوضح السفير الإندونيسي أن الواردات الإندونيسية من الإمارات تبلغ نحو ملياري دولار سنوياً، فيما نصدر إلى الإمارات ما قيمته 1.5 مليار دولار، على الرغم من أن الوضع الاقتصادي في المنطقة لم يعد مثلما كان قبل سبع سنوات مضت، علاوة على المنافسة الشرسة من الدول الآسيوية الأخرى مثل فيتنام وماليزيا وبنجلاديش، الأمر الذي يدفعنا إلى تطوير التعاون في التبادل التجاري وعدم الاكتفاء بالسلع التقليدية.
وأضاف: «الإمارات تعد البوابة التجارية لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، إلا أن المنافسة بين الدول الآسيوية شرسة بشكل كبير، وهذا هو التحدي الذي نواجهه في إندونيسيا، والاعتماد على الإمارات في دخول أسواق مثل أفريقيا يسهل علينا فتح هذه الأسواق، فعلى سبيل المثال حيث يمكن التصدير أو الاستيراد من دول أفريقية عدة عن طريق دبي، وليس من خلال هذه الدول مباشرة».
وأشار إلى أن عدد المواطنين الإندونيسيين المقيمين في الإمارات يبلغ 100 ألف شخص، في الوقت الذي يتزايد فيه أعداد الزائرين بغرض السياحة، حيث إن الإمارات على خريطة السياحة، وتفضلها الأسر الإندونيسية بشكل كبير.

مكافحة الإرهاب
أكد حسين باجيس أن بلاده تعمل مع الإمارات بشكل وثيق على مكافحة الإرهاب. وقال: «لدينا اتفاقية للقبض على العناصر الإرهابية التي تتم بشكل احترافي بحيث يتم إلقاء القبض على أي عنصر إرهابي، وتتبعه في غضون 48 ساعة للحد من مخاطر الإرهاب».

سياحة
أوضح سفير الدولة لدى إندونيسيا أن عدد السياح الإماراتيين الذين زاروا إندونيسيا في الفترة من يناير إلى مايو الماضيين بلغ نحو 2763 زائراً، مشيراً إلى أن عدد الزوار خلال العام الماضي 2018 بلغ 7100 زائر، وأن هناك سبع رحلات جوية يومياً بين الإمارات وجمهورية إندونيسيا، حيث يقوم طيران الإمارات بتسيير 3 رحلات إلى جاكرتا ورحلتين إلى جزيرة بالي مع رحلة إلى أوكلاند، بينما يقوم طيران الاتحاد بتسيير رحلتين إلى جاكرتا. وتسعى الطائرات الوطنية لزيادة عدد رحلاتها إلى إندونيسيا.

تعاون ثقافي
عن أهمية التقارب الثقافي والتعليمي بين البلدين، أشار السفير الغفلي إلى أن السفارة الإماراتية في جاكرتا تعاونت خلال الفترة الأخيرة مع الجهات المختصة في البلدين في إكمال وتجهيز مشروع مذكرة تفاهم للتعاون الثقافي، ومشروع اتفاقية التعاون في مجال التعليم. وأوضح أن السفارة وضعت برنامجاً لتنظيم عدد من الفعاليات لنشر مفاهيم وقيم التسامح احتفالاً بعام التسامح.

اتفاقات ثنائية
أشار سفير الدولة، إلى أن الزيارة التاريخية من المتوقع أن تشهد التوقيع على عدد من الاتفاقيات الاقتصادية والاستثمارية، وفي مقدمتها اتفاقية ترويج وحماية الاستثمار المتبادل، وتعديل اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي، ومذكرة تفاهم حول التعاون في قطاع الصناعة، ومذكرة تفاهم للتعاون في الشؤون البحرية والثروة السمكية.

استثمار صحي
قال حسين باجيس، السفير الإندونيسي لدى الدولة، «إنه يجري التفاوض الآن بغية استقطاب مستشفيين من كبرى المنشآت الطبية في أبوظبي هما (إن إم سي)، و(يونيفرسال) للاستثمار في إندونيسيا، وهذه من الخطط التي أعمل عليها، حيث إن لدينا سوقاً كبيراً يستوعب الاستثمار في القطاع الصحي، فتعداد سكان إندونيسيا يصل إلى 270 مليون نسمة، ونسعى لجذب منشآت أخرى».

رحلات
أكد السفير الإندونيسي أن بلاده تسعى لجذب المزيد من السياح الإماراتيين، حيث إن العدد يتراوح بين 10 آلاف و12 ألف سائح إماراتي يسافرون إلى جاكرتا سنوياً، مشيراً إلى أن هناك خمس رحلات أسبوعية تسيرها طيران الاتحاد وطيران الإمارات بين البلدين، ونسعى للزيادة، حيث إن هناك طلباً كبيراً على الرحلات إلى الإمارات، سواء للزيارة أو رحلات الترانزيت مثل العمرة، حيث يسافر مليونا معتمر سنوياً، إضافة إلى الحج، ولدينا 30 ألف حاج سنوياً يسافرون عبر الجو.

طاقة متجددة
قال السفير الإندونيسي لدى الدولة، إن حكومة بلاده لديها خطة للتحول إلى تطوير استخدام الطاقة المتجددة بمعدل 5% بحلول عام 2020 من إجمالي الطاقة المستخدمة في إندونيسيا، ونأمل أن تحصل شركة «مصدر» على مشروع كبير في إندونيسيا لتوليد الطاقة بمعدل 145 ميجاوات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©