عدد اليوم
محمود إسماعيل بدر (الاتحاد)
يتواصل مهرجان جرش للشعر العربي بنجاح جماهيري ونقدي لافت، وقد حظي الشاعر الإماراتي «حبيب الصايغ» رئيس اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب، بحفاوة وتقدير ملحوظ من النقاد والحضور، ووجدت قصائده التي قرأها في عدد من أمسيات المهرجان، وبخاصة الأمسية الثانية التي نظمتها رابطة الكتاب الأردنيين، يوم الاثنين بحضور سعادة السفير الإماراتي لدى الأردن أحمد البلوشي بإعجاب الجمهور وعدد كبير من الكتاب ونقاد الأدب والأكاديميين، وشارك إلى جانب الصايغ في هذه الأمسية كل من الشعراء: بهيجة إدلبي (سوريا)، غازي الذيبة (الأردن)، ساجدة الموسوي (العراق)، ياسين عدنان (المغرب) أكرم الزعبي، وغسان تهتموني (الأردن).
استهل الصايغ أمسيته الشعرية، بتأكيد أهمية المهرجان وقيمته الأدبية الرفيعة، للفرصة التي يتيحها للقاء الشعراء العرب، وإحياء حوار التجارب الذي نفتقده، ثم قرأ واحدة من أجمل قصائده بعنوان «السماء التي حجبتها المظلة» ونقتطف منها:
«ومنذ ثلاثين عاماً ويومين/ قاومت ساعة روحي/ إلى آخر الضوء قاومتها وأخذت بأسبابها/ صاعداً نحو حرية الطير حين يموت/ فينأى بأجنحة غير مرئية/ ويجرجر ذيل الخديعة في جسمه وهو يسقط، لو أننا نمعن البصر المحض/ كنا رأينا القبور الصغيرة عالقة في الهواء/ قبور العصافير أصغر من أن ترى/ والصقور أخاديد برية في السماء».
قصيدة الصايغ هذه التي وجدت حفاوة وتصفيقاً من جمهور الأمسية، لا تخلو من الفكر الفلسفي وهي تحاكي العقل والقلب معاً، كما أنها تعكس جماليات اللغة والصور الفنية النادرة والمزدوجة المعنى والدلالات التي يجيدها الشاعر في مخيلة واسعة وفضاءات تعبيرية متدفقة.
في حديث خاص له على هامش أمسيته الشعرية، أشاد الشاعر حبيب الصايغ، بالعلاقات التاريخية بين المملكة الأردنية الهاشمية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكداً أهمية تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين الشقيقين، وعبر عن تقديره للاهتمام النقدي والجماهيري الذي وجده في هذا الحدث الثقافي الذي يعيدنا إلى ألق الشعر وقيمته ورسالته في ترسيخ مفهوم أمثل للثقافة الجماهيرية، وفتح نوافذ الشعر على مصراعيه ليكون ديوان العرب بحق.
